اعتادت السيدة أم رفل على تولي زمام أمور الأسرة الداخلية والخاصة في متطلبات البيت من ابتياع المؤونة وتحضير ما يلزم والاهتمام بعائلتها المكونة من أربعة أطفال وزوجها، إلا أنها تبذل جهدا مضاعفا في الشهر الفضيل فهي تقوم بتحضير وجبات الطعام الرئيسية والفرعية فضلا عن التنظيف الدؤوب للبيت وغيرها.
ايقاع الحياة في رمضان
يتغير ايقاع الحياة اليومية في الكثير من البيوت مع حلول شهر رمضان المبارك اذ تترتب خلاله اعمال اضافية وذلك لما يتخلل الشهر من نشاطات خاصة اما بتحضير الطعام او التجهيز لتبادل الزيارات بعد الافطار او قبله.
افطار صائم
حدثتنا ام رفل (ربة بيت) قائلة: تتضاعف اعمال البيت في الشهر الفضيل فأنا من اجهز كل شيء بنفسي بين افطار وسحور وصناعة الحلويات او المعجنات وغيرها من الاطباق وذلك لان ابنتي الكبيرة طالبة جامعية لا يتسنى لها وقت كافٍ لمساعدتي وان ساهمت فيقتصر على تحضير الشاي وترتيب المائدة وغسل الاطباق.
واضافت: على الرغم من المجهود الذي ابذله حتى في تحضير الخبز لان زوجي يفضل تحضير الخبز في البيت ويرفض ابتياعه من الفرن الا انني سعيدة بتجهيز كل شيء بنفسي ليس لأنه دوري كسيدة البيت بل لان العمل في رمضان طعم مختلف لربما بسبب افطار صائم.
ختمت حديثها مبتهجة: وقد اضفت ايضا الى جدول اعمالي الرمضانية المشاركة بالختمة القرآنية التي تقيمها جارتي وهي احدى السيدات الفاضلات المؤمنات في منزلها العامر تزامنا مع الشهر المبارك بحضور غفير من النسوة للتلاوة المباركة بالتناوب وانا من بينهن وهذا اجمل شيء بدأت بممارسته هذا العام في الشهر الفضيل والحمد لله على هذه النعمة.
زيارات متبادلة
فيما قالت زينب عادل/ موظفة : اعمال البيت في رمضان مختلفة تماما بالنسبة لدي، حيث انا الاخت الصغرى لتسعة اخوة ولدينا طقوس خاصة في رمضان حيث نجتمع كل يوم لتناول وجبة الافطار في بيت احد اخوتي كل منا مع افراد اسرته بالتناوب وهكذا الى اخر يوم رمضان وفي اول يوم عيد الفطر المبارك يكون اجتماعنا جميعا في بيت العائلة مع ابي وامي، لا انكر ان الامر متعب بيت تحضير وجبة طعام كبيرة والضيافة والخدمة والتنظيف وما الى ذلك، ولكننا نحن النساء نتعاون فيما بيننا للمساعدة فجمعتنا مع بعض في هذه الليالي المباركة تقوي الاواصر الاجتماعية وتنثر الود وتشعرنا بفرحة صلة الرحم التي حثنا عليها الاسلام والتي جمعنا بها شهر رمضان.
رمضان الخير
وشاركتنا الباحثة الاجتماعية نور مكي الحسناوي الرأي بهذا الجانب قائلة:
يحتل شهر رمضان المبارك عند بعض العوائل جانب اخر وهو التحضير الى مائدة الافطار وصولًا إلى تنظيم الولائم العائلية اذ تصبح المرأة هنا محورا أساسيا في إدارة تفاصيل الشهر والاهتمام بالمنزل وديكوره، وهناك جانب آخر يتعلق بالضغط النفسي والجسدي الذي تتحمله النساء في هذا الشهر اذ يتحول رمضان احيانا عند بعضهن إلى ماراثون مطبخ بين تحضير الفطور والسحور والحلويات والعصائر، فضلا عن ديكور المنزل وصولا الى الأواني فبعضهن يعتبرن هذا كنوع من التباهي اذ يصل حد الابتذال والمبالغة، لكن في الوقت نفسه هنالك ممن تعتبر ان تحضير الطعام في رمضان عبادة ومحبة خاصة حينما يجمع العائلة على مائدة واحدة بعد صيام يوم طويل.
وتابعت الحسناوي مؤكدة: ان الجانب الاهم بحلول هذا الشهر هو قدسية رمضان لأنه شهر نزل به القرآن الكريم اذ يجب ان تصوم به جوارحنا ايضا ونمارس العديد من الانشطة الدينية العبادية والانسانية كتقديم المساعدات والصدقات فالاهتمام الروحاني والانساني يعزز قدسية شهر رمضان الخير ويقربنا الى الله تعالى فعلى الرغم من كل هذه الشكليات التي لا بأس بها وفق المعقول والمقبول لكنها تبقى طقوس تجميلية تفوقها العبادية التي يجب الاهتمام بها بنفس المقدار واكثر، وكل عام وانتم بخير.
اضافةتعليق
التعليقات