تقع مسؤولية كبيرة على أبناء المجتمع كله وبالخصوص العلماء ورجالات الفكر والثقافة منهم، من أجل غرس هذا التوجه - القراءة - في نفوس أبناء المجتمع صغارا وكبارا، وذلك عن طريق مختلف الأساليب المتاحة والممكنة، وخصصنا الكلام هنا على العلماء والمثقفين دون غيرهم، ذلك لأنهم يجب أن يكونوا في موقع القدوة والتأثير على أبناء المجتمع، ويمكن أن يمارس هذا الدور عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات التي تركز على هذا الموضوع المهم وأيضا عن طريق إقامة المسابقات الثقافية المشجعة، وغير ذلك من الأساليب، كقيام المثقفين من أبناء المجتمع بإعارة كتبهم لمن يطلبها؛ والعمل على إهداء ما توافر منها - بالنسبة لميسوري الحال منهم - فزكاة العلم تعليمه لمن لا يعلمه.
فالعالم/ المثقف ينبغي أن يتحمل مسؤوليته من أجل بث الوعي والثقافة في صفوف الجماهير، عن طريق تصديه لنشر وتوزيع الكتاب الهادف بنفسه، كما يلزم تشجيع المؤلفين من خلال العمل على شراء ما يكتبون من مؤلفات...
في السابق كان اهتمام المسلمين كبيرا بالمكتبات، وذلك إدراكا منهم لأهمية الدور المناط بالمكتبة والكتاب في حياة الإنسان - الفرد والمجتمع -، حتى أن ويل ديورانت في كتابه الموسوعي (قصة الحضارة) يقول: "كان عند بعض الأمراء كالصاحب بن عباد من الكتب بقدر ما في دور الكتب الأوروبية مجتمعة".
وتؤكد المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها القيم (شمس العرب تسطع على الغرب) نفس الحقيقة إذ تقول: "إن متوسط ما كانت تحتويه مكتبة خاصة لعربي في القرن العاشر، كان أكثر مما تحتويه كل مكتبات الغرب مجتمعة".
أما في عصرنا الحاضر، فإننا نشكو من مشكلة "عدم الوعي بأهمية المكتبات في التنمية والتربية والبحث والثقافة، ولا يقتصر عدم الوعي هذا على المواطنين العاديين، ولكنه ينسحب - وهذا هو الأخطر - على المسؤولين الحكوميين أصحاب القرارات".
وبكلمة: المجتمع القارىء يدفع أبناءه نحو القراءة والكتاب.
اضافةتعليق
التعليقات