• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيف يرد المسلمون على اتهامهم بالعنف؟

مريم حسين العبودي / السبت 09 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2124
شارك الموضوع :

دائماً ما يُهاجم الإسلام بأنه دين الحروب وإنه ما انتشر ولا اتسع إلا بالسيف

دائماً ما يُهاجم الإسلام بأنه دين الحروب وإنه ما انتشر ولا اتسع إلا بالسيف، ويُلام المسلمين بأنهم حمَلةً للسيوف وأن النبي محمد (ص) هو أول نبيّ يُحارِب أو أولَ مُصلحٍ اُضطر لحمل السلاح، وكأن الإسلام هو الذي ابتكر فكرة الحرب!

من يتأمل التاريخ يرى أن ما من أحدٍ سعى للإصلاح والتقويم إلا وكان ضحيةً للمكائد الخبيثة، والمكر السيء، حيث أن شبكة المصالح القائمة على الفساد لن تقف صامتةً بوجه أي محاولة لتصحيح الوضع القائم وهم من سيبدؤون بحمل السلاح ضد أي محاولة لتغيير الواقع أو إصلاحه. فهل يجدر بالمصلحين هنا الوقوف والاستسلام والسماح للمفسدين بقتلهم وهدر دمائهم دون أي دفاع عن النفس؟

لم يكن حمل السلاح بحد ذاته أمراً مجّرماً لصاحبه، ولم يصبح كذلك سوى في ظل الدولة الحديثة المتوحشة التي احتكرت فيها الأنظمة المستبدة حمل السلاح لها فقط لإحكام سيطرتها على الشعوب، فقد أصبح امتلاك السلاح جريمة، بينما الجريمة الفعلية تتحدد بطريقة استخدامه للاعتداء والقتل، وليس حيازته فقط للدفاع عن النفس كحق مشروع، الجريمة هي الاعتداء على الآخرين، وترويع الآمنين، حتى وإن كان بأبسط الأدوات بل حتى إن كانت تلك الأداة كلمة!

منذ بداية البشرية، ارتكب أخٌ جريمة بحق أخيه: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) حيث تحول هذا التهديد إلى تنفيذ فعليّ للقتل (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فقد أنجب الأخ القاتل ملايين من القتلة بعده، فهل يمكن لأي شخصٍ عاقل القول بأن على الفئة الأخرى الاستسلام لهؤلاء السفاحين دون الدفاع عن النفس كما فعل الأخ الأول! ولذلك فُرض القتال على المسلمين ومن قبلهم المسيحيين ومن قبلهم اليهود، لم يكن القتال اختراعاً إسلامياً قط، لذا فإن الآية التي شرّعت القتال ذاتها توضح قِدم هذا الأمر: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)، فهل يتوجب على من أُخرج من داره وتمت محاربته بشتى الوسائل، أن يرتضي ذلك ويسلّم نفسه بقلبٍ بارد؟ بل يجب أن يكون هناك خط دفاع يحفظ رسالة محمد وعيسى وموسى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

إذ إن الهدف من كل هذا هو تمكين دين الله والتمهيد للإصلاح، وليس استغلال دين الله لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، وعلى وجه الخصوص في وقتٍ يصبح فيه الدين ورقةً سياسية يُتلاعب بها.

إن كل من يعادي الإسلام لا يريد للمسلمين امتلاك القدرة على المقاومة، وأنهم ينبغي لهم أن يكونوا قطعاناً مستسلمة مفعمين بالسلمية رغم إن رسالة الإسلام واضحة، دين العدل الحاسم (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)، بينما كان التسامح هو أساس الديانة المسيحية: (مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضًا) ولكن الآية انقلبت بعد أن قامت لكل دين دولة، فأصبح المسيحيين هم من يبتدئون الاعتداء والمسلمين هم من يُقابلون السيئة بالحسنة.

هل العنف بحد ذاته أمرٌ مُعيب؟

العنف وسيلة، والأمر المشين هي الغاية التي تستخدم فيها الوسيلة تلك، جيوش العالم أجمع تستخدم العنف، لكن هل جميع الجيوش مثل بعضها؟ أم تفرق بينها عدالة القضية! هل هي جيوش معتدية أم أنها ترد الاعتداء؟ إن علامة الاعتداء في الإسلام هي دفع البغي وكسر قوة المعتدين: (وَقَٰتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ* وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) حيث تنص الآية على وجوب قتال من يبدأ الاعتداء مع الحرص على عدم تعدّي حدود الله ودون الافتراء والتمادي: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ)، إنه توضيح وتقييد في غاية الانضباط، قانونٌ دقيق لا يوجد إلا في الإسلام، حيث يُحجّم الإسلام الحديث عن القتال والقوة والعنف بتقوى الله، إنذاراً من جعل السلاح والقوة دافعاً للتمادي. التوازن بين ردع العدوّ والإمساك بزمام القوة لكي لا يُستضعف المؤمن أو يُذّل، وفي نفس الوقت أن يتقي المؤمن الله حتى في عدوّه.

فمن يحب التلاعب بسُمعة الإسلام والمسلمين يقوم باستقطاع نص من سياقه، سياق النص أو سياق التاريخ، فيُحرّف معانيه ليحقق أهدافه، مثل قول الشاعر:

ما قال ربك ويل للذين سكروا

ولكن قال ويل للمـصلينا

فهو يقتطع الآية من سياقها فلا يعرف ما قبلها ولا ما بعدها ولا سبب نزولها حتى.

يطعن أعداء الإسلام في أمور القتال عند المسلمين في عهد رسول الله مدّعين أن الإسلام دينٌ يحرضُ على العنف والظلم، متجاهلين حقيقة أن النبي الأكرم والمسلمين لم يكونوا يشنوا حرباً إلا دفاعاً عن النفس، ولم يحاربوا عبدة الأوثان إلا لأنهم أرادوا إبادة المسلمين بأي شكلٍ من الأشكال، وفي كثيرٍ من الآيات يؤكد الله سبحانه وتعالى على منع المسلمين من قتال من لا يريدون بهم شراً:

(فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوٓاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوٓاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُوْلَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنًا مُّبِينًا).

السلاح يُرد به على من يبتدأ استخدامه، أما غير ذلك فلا سبيل للهداية إلا الدعوة وجهاد الكلمة: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).

الانسان
الحياة
الاسلام
العنف
الظلم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    اضطراب نهم الطعام.. حين لا تُصغي إلى جسدك!

    آخر القراءات

    ماذا يريد منا إمامنا الباقر؟

    النشر : الخميس 07 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أنت.. مقصدي

    النشر : الأثنين 13 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    وعي الأنوثة

    النشر : الأثنين 29 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    العباس.. سر الحسين

    النشر : الثلاثاء 08 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    أبو الفضل العباس.. أمثولة الاقتداء والفداء

    النشر : الأربعاء 10 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ابو الفضل العباس.. صرح الاخوة الشامخ

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 617 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 582 مشاهدات

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    • 452 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 393 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 391 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 373 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3617 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1442 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1279 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1158 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1097 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 929 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • منذ 15 ساعة
    كيف تبني ثقة بنفسك؟
    • منذ 15 ساعة
    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك
    • منذ 16 ساعة
    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟
    • الأحد 29 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة