• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فن الصداقة: هندسة الروح وخريطة النجاة في زمن العزلة

سجى عبد الأمير الركابي / الأحد 16 شباط 2025 / ثقافة / 592
شارك الموضوع :

إن كنت تظن أن الصداقة عطاءٌ للآخرين، فقد أخطأت الطريق. الصديق الحقيقي لا يمنح السعادة لغيره فحسب

صناعة الأعداء، تلك الحرفة التي لا تتطلب سوى غياب، نظرةٍ متجاهلة، أو صمتٍ باردٍ في مواجهة لهفة الآخرين. لا تحتاج إلى موهبة، لا إلى اجتهاد، بل تكفي لحظة من الانسحاب حتى تجد نفسك في مرمى الضغائن، كأنك ولدت لتكون نقيضًا، خصمًا لا يعلم حتى سبب وجوده في هذه المعادلة. 

ولكن، على الضفة الأخرى، تقف صناعة الأصدقاء، ذلك الفنّ الشاق، المتعرّج، الذي لا ينال المرء إتقانه إلا عبر تجارب متكررة من الخيبات والآمال، من العثرات والمحاولات المتجددة، حيث لا يكفي مجرد التقارب، بل يجب أن تُزرع بذور الثقة، تُسقى بالوقت، وتُحمى من تيارات الحياة العاتية.

خمسة مفاتيح لصناعة الصداقة

1. البداية دائماً في يدك

لا تنتظر، فالانتظار موتٌ بطيء. الصداقات تُبنى بالخطوة الأولى، بابتسامة، بكلمة دافئة، بهدية صغيرة تُبعث بلا مناسبة. من ينتظر أن يُطرق بابه سيبقى معلقًا في عتبات العزلة، ومن يبادر، ينال فرصة العبور إلى قلوب الآخرين.

2. كن مستمعًا، لا متحدثًا

ليس كل حديث يحتاج إلى رد، وأحيانًا يكون الصمت أكثر بلاغة من الكلمات. صديقك لا يبحث عن صوتك، بل عن مساحةٍ آمنة تُنصت إليه دون مقاطعة، دون محاولة إصلاحه، فقط أن تكون هناك، أن تكون حاضرًا بكليتك. من يجيد الإصغاء، يملك مفاتيح القلوب دون أن يدري.

3. لا تكن ظلًا عابرًا

الغياب البطيء يقتل كل شيء، يُحوّل الألفة إلى ذكرى، والود إلى صمتٍ ثقيل. الصداقات، كالنار، تحتاج إلى ما يُبقيها مشتعلة، رسالة عابرة، مكالمة قصيرة، اهتمام صغير كافٍ ليجعل الآخر يشعر أنه لا يزال جزءًا من عالمك. لا شيء يطفئ العلاقات أكثر من فتور الحضور.

4. كن موجودًا عندما يكون الغياب موجعًا

ما أقسى أن يبحث المرء عنك فلا يجدك، أن يتعثر بندائك ولا يسمع صدى. أن تكون صديقًا يعني أن تكون متاحًا في اللحظات التي يحتاجك فيها الآخر، ليس فقط عندما يكون كل شيء هادئًا وجميلًا، بل عندما تكون العاصفة على وشك اقتلاعه من ذاته.

5. اصنع الفرح، لا تنتظره

الحياة بحد ذاتها معركة، والأحزان تأتي دون دعوة. كن أنت من يُضيء الظلمة، من يرسم ابتسامة على وجهٍ مُنهك. لا تحتاج إلى معجزات، فقط إلى قلبٍ يمنح الأمان، إلى وجودٍ يشعر الآخر أن الحياة، رغم قسوتها، لا تزال تحتمل الفرح.

إن كنت تظن أن الصداقة عطاءٌ للآخرين، فقد أخطأت الطريق. الصديق الحقيقي لا يمنح السعادة لغيره فحسب، بل يمنحها لنفسه أولًا. فالعالم قد يكون قاسيًا، متوحشًا، موحشًا، لكن وجود صديقٍ حقيقي واحد قد يجعل منه مكانًا يحتمل العيش فيه.

الصداقة
الشخصية
السلوك
الوعي
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    قوم عاد والحضارة المفقودة

    النشر : الأحد 02 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    جائحة كورونا

    النشر : الأحد 20 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    التعب الروحي المعوق الرئيسي لنمو الإنسان

    النشر : الخميس 04 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    أيهما أفضل.. البرتقالة أم عصير البرتقال؟

    النشر : الأربعاء 02 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    الإدراك الإنساني والقدرة على فهم العاملين في المؤسسة

    النشر : السبت 03 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 558 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 488 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 411 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 388 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 381 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 367 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1287 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 665 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 11 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 11 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 11 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة