• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا ضماد لجرح الجبل

مريم علاء / السبت 03 آيار 2025 / ثقافة / 376
شارك الموضوع :

ملحمة لم تُروَ، ولكن ظلّ صداها يطنّ في الأعماق، كجرحٍ أبديّ لم يندمل...

في ساعات الليل المتأخرة، حيث يزدحم السكون، يصطخب قلمي ويبدأ بالتراقص على أوراق دفتري الذي أُخلّد فيه ما يجول بخاطري. طابت له الكتابة اليوم عن العشق والوفاء، بعدما أذهلتني قصص التضحيات التي تأتي حين يتجذّر ذلك العشق وسط القلب، لتنمو شجرة حُبّ خالدة بالنسبة للعشيقين، كقيس الذي أذهب العشق بفؤاده وجُنّ بسبب ليلى، فجعل من ديارها الخالية متنفسًا له، بتقبيل الجدران، وما حبّ الديار شغفَن قلبه، ولكن حبّ من سكن الديارا.

ثم هام على وجهه إلى الصحراء، وتوسّد صخورًا زخرفها بأشعاره لتليق بموتة عاشقٍ ارتحل جريحَ الفؤاد، منكسرَ القلب، وغيرها من قصص العشق الكثير...

لكنّ الفضول راود فكري وهو يبحث عن ملحمة تقفُ أمامها جميع هذه القصص عاجزة.

في هذه الأثناء، انطفأ نور الغرفة فجأة، ودخل الخوف إلى قلبي، عندما فُتِح بابُ غرفتي ليدخل منه شخص يحمل شمعة أنارت المكان.

لا أنسى عمامته الزمردية وعباءته الصوفية. كان مظهره غريبًا، يرتدي الزيّ العربي كأنه جاء من زمن النبي (صلى الله عليه وآله).

تقدّم نحوي حتى وصل إلى طاولة الكتابة التي أمامي، ووضع يده على دفتري. كان يتزيّن بخاتم عقيق، غاية في الجمال ودقّة الصنع، وقال لي:

– دعيني آخذكِ إلى ملحمة لا نظير لها.

أخذ بيدي، وإذا بي أمام حصن كبير، فراح يُحدثني عنه قائلاً:

– هنا حدثت معركة ضارية خسر فيها اليهود، وفُتحت حصونهم، وقُلعت بابٌ عجز عن قلعها أربعة وأربعون رجلاً من أشدّاء العرب، ليتقدّم بطلٌ ما تقدّم في معركة إلا وأحرز النصر فيها. لا يُبالي بالموت، كأنه النمر في الاقتحام، اقتلع تلك الباب وحده، وبكفّ واحدة! أربعة وأربعون يعجزون عن قلع بابٍ لحصن ضخم، فيقتلعها شخص وبكف واحدة! أيّ بطل هذا؟ وأيّ قوّة لديه؟

سرحتُ بالنظر إلى الحصون الشامخة التي تطاول عنان السماء، كأنها جبال نحتتها يد الأساطير.

فجأة، التفتُّ إليه:

– وما دخل هذا بملحمة العشق التي جئتني بها؟

– سأجيبكِ.

نتقدّم خطوة، وإذا بي أمام جنازة لشابة في ربيع عمرها، كأنها الخيال من شدة النحول.

يقف أمامها مجموعة من الرجال، زيُّهم مثل زيّ الرجل الذي بجانبي.

يتقدّم أحدهم نحو الجنازة، يريد حملها، ولا يستطيع. بدا لي منهار القوى ككهل قُصِم ظهره.

تسيل الدموع على خديه، لتفضح مرارة الوداع، وكأنّ اللحظة تفلق روحه، فينسلّ قلبه مغادرًا مع الحبيب.

ماذا لو تجمّد الزمن عند النظرة الأخيرة؟!

لكنّها كانت لحظات خائنة، تمضي بلا رحمة، لتترك خلفها فراغًا يلتهم كلّ شيء...

تساءلتُ مع نفسي: من هو؟ من هي؟

أجابني الرجل ذو العمامة الزمردية:

– هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، العملاق الذي اقتلع باب خيبر بكفّه. إنه البطل الذي تساءلتِ عنه، ثقلت عليه حبيبته فاطمة، ووَهَن عن حملها.

يقطع كلامنا نداء:

– أعينوني... أعينوني...

يا سلمان!

يا أبا ذر!

يا مقداد!

أعينوني!

حينما نادى "يا سلمان"، التفت إليه الرجل وذهب مسرعًا، وتركني مدهوشة...

سلمان؟! إنه سلمان المحمدي!

كان معي، وقد أوقفني على ملحمة عشقٍ تنحني أمامها جميع الملاحم...

ملحمة لم تُروَ، ولكن ظلّ صداها يطنّ في الأعماق، كجرحٍ أبديّ لم يندمل...

قصة
الامام علي
التاريخ
العاطفة
الحب
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    الاختيار السليم وعلاقته بالتوافق الزواجي

    آخر القراءات

    الإمام الصادق: مؤسس مدرسة العقل والنقل في الفكر الإسلامي

    النشر : الخميس 24 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كورونا حول العالم.. أكذوبة أم حقيقة؟!

    النشر : السبت 13 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    كيف اكون متوازن وسعيد؟

    النشر : الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الكتـابة على الجدران ظاهرة غيـر حضاريـة... أسبابها وعلاجها

    النشر : الأحد 22 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    أم المؤمنين خديجة.. سيرة عطرة مستترة بين السطور

    النشر : الأثنين 03 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    في عيد العمال: ماهو وضع المرأة العاملة في القطاع الخاص؟

    النشر : الأثنين 01 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 817 مشاهدات

    شوكولاتة صُنعت في دول غربية!

    • 387 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 328 مشاهدات

    أنفاس الرضا

    • 314 مشاهدات

    بماذا يؤمن أتباع "الكارما" وما علاقة الكون والأشرار فيه؟

    • 304 مشاهدات

    الإمام الرضا: حارس العقيدة ومجدد الوعي في وجه الانحراف الفكري

    • 296 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2300 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1322 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1299 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1173 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 829 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 819 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا
    • منذ 5 ساعة
    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟
    • منذ 5 ساعة
    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث
    • منذ 5 ساعة
    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة