• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نوح الأوز

جنان الهلالي / الأحد 02 آيار 2021 / ثقافة / 1720
شارك الموضوع :

إنه يوم التاسع عشر من الشهر الفضيل. سكون سيتبعه صرخة مدوية في السماء من هول الجريمة

ما إن لاحَ وقت الفجر حتى توضأ ونزل إلى باحة الدار.. وهو يكثر من قول: لاحول ولا قوة إلا باالله العلي العظيم، لقد استشعر بقرب المنية الموعودة.. بعد أن رأى رسول الله "ص" في منامه وهو يبشره بلقائه في  العشر الأواخر من رمضان.

إنه يوم التاسع عشر من الشهر الفضيل. سكون سيتبعه صرخة مدوية في السماء من هول الجريمة التي خطط لها أعداء الله.. حرم الله قتل النفس ظلماً وبهتاناً فكيف لو قتل وصّي الرسول وابن عمه وأول القوم اسلاماً.

ياإلهي أظن أن السماء ستقع على الأرض أين اختبأ! إنه أمرٌ جلل، حتماً ستحدث ضجة في المدينة وقد يهجم المعزون على الدار، وقد نُداس بالأقدام من هول صدمة القوم. فقتله ليس بالأمر الهين. كما أنا جبان وأنا أفكر بإنقاذ نفسي فقط، لقد تربيت في كنف بيته أتلذذ بتناول الحبوب من يديه الكريمتين كل صباح أتوق لطلعته البهية، أتحسس بريشي الناعم أذيال اثيابه العطرة وأشم عبق الإمامة.

 أُراقب بصمت تلك الشخصية العظيمة نقية القلب وهي تقدم لي ِبيديها الكريمتين وجبتي اليومية أنا وزملائي. تلك اليد التي قطعت رؤوس الجبابرة والكفرة في سبيل الله. هي نفسها اليد السمِحة الكريمة التي تمسح على رأس اليتيم وتطعم المسكين..

حتى أنا الأوزة الضعيفة يشفق عليها ويوصي أهل بيته بإطعامي في الوقت المحدد. كم أنا لئيمة.. يجب أن أجد مخرجاً.. أحاول منعه من الخروج.. فمثلهُ يجب أن لا يقتل؛ لم أرَ اعدل منه.. ولكن كيف لي أن أعمل شيئاً وما الوسيلة وأنا أوزة ضعيفة مسكينة لا تقوى حتى على النطق  كالبشر.

لابد من مساعدة أحدٍ ما. هدأت قليلاً أراقب لعل أحداً من أهله يمنعه من الخروج للمسجد! وهو يعلم أن ذلك المجرم الأسود القلب ابن ملجم ينتظره في محرابه ليسدد ضربتهُ ويفطر هامتهُ ويخضب شيبته بالدماء. ولكن الغريب في الأمر وزاد في ذهولي هو بكاء العائلة حينما قص عليهم الرؤيا.. وقوة وشجاعة وصبر الوصي وهو يكفكف دموعهم ويوصيهم في تحمل الفاجعة بعد رحيله، وهو  يخبرهم أنه مشتاق إلى رسول الله وأن الله وعده أن يلاقيه في العشر الأواخر من رمضان.

سرعان ماعدتُ لحيرتي.. أسرعت وأحضرت رفاقي الأوز، اجتمعت بهم وقررنا أن نطلق أصواتاً مجلجلة ونرفرف بأجنحتنا عَلنا نمنعهُ من الخروج. حاولنا.. وحاولنا، وزاد صريخنا، ولكن لاجدوي كان مصرٌ على ملاقاة الموت وهو ينشد ويقول:

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا  * * *  ولا تجزع من الموت إذا حلّ بناديكا

ولا تغتر بالدهر وإن كان يواتيكا  * * *  كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا

ازدادت عزيمتي واصراري بعد أن سمعته يردد تلك الأبيات وحاولت أن استنجد بالباب وتوسلتها أن تفعل شيئاً. نحن الجمادات نعرف من هو الوصي من هو علي وليد الكعبة الذي أمرها الله أن تشق له جدارُها فيصبح ضيفها في ذلك اليوم البهيج. كيف للعالم أن يخسر حاكماً عادلاً ومحارباً شجاعاً أكرمنا الله به وأوصانا الرسول باتباعه. تباً لتلك العقول المظلمة. اقتلوه وسأضمن لكم الضياع في الأرض كما ضاعت الأقوام من قبل بجبروتها وطغيانها.

عدت من شرودي وسط ضجيج وصراخ الأوز.. رفرفن وصحن في وجهه، وبعد استغرابه من أمرنا قال: (لا إله إلاّ الله صوارخ تتبعها نوائح) وتقدمت نحو مأزره لأشده وهو يقترب صوب الباب للخروج سبقتني قبضة الباب بمباغتة. وتعلقت بمأزره حتى سقط فأخذه وشده وهو يقول:

(اللهم بارك لنا في الموت، اللهم بارك لي في لقائك). غريب هذا لم أرَ رهبة الموت في عينيه ولا رجفة في جسده. ذلك النور لا يمكن أن تحتويه إلا السماء. تبدلت أصوات الأوز إلى نواح بعد أن يأسنا من منعه، هم للخروج ونحن نمني النفس ونتوسل إلى الله أن تتراجع الأقدار  ويعود الوصي إلى داره سالما غانما لعل ابناءه الحسن والحسين يستطيعان أن يفعلا شيئاً. ولكن لاأظنهما يفعلا؛ كيف وهما أشد صبراً بعد أبيهم، تخرجا من مدرسة الحكمة معلمُها الرسول "ص" المدرسة التي ستخرج أئمة أهل البيت وتعلمهم كيف سيكون القائد وكيف يكون.

ماهي الا أماني ضائعة وإذا أراد الله أمراً محتماً نزوله على عباده فلابد منه، وهو خبير بأمور عباده أراد له أن يستشهد في هذه الليلة العظيمة وأن يلاقيه في هذه الليلة المباركة ليس علينا إلا الصبر ركسنا رؤوسنا وجثينا على الأرض مكسورين، منكوبين، ننوح ونرثي إمامنا نشارك أهل بيته العزاء.. وننتظر وقوع الفاجعة، دوية عظيمة في السماء..

قتله أشقى الأشقياء.. هتافات تطلب الثأر.

الامام علي
التاريخ
قصة
الحزن
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    استخرج مكنوناتك.. دورة الكترونية أقامتها جمعية المودة

    النشر : الأثنين 17 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل يمكن للمحتوى "التافه" أن يضر بدماغك؟

    النشر : الخميس 02 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف تؤثر حالتك المزاجية على العمل؟

    النشر : السبت 16 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    مناهج للحياة.. عيد الغدير

    النشر : الأثنين 19 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    إلى ماذا تُشير مصطلحات a.m. و p.m. في أنظمة الوقت؟!

    النشر : السبت 24 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف نجحت سيدة من الطبقة العاملة بقيادة شركة حققت ملايين الجنيهات؟

    النشر : السبت 16 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3724 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 448 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 357 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3724 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1343 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 863 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 20 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 20 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 20 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة