الأحرف العربية ثمانية وعشرون حرفا ولكل حرف اسم ومعنى ومعاني الحروف يعرفها اهل الاختصاص ونظمها وفق الكلمات المناسبة في الجمل المناسبة موهبة يسعى اليها الجميع.
الكتابة وحي لهم به الانسان ولكن اصل الكتابة يعود الى حضارات قديمة وكل شعب من الشعوب يظن انه الأول في خط الحرف وشكله لذا فهي أمانة كما هي مسؤولية في حين يجازف في تصويرها وولوج اعماقها المجازفون والمغامرون بغية ادراك ما يأملون.
الكتابة فن وطب وهندسة وعمارة وزراعة مثلها مثل اي حرفة لها اصولها وفروعها وثمارها كما ان ممسك القلم يعي بمسؤليته كذلك القارئ والباحث عن ماخلف الكلمات اووراءها.
ولا احد يدعي ان كتابته شافية ووافية وتمثل الكتابة المنتقاة والكلمات الملهمات.
فالقلم كغيره من الادوات والاسلحة قد يكون سيفا او راية او لواء قد يكون شهيدا او مأجورا.
اعينكم ايها القراء بحار وعوالم فانتبهوا اين تضعونها ولأجل ماذا فانتم البساتين والثمار لكل الكلمات الطيبات.
خلال كتابتي لمجموعة مقالات في مجلة بشرى حياة استوقفتني كلماتي التي نسجتها ووضعتها في مجلة اسلامية اتراني اؤجر عليها يوم القيامة وماذا ستطلب مني والى اين ستؤدي بي.
لذا وقفت اليوم امام قلمي وكتاباتي احاسبها وتحاسبني امام عيون كانت شهود علي.
نعم.. الكتابة كما الأم حنانا ولهفة وجنة انها تغضب في تربيتها وتحرص على بيتها ودينها وما جعلته أولوية لها والكلمات هي ثمار الام والشهيد استشهد لتبقى الام رمزا في قداستها وطهارتها ونقاءها.
ولعل هناك من يصيد افكارا من هنا وهناك طمعا في مجد زائل وعبارات ثناء دون ان يذكر منبع كلماته فيشكره ويمجد طيب كرمه وتفانيه في السقيا لقلوب اضناها الشوق لمجالس العلم والمعرفة.
والعلة قد لا تكون في صاحب القلم بل في مجتمع يرفض الا ان يكون القلم مملوكا لجهة دون اخرى او مذهب او دين مما يقيد ابداع كل ذي ابداع فيختنق الكاتب قبل القارئ بحبره ودواته ومواضيع يحب أن يجعلها سماء وفضاءات وهنا تتحول الكتابة الى محاولات كسر قيود لزنازين ومعتقلات فحبذا الإنصاف.
لذا فالوطن يطلب منا المزيد من الحرص والتأني لسلامته. وهاهي قصة الكتابة.
اضافةتعليق
التعليقات