هل جربت يوما أن تعيش الحياة بطريقة منصفة؟، وكأنك قاتلت من أجل الحصول عليها كفارس عربي غيور!، هل حاولت يوما أن تستيقظ لها شوقًا وتعد على نخبها فنجان من القهوة؟، وتخرج إلى الشارع وجسدك السمين عبارة عن ابتسامة رشيقة تتمايل كريشة في الهواء.
على الأقل لن تضطر حينها إلى حساب خطواتك وأنت تجري على الجهاز من أجل الحصول على هندام أفضل، لن تلهث من التعب!.
ربما تشتري بعدها بالونا أصفرا وتنفخ فيه كل الهمّ الذي يقبع في داخلك ثم تترك البالون يطير.. يطير إلى أعلى نقطة في السماء، إلى حيث لا يصل إليه حدود بصرك..
ثم تتجه إلى مدينة الملاهي وتركب كل تلك الألعاب التي كانت تعجبك في الطفولة، وتجرب الافعوانة، وعند السقوط تصرخ بأعلى الترددات الممكنة، وتستفرغ صوتك الذي كتمته في قلبك سنين طويلة، أنت حر، إذن اصرخ.
ولا تنسى أن تشتري لنفسك (البوشار) والبطاطا المقلية، وإذا تجرأت أكثر اشترِ عودا من شعر البنات، احرص أن تكون بيضاء، كأنك تأكل غيمة.
اقض وقتك مع من تحب، ومن الجيد أن تطلق كل الذين لا يضيف وجودهم في حياتك أثرًا طيبا..
شاهد فيلمًا كوميديا؛ اضحك.. أو رومانسيا؛ ابكِ.. أو رعبا؛ خف.. ثم القِ التحية على نفسك التي جربت أن تعيش بطريقة اكثر استحقاقا، كان يوما جيدًا تأكدت من سلامة حبالك الصوتية وأطلقت العنان لذلك الطفل الذي في داخلك، جيد أن تركز في الهدف الذي ستعيش من أجله الحياة بثبات أكبر، ولا تنسَ أن تناقش الأمر مع الله وتبكي في حضنه كثيرًا وتثرثر كطفل ضائع وتشكي له عن سراق الأحلام والإبتسامة، وتتحدث معه عن يومك وعن ذلك الاحساس الجديد الذي ولد في داخلك، اعرض عليه ذلك الجرح الذي في يسار صدرك، ربما تحتاج أن يخيطه لك، ابتسم لله كثيرًا على كل الأشياء الجميلة التي في حياتك مؤخرًا وكل الأشياء السيئة التي سيبدلها لك خيرًا بكرمه مقدما.
ثم ارتدِ بيجامتك واشرب كأسًا من الماء وازرع قبلة على وجه أقرب حبيب إليك: أمك، زوجتك، اختك، طفلتك واغلق عينك وفكر:
كم كان سيكلفك الأمر لو منحت نفسك فرصة كاملة للحياة؟ بهدف إلهي حقيقي، ربما كنت ستستحقها بالفعل، جيد أن تفكر في الأمر أكثر يا صديقي، لم يفت الأوان بعد.
اضافةتعليق
التعليقات