غالبا ما تقتصر مشاركة المرأة في مضمار العمل ضمن مهنٍ محدودة وعلى رغم مزاولتها للكثير من الأعمال المهنية إلا أن بعضهن ما زلن ضمن سلسة التفاوت في حظوة العمل من قبل الرجال, منهن من تجاوزن تلك الفوارق المجتمعية وعملن في أغلب المجالات والاختصاصات ملوحات بنجاحهن في الميدان, ولكن تظل بعض التخصصات سواء الفكرية أو الحركية لم تجد ترحيبا في خوض العمل بها..
ولأجل معرفة الأسباب أو الأحكام التي تفسر لنا حقائق حول هذا الموضوع أجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع:
مجال المحاماة
حدثتنا المحامية نورا خميس أسعد الجوراني قائلة: إن العمل لا يخلو من المنافسة لاسيما بين الرجل والمرأة ودائما ما يحظى الرجل بالعمل أكثر من المرأة، فمهنة المحاماة مثلا لابد وأن تعرضت بها المرأة لموقف ما لكونها سيدة وإذا لم تتعرض فلا تخلو من النظرة الدونية من قبل الجنس الآخر فقط لكونها محامية.
وأضافت: من المعروف أن المرأة في كل مكان تواجه تمييزاً بالحقوق بينها وبين الرجل, وأسباب هذا التمييز هي الأعراف السائدة التي تعني أن المرأة لا تمتلك نفس القدرة على الاختيار وكسب الرزق كالرجل، هذه النظرة تكون مبكرة للمرأة ومدى حياتها فهي بحاجة إلى تقدم واسع النطاق على مستوى السياسات للحد من ظاهرة التمييز ما يحتم اتخاذ اجراءات مبتكرة لإعطاء الفرصة للمرأة واظهار قدرتها أمام الجميع.
وتابعت: وفيما يخص القضاء فإن ما يمكن فهمه من النصوص الخاصة الواردة عن المعصوم (عليه السلام) من منع المرأة من التصدي للقضاء من أعمال السيادة التي تقتضي رجل يتصدى لها بحكم طبيعة تكوين المرأة والذي يخل تصديها له بهذا النظام الذي يتصف بالحساسية والخطورة, فأرادت الشريعة حماية المرأة وعاطفتها من الوقوع في مزالق التطبيق الحاسم لأحكام الشريعة بعيدا عن التأثر, وبالنسبة للقانون فلم يميز في هذا المجال بين المرأة والرجل فالكل سواسية في الحقوق والواجبات على مستوى الدستور فمن يتصفح نصوصه يجد أنه يبيح للمرأة تسنم هذا المنصب.
مجال التمريض
وفي مجال آخر كان لنا هذا اللقاء مع التمريضية صفاء عبد الحسين استهلت حديثها قائلة: إن المفاضلة في حظوة المهن بين النساء والرجال هي من افتعال أفراد المجتمع إذ يمنحون للرجل مكانة أكبر في بعض الأعمال على الرغم أن المرأة لربما تكون أكثر حرصا منه في المجال ذاته إن عملت به.
وأضاقت: كما هناك مفاضلة بين التدرج الوظيفي أيضا بحسب التخصص فعلى سبيل المثال أغلب المرضى يفضلون الطبيب الجراح على الطبيبة وغيرها من التخصصات.
وعلى الرغم من هذا أرى أن المرأة استطاعت أن تتحدى المعوقات وتبرز نفسها حتى في الأعمال الحرة التي تكون حصرا للرجال كالعمل في معامل الطابوق أو في الأسواق وحتى في البيت بمجال صناعة الخبز(خبازة).
رؤية نفسية
ومن جانبه قال دكتور علم النفس؛ عزيز كاظم نايف/ مدير مركز الإرشاد الأسري: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من ذكر وأنثى، إذ لا يمكن أن تكون حياة مستمرة إلا بوجود كلا الجنسين معاً كونهما يكملان بعضهما، ففي الجانب الفسلجي مثلاً لا يمكن أن يكون هناك تكاثر للجانب البشري إلا من خلال عملية الزواج بين الذكر والأنثى، وإن التمييز بينهما علمياً يعود إلى ثقافة المجتمعات وتقاليدها وقيمها الدينية، إذ إن بعض المجتمعات أعطت الأنثى دورا يفوق دور الذكر من حيث الواجبات والحقوق، فهناك مجتمعات مثلاً أعطت الأنثى حرية أكثر فهي من واجباتها الخروج للعمل خارج المنزل وتكون واجبات الذكر داخله فقط كالطبخ والتنظيف وغيرها.
أما في مجتمعات أخرى كمجتمعنا تجد أن دور الذكر هو الأكبر وهذا يعود أيضا إلى تقاليدنا العربية وقيمنا الاسلامية فلا يسمح للأنثى الاشتراك في بعض الأعمال، ويرى علم النفس أن لا وجود لفرق بين الذكر والانثى من الناحية النفسية والعقلية، إذ تجد الأنثى في الدول الغربية الآن أنها تشارك الرجل في كل الأعمال (التربوية، الصحية، العسكرية، الزراعية، السياسية، الرياضية والقضاء وغيرها).
كاميرا الاعلام
بطبيعة عملنا استطعنا أن نجمع صور مختلفة لمزاولة بعض النسوة لأعمال تكون حصرا للرجال وذلك بسبب الوضع المعيشي حينما يفرض عليهن.
فعلى كل سيدة عاملة أن تجتهد بعملها مهما كان بسيطا إلا إنه يوفر لها معيشة كريمة تخلو من أي مغريات الحياة الزائفة ملتزمةً بحجابها وبشريعتنا الاسلامية من حيث واجباتها الدينية لتكون رمزا يفتخر به وسيدة منتجة تساهم في بناء ذاتها وتقدم لأسرتها وبلدها أنموذجا يرتقى به في الأوساط الاجتماعية.
اضافةتعليق
التعليقات