كيف نعيش مع علي عليه السلام؟
سؤال يلح على النفوس التواقة للامير.. علي هذا الامام الهمام الذي وصفه رسول الله (ص) علي مع الحق والحق مع علي.. علي العابد القائم والسر المكنون في علم الله القاضي العادل والاب الرؤوف..
ان يكون الانسان متوازنا في حياته لا مسرفا ولا مقترا.. لكن في معرفة الامام علي (عليه السلام) ترجح المحبة العليا.. لان علي مشتق اسمه من العلي الاعلى، فاذا ما اردنا ان نتطلع الى معرفة المزيد عن الامام وحقه نجد شذرات مضيئة عن صفاته وصفات بنيه في الزيارة الجامعة.. فالحق معكم واليكم وانتم اهله ومعدنه وميراث الكتاب عندكم.. والغاية من معرفة حقهم اهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة مقامهم عند الله عزوجل.
الغاية ان نكون اكثر صلة بالله سبحانه قربا وتمثلا بهم.. فان النجاة من النار غاية عليا.. والدنو من الجنة خلاص وفكاك رقبة.. ولكن الزيادة في محبتهم مقامات ودرجات عند الله ، ومن محبتنا لهم نجد طعم العفو والمغفرة ولذيذ المناجاة، فهم الوسيلة الى الله تعالى.. وحبل الله الممدود الى العباد ليستنقذهم من الضلالة ويسعدهم بالجنة والمغفرة.
ومعرفة الامام وحقه لا تكون الا لمن اصطفاه الله وايده وسدده..
فكيف نكون ممن يصطفينا الله تعالى ويؤيدنا بنصره ويسددنا ويوفقنا..؟ الجواب نجده مجتمعا في الايمان بولاية الائمة المعصومين، من ال طه وياسين..؟
فنحن بحمد الله شيعة وهذه الصفة لا تطلق الا على المخلصين... لذا نحن محبون فليس الجميع يتصف بالاخلاص.. لكننا اذا اقتفينا خطى الشيعة شيعة الامام مقداد وسلمان وابي ذر.. ربما بفضل عطائهم وبركاتهم نصل الى مقام شيعة الامام علي (عليه السلام)، وبذلك نكون كما لو اننا عشنا مع الامام وتابعناه وبايعناه في غدير خم.
ترى كيف كانت مشاعر من كان حاضرا في تلك الواقعة الولائية؟ وهو يسلم على الامام بالبيعة والولاية.. ويشاهد رسول الله صلى الله عليه واله يؤاخي بين المهاجرين والانصار.. حتى اذا اقترن الاخ باخيه اخذ بيد الامام وآخاه.. انها لمشاعر تهتز لها سرورا وهيبة ومسؤولية.. فالبيعة للامام ليست كأي مسؤولية اخرى.. انها الميثاق في الاعناق..
والوفاء بالبيعة تستدعي منا جميعا ان نكون لهم زينا ولا نكون عليهم شينا صلوات الله وسلامه عليهم.
فاذا كان الحق يدور حيث يدور الامام فالعالم باجمعه يتطلع ويسعى الى المولى الكريم حبا فليس من السهل العيش مع الامام ولكن التطلع الى ذلك امر جميل وحسن.
اضافةتعليق
التعليقات