• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قارورة الانتظار

مروة حسن الجبوري / الخميس 11 آيار 2017 / ثقافة / 3050
شارك الموضوع :

بدأت تغيب الشمس معلنة نهاية رحلتها، فتخرج النجوم من مخبئها الازرق، التي كانت مخبأة فيه، قد سترت غالب وجهها بالبريق اللامع، خرج عليها القمر

بدأت تغيب الشمس معلنة نهاية رحلتها، فتخرج النجوم من مخبئها الازرق، التي كانت مخبأة فيه، قد سترت غالب وجهها بالبريق اللامع، خرج عليها القمر وفضح أسرارها ليكشف سر جماله الذي فتن الجميع به، بينما يتهيأ القمر ليجلس وسط السماء، فيدخل السرور والبهجة لقلب المتأمل، بهدوء فتحت النافذة، سحبت الستارة، وبدأت اُخرج دفتر خواطري، واوراقي المتناثرة، خربشات فتاة يائسة من عمرها، خواطر وشعر، هذه الحروف كتبتها عندما كنتَ غائباً عن سماء دنيتي ايها القمر المغرور، اسحب الاوراق واحدة بعد الاخرى، اقرأها وانثرها في ظلام الليل، لعل حرف واحد  يخرج للنور.

لكنها كعادتها تحتضنها السماء وتخفيها بين نجومها، ويلون حبرها السماء فتصبح زرقاء لامعة، يخطر ببالي ان اتسلق نحوها لخطف تلك النجوم وجعلها في الارض تنير حياتي كما تنير السماء المضيئة! وقفت انظر إليها والدُّموع على وشكِ الانهمار، تخطيت بثقل، وتمرد في داخلي، لعل ورقة واحدة تسقط! اسير في هذه العتمة و يسير معي اليأس و الكثير من الألم  في شغفي، لم اعد اتحمل هذا البعد، باتت الليالي صفراء شاحبة، تهزها الشمس ويتمرجح على ليلها القمر. 

سنين الغياب كثرت، وأصبحت أنا في عدها عجوز تضحك عند اول ظهور لغائبها، متحيرة مذهولة لا اعرف اين اتجه، لا السماء توصلني، ولا الارض تقلني، أ في رضوى أو طوى، أين هو؟ ماذا لو اغمضت عيني من دون ان اعرف اين أنا، ومن انا، وعلى ضجيج الملأ افتح المُقلتين.

في منتصف ذلك الحلم، وبين كل تلك الامنيات المعلقة، جاءت سَبْعٌ الِعجَاف واكلت ايامي، دموع متحجّرة في مقلتي، لا اعلم ان كنت قادرة على اخراجها، او يمكنني الاحتفاظ بها، تبقى متعلقة تنتظر!، خلجات الحزن تتكسر في قاع صدري، اظنها لن تنتظر طويلاً سيأتي يوم وتذرفها، استحضر الرسائل التي كتبتها في غيابه واعلقها على حافة النجوم، وبين زفرة الروح وحسرة القلب، انطلقت تلك الكلمات من قارورة الجسد، هل تغفى عيني وعينك ساهرة، اتوسد الفراش واغلق عيني و كأني لم افعل شيئا هذا اليوم، والاكثر حزناً صحيفة اعمالي السوداء التي تقلبها الآن بين يديك، يا خجلتي و يا سوء حظي،!. لأي  شيء اعتذر منك، لغفلتي لجهالتي...   

 لم تكن الليلة الأولى، وأنا على يقين أنها لن تكون الأخيرة، التي ارتّل فيها حروف الشوق وآيات الهيام، ولكني مضيت في حياتي ولم أسأل، ان كنت قريبا مني أم بعيد، ترى صورتي أم حجبتها اعمالي، سمعت صوتي مع اصوات المضطرين، لمَ هبطت يدي من دون نظرة مباركة، تائهة أنا دُلني عليك، أغرقتني المعاصي وكسرتني شهوتي، وحبستني عنك ذنوبي، هل لي برؤية،!. ام أموت بغصة الغياب.

 جسدي مرهق وعيوني ذابلة، ومازال معي الكثير من الرسائل التي لم أرسلها بعد، ارتعشت  يدي و كدت اسقط من أعلى النافذة، دفعتني الرياح للخلف، كأنها تنبهني ان السقوط سهل وممكن، ولكن لا بد من افاقة وقيام بعد هذا السقوط، حينها قطعت عهدا على نفسي انني لن اقع في مغريات هذه الدنيا واعمل ما يرضي غائبي ويجعل ظهوره قريبا.

استجاب القدر لندائي في تلك الليلة، استبشرت السماء بعهدي، وفتحت النجوم اقفالها، نثرت النصوص  وزينت الارض بحبرها وورقها، كعروس نثر عليها الورد الابيض، وتغاريد الاحبة كانت تسابيح الملكوت، مددت اصابعي للامساك بتلك الورقة، تدانت لنافذتي، اهبطت رأسي وأمسكت بها، رسالة من السماء، امطرت السماء، قبّلتها وعرفت انها من يوسف الزمان، قبّلتها فكانت قميص يوسف، ردت الي بصيرتي العمياء، وعبق عطرها فاح في النفس، كزليخة رجعت في عصر الغياب فتاة لم تبلغ من المعاصي ثوب البلوغ، ترتجف اناملي وانا احاول فتحها، علت ابتسامتي ودمعتي في آن واحد ومررت بها على قومي، انظروا ماذا وجدت، انها رسالة من الغائب الذي انتظرتموه طويلا:  (إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء، اصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا). (بحار الأنوار ج53 ص175).

الامام المهدي
الانتظار
الامل
الشيعة
الايمان
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    طبيب العلل

    النشر : الأربعاء 21 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    في منزلي شبح!

    النشر : السبت 24 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    طقوسُ عاشوراء.. موروثٌ عقائديّ ضخم

    النشر : الأحد 08 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    خطوات.. وحسنات

    النشر : الخميس 01 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    مشروبات الطاقة قد تضر وظائف القلب

    النشر : الأربعاء 31 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    تعرف على هذه النصائح البسيطة وغير التقليدية لمنع التسوس

    النشر : الأثنين 04 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 16 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 16 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 16 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة