الكربون عنصر واسع الإنتشار أساسي لكل أنواع الحياة، تنتفض ذراته على واقعها عند تعرضها لدرجات حرارة عالية جداً وضغط قاسي تحت طبقات الأرض لتتحول إلى حجر صلب لماع "الألماس".
يتبادل إلى أذهاننا كون أن كل أنواع الألماس متشابه في صفاته الجذابة التي تجعل منه حجراً باهض الثمن، في حين أن الحقيقة العلمية تقول بأن أنواع البناء الهندسي لذرات الكاربون في الألماس تُضفي عليه صفات مختلفة لتقسمه إلى أنواع مختلفة الأسعار وهذا ما يوقع المهتمين بشراء الألماس بالغُبن، فالألماس كالمحصول له جودة ونوعية وسعر متباينة.
وهنا يتبادر السؤال: عنصر موجود في الطبيعة بكميات جيدة ويمكن تصنيعه لماذا زادت قيمته الى هذا الحد؟
- كتب الزعيم الروحي لتجارة الإحتكار الألماسي العالمية ومؤسس المدراس الإحتكارية العالمية "أرنست اوبنهيمر"في مذكراته "إذا أردنا زيادة قيمة الألماس المادية يجب علينا أن نجعله نادراً وقليلًا وصعب الحصول عليه إلا بمشقة! وهذا عبر تخفيض الإنتاج .
كإحتكار الألماس يشهد زماننا إحتكاراً للثقافة والذوق، حيث نجد في مواقع التواصل يتم تَقييم الذوق العام من قِبل مشاهير السوشيل ميديا من دون أن يكون لهم تميز خاص، إحداهن ترتدي ملابس غير متناسقة بحجة أتها الموضة الجديدة ومئات الفتيات يقلدنها بدون تفكير، وغيرها تتكلم عن العلاج المناسب لحب الشباب وتنشر الكثير من المنشورات في مدحه من دون أن تعرف مكوناته الأساسية وتأثيره، فقط لأنها تعمل في شركته كمروجة، أو يخرج أحد المشاهير ليتكلم بكلام معسول عن الإيجابية والثقافة في شيء يخالف الدين، هذا وغيرهم.. هل إن انتشارهم بين أوساط الناس سببه تميزهم حقاً؟ لا بالطبع فأغلبهم لا يملكون من المعلومات الصحيحة شيء، بالإضافة الى أنهم غير مختصين بالمواضيع التي يطرحونها، هم فقط يمارسون الإحتكار لعقول متابعيهم، هم بلا محتوى داخلي لا يملكون سوى بعض الكلمات التي بها يُقيدون متابعينهم ويسيطروا عليهم .
مشكلة انتشارهم وانتشار اخطاءهم باتت واضحة عند الكثيرين ولكن ما الذي فعلناه لتقليل وجودهم؟ لاشيء فحتى الغير مقتنع بهم مازال يتابعهم ويتطبع لا إرادياً بكلامهم وسلوكياتهم .
كُل ذلك يحدث بسبب القناعة التي نمت في عقولنا بأن كُل ماينتمي للغرب يُعد "ثقافة" كُل ما هو بعيد عن الدين یعني "تحرر" كُل ما ينتشر يعني "صحيح".
مُنذ متى والموسيقى تعني تطور؟ والإنحلال ثقافة؟ متى اصبح التحدث بالإنكليزية يعني الإرتقاء؟
لا حل لواقعنا حتى نؤمن بإن مستقبل الأرض الثقافة التي ستسود يوماً هي الثقافة المهدوية فقط، حيث أن دولة الإمام المهدي هي دولة العدل التي ستحكم العالم بأجمعه .
ابحثوا عن أشخاص يُحدثوكم عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه، يطورون معلوماتكم عن دولته، ابحثوا عن أعمال تطور عقولكم مهدوياً، علموا أطفالكم ذِكره والدعاء لفرجه، اجعلوه محور حياتكم فهو الثقافة الحقيقية والأبدية، هو الثقافة الدنيوية والإخروية، واحذروا أن تنخدعوا بالألماس المزيف .
اضافةتعليق
التعليقات