اعتراها الخجل كثيرا في المطالبة بمالها الذي اقرضته لصديقتها منذ زمن طويل, ولأن صديقتها لا تبالي فلم تكترث لإعادة المال لها من ذاتها, فأوصلها خجلها إلى تناسي الأمر بدل اخبارها بحاجتها للنقود!.
الكثير من الأشخاص يتملكهم الخجل حينما تلاقيهم مواقف مغايرة بظروف مختلفة, يصعب عليهم مواجهتها بسبب خجلهم المفرط الذي يتحول في أغلب الأحيان لمرض لعين.
(بشرى حياة) سلطت الضوء على هذا الجانب النفسي الذي يصيب شريحة معينة من الأشخاص في المجتمع:
الخجل من المصارحة
تعترف مها الشمري: "إنها تخجل كثيرا من مصارحة إحدى صديقاتها لكذبها المبالغ به والذي تعدى المعقول, لدرجة أن صديقتها تمادت كثيرا في طبعها السيء حتى وصل الأمر بها لتلفيق أقاويل ليس لها صحة على الآخرين".
وتلقي الشمري السبب على عاتقها قائلة: "إن سبب تفاقم طباع صديقتي هو خجلي الزائد الذي منعني عن عدم مواجهتها ووضع حد لها وردعها من أجل مصلحتها, وهذا ما جعل الكثير من زملائها في العمل وحتى اقربائها ينسحبون من حياتها تدريجيا وأنا منهم, حتى أمست وحيدة".
الخجل المرضي
فيما قال الشاب مهند وهو اسم مستعار: "خجلي الزائد جعل مني ابتعد عن الناس, حتى أصبحت أخجل من حضور مجالس العزاء والمناسبات الأخرى, فقد تفاقم الأمر بي وبت أخجل من الاختلاط بكل من حولي ومحادثتهم, نساء, ورجال, حتى في عملي".
وتابع قائلا: "وحينما بدى الأمر يقلقني, قررت الاستعانة بأخصائي لعلم النفس, لأتمكن من التغلب على هذا المرض اللعين وتخطيه".
ومن جانب آخر سردت لنا (ن-ل) قصتها مع الخجل الذي جعلها أشبه بالصماء فهي تعجز عن الادلاء برأيها وحتى الاعتراض عن أي شيء لا يعجبها, كما تصورت أن هذه الحالة رافقتها منذ أن اجبرها والديها على الالتحاق بجامعة لم تكن ترغب بها, حيث أن خجلها منعها من رفض رغبتهما خوفا على مشاعرهما, ومنذ ذلك الوقت بدأ يستشري الخجل بداخلها.
فوبيا الخجل ومعالجته
وعن أسباب الاصابة بفوبيا الخجل المرضي وكيفية تجنب الاصابة به شاركتنا الاخصائية النفسية رولا الصيداوي قائلة: "يعد الخجل الزائد هو عدم قدرة الإنسان على التعبير عما بداخله، عند مواجهة بعض المواقف، وأيضا الإحساس بالتردد عند الإقدام على فعل الشيء المشروع, والاستحياء في طلب الأشياء المشروعة, وهو منتشر بين البنات أكثر من الشباب, نتيجة التربية المتشددة والتقليل من شأن الطفل والأولاد, وعدم اعطائهم الدور في التعبير عن آراءهم في الأسرة".
وقدمت الصيداوي بهذا الجانب بعض النصائح تطرقت من خلالها إلى: "يجدر بنا التدرب على بعض المهارات الاجتماعية مثل: كيفية بدء الحوار مع الغرباء، وفي الوقت نفسه على الفتاة التي تعاني من الخجل الزائد أن تقلل خجلها بالتدريج، ولا تقارن نفسها بالأخريات، فلكل إنسان شخصيته، ولتبدأ الفتاة بالجارات اللاتي يماثلنها في السن، أو قريباتها أو صديقات الدراسة، وبالتدريج سوف تجد نفسها قد اكتسبت الكثير من الثقة بالنفس".
ختمت حديثها قائلة: "عند اتخاذ قرارٍ معين يجب أن يكون وفق رؤى واضحة, ولا نخشى الخطأ حتى وإن حدث نحاول من جديد, فإن الكثيرين من الناجحين وقعوا في أخطاء لكنهم تعلموا وطوروا أنفسهم".
اضافةتعليق
التعليقات