هذا الصباح ليس ككُلّ صباح، فعبق طيفك يلوّح بحضورك، في كلّ أركان خياليّ، إذا أحبّك مليون إنسان فأنا منهم، وإذا أحبّك واحد فهو أنا، وإذا لم يحبّك أحد فاعلم إنني متّ..
أنا لي قلب لا يقسو، ولي عقل لا ينسى، ولي صاحب من دونه لا أساوي شيئا، قد تكون بعيداً عن نظري لكنّك لست بعيداً عن فكري، في وقت اشتياقي لك، تتركّز كلّ أفكاري، وتهرب منّي إليك، يشدّني الشوق والحنـين بشدّة إليـك.
جاء الليل وجاءت معه رائحة الحنين، تهبّ من بعيد، يُعيد القلوب ويُحيي الحنين، يا مولاي رُبّما عجزت روحي أن تلقاك، وعجزت عيني أن تراك، ولكن لم يعجز قلبي عن ذكراك، إذا العين لم ترك، فالقلب لن ينساك، فلا تسألني عن وطني فقد أقمته بين يديك، ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما أحببتك، صورتك محفورة بين جفوني وهي نور عيوني.. عيناك تنادي عينيّ.. يداك تحتضن يديَّ.. همساتك تُطرب أُذنيّ..
يقتلني الشوق والحنين.. يمزّقني البعد والفراق.. أحنّ إلى الأمس البعيد.. أشتاق لكلمة منك ولنظرة أو ابتسامة، ولكن الزمن يحرمني حلاوة اللقاء ونداوة رؤياه، لو زرعت وردة واحدة في كل مرة أفكر فيها بك، لكان لدي حديقة أمشي بها طوال حياتي دون أن تنتهي.
حين نشتاق لشخص ما في حياتنا نعبر عنه بكلمات عفوية تخرج عن نطاق إرادتنا، نعبر عنها بخيالنا الواسع المعبر عن الإنسان الذي وددت لقاءَه منذ سنين وتدعو لربك لكي تلتقي به، وفي كل يوم تفرش سجادتك الخضراء التي رسم عليها قبة لونها أخضر على تلك الأرض المنبسطة وفوقك السماء المرصّعة بالنجوم، وأنت رافع يديك وتقول يا ربي اجعل لي لقاءً معه، ربي أرني الطلعة الرشيدة وأكحل ناظري برؤيته، فقد طال انتظاري وفاق صبري وأنا والله مشتاق لرؤياه، فأنا عطشان لرؤيته فلا يروي عطشي غيره ومازلت قيد انتظاره…
فالعبرة من شوقنا للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لا تكون مجرد اشتياق له، وإنما علينا أن نعمل ونهذب نفوسنا ونطهرها لنسمو بحبه ولنقتدِ به بحق لنكون إن أراد الله لنا البقاء من أنصاره الملبين..
لبيك يا حجة الله
لبيك يا ثار الله
لبيك يا فرج الله
فنحن أنصارك وتحت لوائك الملبين لندائك، وطوع أمرك..
فالسلام على صدرك الطاهر الذي عشقته القلوب..
السلام على مناجاتك عند الفجر الذي يحتاجه الوجود..
السلام على صبح ظهورك الذي انتظره العالم.
اضافةتعليق
التعليقات