• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الجاهل میت بین الاحیاء!

هدى محمد الحسيني / الخميس 22 حزيران 2017 / ثقافة / 5574
شارك الموضوع :

صرت ارى اكفانهم متدلية على متونهم وهم يمشون، يرعبني شكلهم وارفض ان اكلّمهم، اخترت العزلة على الخروج، لكن طيفهم مازال يلاحقني وكأنه لعنة من

صرت ارى اكفانهم متدلية على متونهم وهم يمشون، يرعبني شكلهم وارفض ان اكلّمهم، اخترت العزلة على الخروج، لكن طيفهم مازال يلاحقني وكأنه لعنة من السماء قد صُبّت على رأسي، شكوت حالتي لمن هم اهل للشكوى فتعددت نصائحهم من قراءة المعوذات او عدم التفكير بهم ثانية لكن دون جدوى فانا اراهم ولكن كهيئة ميت يتمشى ويأكل ويشرب واحياناً يسافرون فاظنهم رحلوا تحت التراب لكنهم يعودون من جديد يبتسمون ويفرحون يحزنون ويتكاثرون وقد يأتي وليدهم ملفوفا بكفن!. صدقوني لا ابالغ فهم كثر في مجتمعنا وما ان قرأت قول الإمام علي عليه السلام حتى عرفت لغزي، انا لست مجنوناً ولا اعاني من امر نفسي ولم يصبني مس من الجن، انا ارى الجهلاء الذين وصفهم سيد البلغاء بالاموت بين الاحياء، وهم في موتهم درجات فمنهم ميت ويعلم بموته ومنهم ميت ويعتقد بأنه حي ومنهم ميت ولا يدري انه  ميت ولايعترف بموته اصلاً.

 لا اقصد طبعاً هنا الموت بعينه فهو قد يكون الموت بحد ذاته، انتقال من عالم الشقاء والتعب الى دار البقاء والراحة وقد يكون العكس، انما تشبيه الإمام علي للجهال بالموتى راقني كثيراً فخلتهم وهم يجرون اكفانهم، اکفان الجهل التي تجعلهم عبید لهذه الدنیا وتبعدهم عن فناء العلم والعلماء، واذا اردنا ان نعرف الجهل نجد انه عكس العلم وجهل الأمر يعني خفي عنه، والفاعل  منه جاهل والمفعول مجهول.

انواع الجهل :

جهل بسيط.. هو فهم مسألة ما دون إحاطة كاملة.

جهل كامل.. وهو خلاف العلم بالمسألة أي إن صاحبها لايعلم من المسألة شيئا.

جهل مركب.. وهو أسوء أنواع الجهل، وهو فهم الأمر خلاف ماهو عليه.

استخدام عبارة الجهل:

عامة الناس يستخدمونها فيمن لاعلم له بمسألة يجادل فيها، فيقال هذا جاهل بالأمر، وعند العامة يسمى الأطفال جهالا، لعدم وعيهم وقلة علمهم وأجهل العرب هو عمرو بن هشام أبو جهل. 

ولكن استخدم القرآن الكريم  لفظ الجهل بمعنى الاعتقاد الفاسد علميا ومنطقيا وفطريا، أما ما هو عكس العلم في القرآن الكريم فهو اللاعلم أي فراغ النفس من العلم بشيء ما  أو نقص العلم حوله.

الجهل في الاستخدام القرآني عكس الحلم والحكمة والعقل. وهو يعني تحكيم القوة: (أحلامنا تزن الجبال رزانة. وتخالنا جنا إذا ما نجهل. ألا لا يجهلن أحد علينا. فنجهل فوق جهل الجاهلين). ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾، ومن هنا سميت الفترة ما قبل الإسلام بالجاهلية، لأنها كانت فترة تحكيم القوة والعصبية القبلية أي حكم القوي على الضعيف. ولكن بمرور الوقت أصبحت بمعنى عدم المعرفة، باعتبار أن العرب قبل الإسلام كانوا لا يملكون كتابا يعلمهم الحكمة.

فمثلا عدم العلم بماهية الثقوب السوداء هو لاعلم بها، أما  الادعاء بأنها قطع معدنية تحوم بالفضاء فهذا جهل. كذلك عند السؤال عن كم يساوي جمع العددين 6، 7 وعدم الإجابة هو لاعلم، وإذا أجيب مثلا بـ 18 فهذا جهل.

والقرآن الكريم ذمّ الجهلاء وتوعدهم بالجحيم أما الذين لا  يعلمون فحضهم على العلم فقط، ولم يذمهم ولكن لم يسوي بينهم وبين العالِمين، فجعل العالِمين أكبر درجات من الذين لا يعلمون.

ماقيل في الجهل:

1-ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا تجاهلت حتى قيل إني جاهل... فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل. (ابو العلاء المعري).

2-والشرق العربي الآن بكل ما فيه من جهلٍ وكسل هو كافرٌ بأولياتِ كتابه ودينه.. فلا هو يقرأ ولا هو يتعلم ولا هو يعمل.. وبدل العلم والعمل.. لا نرى حولنا إلا الجهل والكسل.. وكل واحد يتصور أنه من أهل الجنَّة لمجرد أن اسمه في بطاقة تحقيق الشخصية محمد.. وأنه مسلمٌ بالوراثة وأنه يقتني مصحفاً.. وينسى أن أول كلمة في القرآن هي "إقرأ".. وأنه لا يقرأ.. وأن الله يقول (اعملوا فسيرى الله عملكم) وأنه لا يعمل وإنما يتمدد على المقاهي ويتثاءب! بل إن العالم الغربي الأوروبي، بما فيه من علم وعمل ودأب ونشاط دائب خلاق هو أقرب لجوهر الإسلام وهذا القرآن، من هذا الشرق الكسول المتخاذل الغارق لأذنيه في الجهل المزري.. علينا أن نفهم القرآن قبل أن ندعي أننا من أهل القرآن. (مصطفى محمود).

3-يا الله، إما أن تمنحني نعمة الجهل، أو أن تمنحني القوة لأتحمل المعرفة، أرجوك لا تجعلني ضعيفة وعارفة في الوقت نفسه.  (إليف شفق).

4-إن العصر الراهن هو عصر فقدان التسامي وفقدان الحساسية، هو عصر الجهل، عصر الحاجة الى كل ما هو جاهز مهيأ. ما من أحد يفكر قط اليوم، قليلون أولئك الذين يقدرون أن يصنعوا لأنفسهم فكرة. (فيودور دوستويفسكي).

5-العلم الذي لا يأخذك أبعد من ذاتك هو علم أسوأ من الجهل. (الشمس التبريزي).

فنرى ان الجهل متفشيا في هذا العالم منذ الازل، فلولا الجهل بالمصير لما قتل قابيل هابيل ولولا جهل ابن مجلم بمكانة علي عليه السلام لما اقدم على ضربه بالسيف، فالجهل مصيبة عظيمة تودي بصاحبها للهلاك في الدنيا قبل الاخرة وكما اختصر سيد البلغاء اقوال العالمين بقوله: "الجاهل ميت بين الاحياء".

الامام علي
العلم
الاسلام
التاريخ
الفكر
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    هكذا تُقلب الموازين!

    النشر : الأثنين 16 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    علاقة الدين بالدولة.. النبي السياسي أنموذجا

    النشر : الأثنين 02 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الإسلام ومسؤولية العلماء

    النشر : الأحد 02 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الخبر الصحفي بين الاثارة ونقل الحقيقة.. دورة تقيمها جمعية المودة والازدهار

    النشر : السبت 11 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    التاج الذهبي.. مهرجان لتحجيب 1357 فتاة في حلبجة

    النشر : الأثنين 15 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    موت.. بمرتبة الشرف

    النشر : الخميس 12 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 893 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 776 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 457 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 381 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 343 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1370 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1146 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 18 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 18 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 18 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة