توفت السيدة عالية محمد باقر أمينة المكتبة المركزية في البصرة، قبل أيام إثر مضاعفات فايروس كورونا التي استطاعت انقاذ والحفاظ على 30 ألف كتاب ومخطوطة من السرقة خلال أحداث سنة 2003.
كانت الراحلة عالية تشغل منصب أمينة مكتبة البصرة، وقُبيل اجتياح القوات البريطانية المنطقة في عام 2003، كانت تخشى من تعرض محتويات المكتبة من كتب ومخطوطات لا تقدر بثمن للدمار والتخريب نتيجة للحرب وتبعاتها، فطلبت من محافظ البصرة وقتها بالسماح لها بنقل محتويات المكتبة إلى مكان أكثر أمانا.
لكن قوبل طلبها بالرفض دون أي سبب، ولم تكترث عالية لرفض المحافظ، فبدأت بنقل الكتب ليلاً، وعند اجتياح القوات البريطانية للبصرة، هرب المسؤولون، وواصلت عالية جهودها في نقل الكتب وساعدها في ذلك مجموعة من أهل الحي، وقاموا بنقل المحتويات إلى مطعم مجاور اسمه مطعم حمدان.
وبعد استقرار الأوضاع نسبياً في البصرة قامت بإعادة الكتب إلى المكتبة المُرمّمة، التي أُعيد بناؤُها من طرف الجمعيات والمنظمات الإنسانية الدولية التي وصلتها عبر الجرائد قصة عالية محمد فقامت بجمع الأموال والتبرعات وتعاطفت بشكل كبير مع تضحيتها لإنقاذ تراث بلدها.
تصدرت قصة عالية محمد أشهر الصحف العالمية وسردت نيويورك تايمز تفاصيلها على يد المراسلة الأمريكية شيلا، وصيغت على خلفيتها قصص للأطفال مزيّنة برسوم توضيحية في شكل حكاية مؤثرة كتبها رسام الكاريكاتير الأمريكي مارك ألان ستاماتي بعنوان "مهمة عالية: إنقاذ كتب العراق"، ودُرّستْ من الصف الثالث وحتى الصف السابع.
كانت تضحية عالية محمد كفيلة بأن يُكتبَ عنها الكثير في كل أرجاء العالم وتُؤلّف عنها مسرحيات وبرامج وتعقد معها العديد من اللقاءات الصحفية، فصدر كتابان حول الواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أولهما "تحرير البصرة وإنقاذ كتب العراق" سنة 2004 ثم كتاب "أمينة مكتبة البصرة" لجانيت ونتر سنة 2005 وهو كتاب موجه للأطفال تحوّل إلى مسرحية جابت معظم مسارح العالم.
اضافةتعليق
التعليقات