يحارب الخصمان في الجبهة الحربية وكلٌ منه يعتقد بأنه على صواب وإن كان غازياً؛ هذا هو حال أغلب العلاقات الإجتماعية الحديثة.
ولا يخفى ايضا بأن كلتا الجبهتين تدعو الله للإنتقام من الأخرى ودحضها بإعتقادٍ تام أن الله سيستجيب لدعائها اياً كان، بينما الله رباً لكلتا الجبهتين، وهذا يعني إنه يرى قلب الظالم والمظلوم دونما حاجة لإعتراف الخصوم بذلك.
هناك من يعتقد بأنه إشترى الله من خلال طاعته ودعائه وبذلك يتجرأ على سلب حقوق عباده وجرح قلوبهم والإنتقام منهم مطمئناً بأن تعالى يقف بصفه على كل حال.
ولكن هل جرّب احد الخصوم بأن يضع نفسه بمكان الطرف المقابل إحساساً وشعوراً ومنطقاً؟!
ماذا لو جربنا حلاوة هذا الإحساس الذي يقربنا لإنسانية الذات والذي يقنعنا بأننا لسنا الصواب الوحيد على هذه الأرض.
تحكيم العقل والقلب على كفتيّ الميزان برئاسة رضا الله وموازينه يجعلنا بغنى عن خوض الحروب في العلاقات الإجتماعية بمحيطها الأصغر والأكبر وهذا لأننا مخيرون بالدخول لعوالم الناس ولكننا مجبرون بإحترام حريمها وعدم التعدي عليها بكل الطرق ولنتذكر ان الذكر الطيب هو الأكثر بقاء ومكوثاً حتى بعد رحيل صاحبه.
لهذا إن وصلت إليك آفات المجتمع الحديثة قم بمحاربتها وليس بريّها وتنميتها، عاملهم بالحسنى وليس بالمثل دائماً، وأبدل سوء الظن بالنقيض للتتصافى الأفئدة. لهذا جاء في الحديث؛ "أحمل أخاك المؤمن على سبعين محملة من الخير" ولتخفض مستوى التوقعات الذاتية عن العالم، فالناس لا تعلم ماذا يريد منهم عالمك الداخلي وبحر توقعاته!.
فهذه الأضغان تجعل الناس محملين بأكمام هائلة من الأحقاد التي تبعد المسافات بين الخليقة، وهذا ما لا يرضاه الله والعقل والمجتمع.
قبل ان تشرع بدخول اي حربٍ اجتماعية تذكر بأن الله ربا لخصمك وإن تجرأت على جرح قلوب عباده فأنه لن يقبل بذلك.
اضافةتعليق
التعليقات