• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نوح الأوز

جنان الهلالي / الأحد 02 آيار 2021 / ثقافة / 1808
شارك الموضوع :

إنه يوم التاسع عشر من الشهر الفضيل. سكون سيتبعه صرخة مدوية في السماء من هول الجريمة

ما إن لاحَ وقت الفجر حتى توضأ ونزل إلى باحة الدار.. وهو يكثر من قول: لاحول ولا قوة إلا باالله العلي العظيم، لقد استشعر بقرب المنية الموعودة.. بعد أن رأى رسول الله "ص" في منامه وهو يبشره بلقائه في  العشر الأواخر من رمضان.

إنه يوم التاسع عشر من الشهر الفضيل. سكون سيتبعه صرخة مدوية في السماء من هول الجريمة التي خطط لها أعداء الله.. حرم الله قتل النفس ظلماً وبهتاناً فكيف لو قتل وصّي الرسول وابن عمه وأول القوم اسلاماً.

ياإلهي أظن أن السماء ستقع على الأرض أين اختبأ! إنه أمرٌ جلل، حتماً ستحدث ضجة في المدينة وقد يهجم المعزون على الدار، وقد نُداس بالأقدام من هول صدمة القوم. فقتله ليس بالأمر الهين. كما أنا جبان وأنا أفكر بإنقاذ نفسي فقط، لقد تربيت في كنف بيته أتلذذ بتناول الحبوب من يديه الكريمتين كل صباح أتوق لطلعته البهية، أتحسس بريشي الناعم أذيال اثيابه العطرة وأشم عبق الإمامة.

 أُراقب بصمت تلك الشخصية العظيمة نقية القلب وهي تقدم لي ِبيديها الكريمتين وجبتي اليومية أنا وزملائي. تلك اليد التي قطعت رؤوس الجبابرة والكفرة في سبيل الله. هي نفسها اليد السمِحة الكريمة التي تمسح على رأس اليتيم وتطعم المسكين..

حتى أنا الأوزة الضعيفة يشفق عليها ويوصي أهل بيته بإطعامي في الوقت المحدد. كم أنا لئيمة.. يجب أن أجد مخرجاً.. أحاول منعه من الخروج.. فمثلهُ يجب أن لا يقتل؛ لم أرَ اعدل منه.. ولكن كيف لي أن أعمل شيئاً وما الوسيلة وأنا أوزة ضعيفة مسكينة لا تقوى حتى على النطق  كالبشر.

لابد من مساعدة أحدٍ ما. هدأت قليلاً أراقب لعل أحداً من أهله يمنعه من الخروج للمسجد! وهو يعلم أن ذلك المجرم الأسود القلب ابن ملجم ينتظره في محرابه ليسدد ضربتهُ ويفطر هامتهُ ويخضب شيبته بالدماء. ولكن الغريب في الأمر وزاد في ذهولي هو بكاء العائلة حينما قص عليهم الرؤيا.. وقوة وشجاعة وصبر الوصي وهو يكفكف دموعهم ويوصيهم في تحمل الفاجعة بعد رحيله، وهو  يخبرهم أنه مشتاق إلى رسول الله وأن الله وعده أن يلاقيه في العشر الأواخر من رمضان.

سرعان ماعدتُ لحيرتي.. أسرعت وأحضرت رفاقي الأوز، اجتمعت بهم وقررنا أن نطلق أصواتاً مجلجلة ونرفرف بأجنحتنا عَلنا نمنعهُ من الخروج. حاولنا.. وحاولنا، وزاد صريخنا، ولكن لاجدوي كان مصرٌ على ملاقاة الموت وهو ينشد ويقول:

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا  * * *  ولا تجزع من الموت إذا حلّ بناديكا

ولا تغتر بالدهر وإن كان يواتيكا  * * *  كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا

ازدادت عزيمتي واصراري بعد أن سمعته يردد تلك الأبيات وحاولت أن استنجد بالباب وتوسلتها أن تفعل شيئاً. نحن الجمادات نعرف من هو الوصي من هو علي وليد الكعبة الذي أمرها الله أن تشق له جدارُها فيصبح ضيفها في ذلك اليوم البهيج. كيف للعالم أن يخسر حاكماً عادلاً ومحارباً شجاعاً أكرمنا الله به وأوصانا الرسول باتباعه. تباً لتلك العقول المظلمة. اقتلوه وسأضمن لكم الضياع في الأرض كما ضاعت الأقوام من قبل بجبروتها وطغيانها.

عدت من شرودي وسط ضجيج وصراخ الأوز.. رفرفن وصحن في وجهه، وبعد استغرابه من أمرنا قال: (لا إله إلاّ الله صوارخ تتبعها نوائح) وتقدمت نحو مأزره لأشده وهو يقترب صوب الباب للخروج سبقتني قبضة الباب بمباغتة. وتعلقت بمأزره حتى سقط فأخذه وشده وهو يقول:

(اللهم بارك لنا في الموت، اللهم بارك لي في لقائك). غريب هذا لم أرَ رهبة الموت في عينيه ولا رجفة في جسده. ذلك النور لا يمكن أن تحتويه إلا السماء. تبدلت أصوات الأوز إلى نواح بعد أن يأسنا من منعه، هم للخروج ونحن نمني النفس ونتوسل إلى الله أن تتراجع الأقدار  ويعود الوصي إلى داره سالما غانما لعل ابناءه الحسن والحسين يستطيعان أن يفعلا شيئاً. ولكن لاأظنهما يفعلا؛ كيف وهما أشد صبراً بعد أبيهم، تخرجا من مدرسة الحكمة معلمُها الرسول "ص" المدرسة التي ستخرج أئمة أهل البيت وتعلمهم كيف سيكون القائد وكيف يكون.

ماهي الا أماني ضائعة وإذا أراد الله أمراً محتماً نزوله على عباده فلابد منه، وهو خبير بأمور عباده أراد له أن يستشهد في هذه الليلة العظيمة وأن يلاقيه في هذه الليلة المباركة ليس علينا إلا الصبر ركسنا رؤوسنا وجثينا على الأرض مكسورين، منكوبين، ننوح ونرثي إمامنا نشارك أهل بيته العزاء.. وننتظر وقوع الفاجعة، دوية عظيمة في السماء..

قتله أشقى الأشقياء.. هتافات تطلب الثأر.

الامام علي
التاريخ
قصة
الحزن
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف.. ماهي حقوق المرأة في الاسلام؟

    النشر : السبت 04 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: رحلة مع الدولار

    النشر : الثلاثاء 26 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    حفل بهيج تقيمه مؤسسة أنصار الحجة بمناسبة ولادة الامام المهدي

    النشر : الأثنين 07 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    إقرأ كتاب يا زاير!

    النشر : الثلاثاء 25 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماهي الاضطرابات التي تسببها سماعات الأذن؟

    النشر : الخميس 24 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    تطوير نظام طبي لقتل الأورام دون الإضرار بالأنسجة السليمة

    النشر : السبت 14 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1228 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 449 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 413 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 404 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1325 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1228 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1178 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 645 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة