دعونا نتحدث قليلاً عن نظرية المؤامرة، هل تعلم أن اعتقادك بأن أمريكا والكيان قادرين على السيطرة على كل شيء كانهما إله عليم بكل شيء وهما من تمسكان مقادير العالم وأقداره هو نجاح المؤامرة بعينها؟
أنت أصبحت غير مؤمن بقدرتك على المقاومة، لا ترى النصر في الأفق، تشعر أن الغلبة والقوة والعلم عند الغرب فقط، أنت مسلوب حتى القدرة على الحلم، هذا هو نجاح ساحق للغزو الثقافي للمستعمر الغربي الذي ضخ وعبر عقود متتالية وبشكل ممنهج معتقدات تفوق الرجل الأبيض على سائر الأعراق.
لا بأس أن يصدق الغربي بعض هذه الأوهام فهي تخدم مصالحه، لكن ماذا عنك أيها العربي الشهم الذي كنت ذات يوم مناراً للعالم بعلمك؟
الكيان الغاصب يهجر ويأسر ويقتل عشرات الفلسطينين وهو آمن للغاية، فقد استطاع أن يضع كل دول العالم في جيبه، واستطاع أن يحتل الحكومات العربية والفرد العربي ذاته، فليس هناك أي داعٍ لأي مؤامرة.
ما حدث هو خسارة مادية ومعنوية لن يستطيع الكيان تداركها لفترة جيدة من الزمن فهي قد عرقلت خطوات التطبيع مع السعودية الدولة التي تعد مركزاً للمسلمين وانضمامها الرسمي لفريق المطبعين يعني أن الكيان سيطر على أغلب المسلمين نفسياً وفكرياً وهو الميدان الأهم، بالإضافة إلى أن الرفض الشعبي استطاع زعزعة سردية الكيان الغاصب في الوعي العالمي وأيقظ الضمائر، ولهذا هناك هلع من الأصوات التي ارتفعت عبر المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمنشورات متضامنة ومثقِفة عبر سلسلة من المعلومات الموثقة عن القضية الفلسطينية، حيث يحاول الكيان طمسها ومحاربتها بشتى الوسائل.
نظرية المؤامرة تجعلك تصدق أنك دمية في منزل الدمى وهناك من يتلاعب بك وأنت مسلوب الإرادة، تعلم أمريكا ما يختلج في صدرك ويدور في أحلامك، وتعلم الغيب وهي قادرة على تحديد مستقبلك.
نحن كمسلمين عقيدتنا هي الإيمان بأقدار الله، هو مسبب الأسباب ومدبر الأمور، ولا شيء يمضي دون مشيئته وإن اجتمع الناس كلهم لفعله، فحتى وإن أعد العدو ما أعد من العدة، فالله ناصر عباده اليوم أو غداً، وعدله جارٍ في الأمم لا راد لقضائه وحكمه، فالمنطق الوحيد الذي نعرفه ونؤمن به هو إن الله علام الغيوب، أحكم الحاكمين وأعدلهم، قادر على كل شيء.
قال تعالى:
{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].
اضافةتعليق
التعليقات