عند الساعات الاولى من الصباح جلست (هالة) تقلب التلفاز بحثا عن برنامج الصباح انت وبرجك، كعادتها كل يوم تنصت الى أهم ما يخبرها البرج من الخير والشر، صوت التلفاز كان مرتفعا جدا، حتى ان اولادها كانوا يستيقظون على صوت المذيع، تشعر بالنقص ان لم تستمع الى البرنامج وتبحث في القائمة عن برنامج اخر يعرض الابراج، لم تكتفِ بالمتابعة خلف الشاشة بل انها اشتركت في مجلة اسبوعية خاصة في عالم الابراج، اعتاد الاقرباء على تصرفاتها فكل شيء تعمله هو من قول البرج، عندما يسألونها عن اوقات فراغها وعن عدم حضورها للمناسبات التي تدعى عليها، تجيب ان برجي قال هناك حوادث تتعرضين لها هذا الاسبوع لذا تجنبي الخروج، كلما تحدثت اليها تجيب ان برجي قال كذا..
ضجر منها زوجها كثيرا فلا يمكنه التحمل اكثر من هذا، ما ان يفعل شيء او يشتري حاجة حتى تمانعه وتنصحه ان يتوقف ويقوم بشراء الحاجة بالتاريخ الذي قال عنه البرج، فقدت السيطرة على سكان حياتها واصبح البرج هو من يدير امور حياتها، فقدت الكثير من الصديقات فقط لأن برجهم لا يناسب برجها.
من يسمعها تتكلم عن عالم الفلك والنجوم وكيف تؤثر على حياة الانسان يعتقد انها درست وتعلمت هذه العلوم على يد اساتذة وخبراء في علم الفلك لم يعلم انها حفظت ذلك من التلفاز والمجلات، تراقب رزنامة الايام وتعلق عليها ما يقوله البرج.
في يوم الجمعة وكباقي افراد الاسرة تذهب العائلة الى بيت الجدة لقضاء ذلك اليوم مع الاقرباء والاستمتاع بالعطلة، وكما هو معتاد ان تنفرد النساء بجلسة خاصة والاطفال يقضون اوقاتهم عند الجدة والجد، والاباء يجلسون عند ساحة الدار يتبادلون الحديث عن اسعار العقار وارتفاع الاسعار في السوق.
اما جلسة النساء فكانت مملوءة بقهقهة النساء واحاديثهم التي لا تخلو من الغيبة فهي (فاكهة المجلس) وثم ينجر الحديث الى عالم الملابس والتسوق فتبدأ تعرض واحدة واحدة بضاعتها التي قامت بشرائها من افخم المحلات التجارية، هكذا يتفاخرن بالثياب والذهب، وبقيت (هالة) مستمعة لحديثهن وقطعت عليهن بسؤالها هل تعرفون ابراجكم، من منكن لا تعرف برجها، من منكن من برج القوس والعقرب والجدي، فالابراج هذه السنة هم الاكثر نحوسة وباقي الابراج هم من اصحاب السعادة كبرجي انا.
وبين من تستمع لها وتوافقها الرأي، وبين من تجادلها وتعتبر هذه اهواء كاذبة فقد كذب المنجمون وإن صدقوا، واخريات تعجبن النسوة من كلامها والى أي مدى متأثرة بهذه الامور، اجابتها (مريم) كيف تعتقدين بهذا الكلام وتأخذين به في حياتك، أليست الامور كلها بيد الله فهو المدبر والحكيم، فأنا لا اؤمن بهذه الخزعبلات وان استمعت لها فهي من باب التسلية لا غير، وان كانت فعلا الصفات تنطبق علي، هذه الصفات موجودة من باب الصدف.
عزيزتي ان متابعة هذه الامور وتطبيقها في حياتك تعتبر انكِ تصدقين كلام المنجمين فعندما ترفضين ان تزوجين ابنتكِ من الشاب الفلاني فقط لان البرج لم يتطابق، وتعارضين زوجك في بيع حاجة فقط لان البرج لم ينصحه، وغيرها يا عزيزتي .
سمعت يوما حديث عن رسول الله صلى الله عليه واله سلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يوما.
وقوله صلى الله عليه واله سلم: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد).
قال صلى الله عليه واله وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد".
وفي القرآن الكريم قد قال تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ
يُبْعَثُونَ).
قال في القرآن: ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين﴾.
وقد قرأت في الاستفتاءات الشرعية بأن يتنبأ قارئ الكف أو الفنجان بما يجري للشخص في حاضره ومستقبله، فهل يجوز له ذلك إذا كان صاحب الفنجان يرتب أثرا على قراءة فنجانه؟
الجواب على رأي المراجع الدين العظماء: بما أنه لا اعتبار لتنبؤاته، فلا يجوز له الإخبار بها بنحو الجزم، كما لا يجوز للآخر ترتيب الأثر عليه، إذا كان مما لا يجوز ترتيبه إلا بحجة عقلية أو شرعية.
السؤال: هل يجوز قراءة الأبراج في الصحف والانترنت لغرض التسلية، لمن كان يعتقد في صدقها في قراءتها لمستقبله؟
الجواب: لا بأس به ولكن لا يترتب عليه الأثر شرعاً .
يا هالة اتركي الابراج ولا تصدقي جاكلين وماري وهاربي، ودعيهم بكذبهم يتعذبون، وكوني اذكى من التصديق بهم، (فقد كذبوا وان صدقوا).
اضافةتعليق
التعليقات