عادةً ما نبخل في استخدام كلمات الثناء والتقدير مع غيرنا، فالزوجة مثلا تنتظر من زوجها ان يثني على مهارتها في اعداد نوع من الطعام تشتهر به، او الثناء على ذوقها في اختيار ثوب جديد قامت بشرائه.
والموظف ينتظر من الرئيس ان يكشف باستمرار الجوانب الجديرة بالمدح والثناء فيه، والتعليق المناسب عليه، والرئيس الذي يتبع اسلوب الصمت دون التعليق بشيء على ما جرى حوله فانه يتبع اسلوبا خاطئا في الاشراف.
فبعض الرؤساء يعتقدون انهم طالما لا ينتقدون الاعمال التي يقوم بها مرؤوسيهم، فانهم يجب ان يدركوا ان الرؤساء راضون عنهم، فالرئيس يجب ان يظهر تقديره للعاملين معه بصور مختلفة، وليس معنى ذلك ان يغدق المدح والثناء بغير حساب عليهم.
فهذا ولا شك يفقد المدح والثناء اثره ولكن على الرئيس ان يبذل جهدا في سبيل العثور على ما يجيده العاملون من اعمال وان يمتدحهم على قيامهم بهذه الاعمال، وهذه القاعدة تنطبق على كل من تقابلهم من افراد فكلمات التقدير والثناء وخاصة اذا صادفت اهلها وحسن توقيتها، عادة ما يكون لها تأثير كبير على الفرد وتساعد على تدعيم العلاقات بين الناس.
قلل من نقدك للاخرين بقدر الامكان
فالشخص عندما ينتقد شخصا اخر فإن الشخص الناقد يشعر ولو بطريق غير مباشر انه في مركز اعلى من الشخص الموجه النقد اليه، والنقد البناء مرغوب فيه ولكن النقد لا يتقبله الناس عادة بسهولة فهو مؤلم للنفس لذلك يجب ان يقلل منه بقدر الامكان.
ويا حبذا لو وجه هذا النقد بطريق غير مباشر وان يقترن النقد الموجه للنواحي السيئة ببيان النواحي الايجابية .
فمثلا اذا اردت ان تنتقد مقالا كتبه صديق لك فيمكن ان تقول له مثلا (ان المقال في الحقيقة يحتوى على بعض النقاط الاساسية القيمة التي يمكن ان يستفيد منها اي قارىء، ولكن يمكن ان تكون قيمة المقال اكبر اذا كتبت او اضفت كذا وكذا... او عرضت الموضوع بأسلوب معين).
فعادة ما يتقبل الصديق هذا النقد بصدر رحب لانك ببيانك النواحي الايجابية للمقال الذي كتبه، فقد قمت اولا بتقليل مقاومته للنقد وجعلته بذلك اكثر استعدادا وتقبلا لسماع ماتريد قوله.
دع الاخرين يصححون اخطاءهم بأنفسهم
يدرك معظم الناس انهم يخطئون كما انهم عادة ما يعرفون هذه الاخطاء بعد ارتكابها ولكن عندما يقوم شخص اخر بتوجيههم الى هذه الاخطاء فانهم كثيرا ما يقاومون هذا، ويحاولون تبرير اخطائهم بكافة الاساليب والوسائل.
وعادة لايميل الناس الى الافراد الذين يوجهون النظر الى اخطائهم، لذلك فإن محاولة توجيههم بأسلوب غير مباشر لتصحيح اخطائهم بأنفسهم عادة ما يكون خير الاساليب.
تحكم في انفعالاتك
يميل الناس الى صحبة الشخص المتزن انفعاليا وعادة ما يبتعدون عن الشخص سريع الانفعال الذي يفرح او يحزن او يغضب بمنتهى السهولة.
والتحكم في الانفعالات لا يعني الغاءها ولكن يجب ان يكون الانفعال متناسبا والموقف والا يندفع الفرد وراء انفعالاته فيفقد القدرة على التفكير الهادىء والمتزن.
شارك الناس مشاعرهم
حاول ان تدرب نفسك على مشاركة الناس مشاعرهم وان تشعرهم دائما بأنك معهم، فالشخص الذي يريد ان ينجح في حياته الاجتماعية لابد ان يتجنب كل مايؤدي الى ايذاء مشاعر الغير بدون وجه حق، كما يجب ان يدرب نفسه على الاحساس بما يحس به الاخرين من فرح او حزن او ضيق، فما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط.
كن متسامحا
ان التسامح يقتضي ان نتقبل غيرنا حتى لو اختلفوا معنا في اللون والدين والنظرة السياسية والطبقة الاجتماعية، والتسامح لايعني قبولنا لافكار هؤلاء الافراد ومعتقداتهم.. ولكن يعني اننا يجب الا نعادي الناس او نقاطعهم لمجرد انهم يختلفون عنا في بعض النواحي.
والانسان عادة ما يكون اكثر تسامحا بالنسبة لاخطاء الغير اذا ادرك انه هو نفسه ليس معصوما من الخطأ، ويذكر نفسه ليس معصوما من الخطأ.
ويذكر التاريخ ان مجموعة من الكتبة والفرنسيين اقتحموا الهيكل على السيد المسيح عليه السلام وهو يلقي احد دروسه لكي يتحدوه، وكانوا يدفعون امرأة الى وسط الحلقة وراحوا يتصايحون (ايها المعلم هذه امرأة اخذت وهي تزتي وقد اوصانا موسى ان نرجم الزانية.. فماذا تقول انت).
وقد جلس عليه السلام، وهو يخط باصبعه على الارض حتى فرغوا من جلبتهم وسؤالهم، فوقف ورد عليهم وهو يقول (من كان منكم بلا خطيئة فليتقدم وليرمها بحجر)، وبقيت المرأة واقفة امامه فسألها عليه السلام سؤال العارف: (اين المشتكون منك؟ اما ادانك احد؟).
فقالت: لا احد ايها السيد.
فارسلها وهو يقول: ولا انا ادينك فاذهبي ولا تخطئي.
فالانسان بطبيعته خطاء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابين)، ولا شك ان اعترافنا بنقائصنا وبأخطائنا يجعلنا اكثر تسامحا مع الناس في اخطائه، وليس معنى هذا ان نشجع الناس على الخطأ.. ولكن ما نقصده ان نكون اكثر تقديرا للخطأ اذا وقع بحسن نية او بغير قصد .
فاللخطأ سمة انسانية لايمكن ان ننكرها بحال من الاحوال، وهذا يؤدي الى شيوع روح التسامح والمحبة والمودة والرحمة بين الناس، وهذا يعتبر اساس كل علاقة انسانية سليمة.
آمن بأن الناس مختلفون
فلا يوجد شخصان متشابهان في كل شيء... لذلك يجب ان تتسم معاملاتك مع الناس بالمرونة بحيث تتناسب مع الافراد المختلفين الذين تتعامل معهم، وعلى هذا يجب الا تتوقع استجابات واحدة او سلوكا واحدا من جميع الافراد في الموقف الواحد .
ويجب الا يثير قلقك اختلاف الاخرين معك في الميول والاهتمامات والنظرة الى الامور.. وعليك ان تتقبل هذه الحقيقة ببساطة.
فكر من العطاء اكثر من الاخذ، فعندما يفكر الفرد في علاقاته بالاخرين على اساس ما يستطيع ان يسهم به في مساعدتهم وفي زيادة رفاهيتهم وتقليل آلامهم.. وليس على اساس مقدار ما يجنيه من وراء هذه العلاقات.. فإن مثل هذا الشخص عادة مايكون اكثر نجاحا في علاقاته بالناس.
والشخص الذي لا يفكر الا في مصلحته الخاصة.. وفي الفائدة التي تعود عليه من اية صداقة او علاقة اجتماعية.. فانه غالبا مايكون قليل الاصدقاء، وعادة ما تكون صداقاته من النوع النفعي الذي يستمر باستمرار المنفعة ويزول بزوالها.
لا تتسرع في الحكم على الاشخاص
اكثر مايسيء الى العلاقات التي بين الفرد وبين غيره من الناس.. تسرعه في الحكم عليهم، فقد نفقد صداقة هامة لاننا من اول نظرة حكمنا على الشخص حكما غير صادقا.. وحكمنا عليه كذلك بأنه غير جدير بصداقتنا.
لذلك يجب على الفرد الا يتسرع في الحكم على الاشخاص الذين يقابلهم او يتعامل معهم في حياته اليومية.. الا بعد جمع المعلومات الكافية التي تمكن من الحكم الصحيح عليهم، وليتأكد كل واحد منا بأن كل فرد نقابله.. فيه من المزايا مثل مافيه من العيوب .
وكثيرا مايسخر انسان من اخر مع ان هذا الاخر قد يكون خيرا منه، وفي ذلك يوجهنا القران الكريم: (يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم.. ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن).
فالسخرية في هذه الحالة قد يكون سببها التسرع وعدم الدراسة عند الحكم على من نقابلهم في حياتنا اليومية.
ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم (يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على على ما فعلتم نادمين).
واخيرا يجب ان يكون دليلك في معاملتك للناس: ان تعاملهم بمثل ما تحب ان يعاملوك به.
اضافةتعليق
التعليقات