• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نحو مفهوم ثالث

هدى المفرجي / السبت 30 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 663
شارك الموضوع :

بينما الحقيقة مختلفة فكلما تطور الانسان كلما ادرك ان الجهل كان عاريا لا غطاء له

يقف المغتصبون أعلى المنصة ويجردون القسم الأكبر من المجتمع من ثياب الوعي والدين والعادة فتهرب القيم مختبئة بعباءة رثة تبحث عن ركن وثيق يأويها من رياح العار التي تلاحقها، وبينما تصرخ الفتاة طالبة حرية الجسد مجردة إياه من أي فكر أو وعي يقف الصبي بجانبها معلقا على رأسه قرنين يكادا أن يكونا من فولاذ صلبان لا يؤثر فيهما دين ولا عادات يصفق لها كلما زاد قِصر القماش وظهر البدن بمظهر عاري لا يمت للتطور بصلة تحت غطاء تطوري من مفهوم ثالث هم ادركوه.

بينما الحقيقة مختلفة فكلما تطور الانسان كلما ادرك ان الجهل كان عاريا لا غطاء له، وهكذا نحن اليوم في عالم مليء بالغضب أينما نظرنا، نرى القيم تتصادم وتتصاعد، بطرق تبدو مسعورة، بلا هدف، وقاسية في الوقت نفسه ، تغتال ماتبقى فينا من الاخلاق محاولة تجريدنا من فطرة كوَننا الله عليها، ومن قام بالاغتيال اشخاص متمرسون، مدربون، يعرفون نقاط مقتل الإنسان في جسده، ويعلمون مدى هشاشة كل عضو من أعضاء الجسم في مواجهة الفكرة، خبراء في تحديد المسافة لكل نوع من أنواع الجهل و التجهيل، ويعلمون بدقة طبيعة افكارهم ومدى فتكها بالعقل البشري .

وكما جرت العادة، فإن الاغتيال الفكري كان لا بد أن يستتبع باغتيال الذكرى وتشويه الصورة، وبدأ كل ذلك بحملة ممنهجة في الإعلام وتسيير دفة الرأي العام لتبرير اغتيال سليم على عقولنا وتعقيد العقل العربي وتغيير المفاهيم الاسلامية وضياع التقاليد السليمة فنجدنا دون وعي قد مكثنا في قاع الجهل نضحك باصوات عالية في وسط القطيع ننعق خلف كل ناعق، ذلك هو القسم الثالث الذي ذكره الامام علي (عليه السلام) في إحدى وصاياه إلى كميل قائلاً: "كميل احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق".

وهو ما يبين مدى جهلنا ونحن نسير في طريق العلم دون النظر إلى نوره فلا نستضيء، ومازلنا نسير خلف آليات رسمها جنود مختبئين خلف شاشات ما ظننا يوماً أنها ستؤثر ولو قيد شعرة حتى تساقط كل شعرنا ومشاعرنا ونحن ننظر لهذا القيد الذي وصل إلى أعناقنا فبدأنا نجامل وننافق في كل شيء حتى الدين وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين في حديثه إلى كميل حيث بين تقسيم الناس بغاية الصحة ونهاية السداد.

لأن الإنسان لا يخلو من أحد هذه الأقسام الثلاثة التي ذكرها مع كمال العقل وإزاحة العلل، إما أن يكون عالمًا، أو مُتعلما، أو مُغفلاً للعِلم وطلبه ليس بعالم ولا طالب له. وان اصل ما نود توضيحه هو القسم الثالث: فهم المهملون لأنفسهم، الراضون بالمنزلة الدنِية القابلين للعار وصمة تلوح للسائرين على جبهتهم ، التي هي الحضيض، وعدم التوفيق، والحرمان وما أحسن ما شبههم الإمامُ علي بالهمج الرعاع، والهَمَجُ: هو البعوض وبه يشبه دناة الناس وأراذلُهم، والرعاع المتبدد المتفرق، والناعق الصائح، فتخيل أن يحمل الانسان كل هذه الصفات مجتمعة في جسد واحد ويرى نفسه في مرآت عينه فاهم متطور بينما هو الأرذل بين الخلائق كلها ونهايته سعير لامفر منه.

وهذا ما أشار إليه الامام الصادق (عليه السلام) في قوله: (الناس اثنان: عالم ومتعلم، وسائر الناس همج والهمج في النار)، فلو نظر الانسان منا وتمعن لحظة واحدة في ما ذكر وما كتب وما أذيع في شتى الطرق والوسائل لوجد أنه أقرب للصلاح وما كومة الذباب حوله سوى سراب تم نشره لإخراجه من فطرته والذهاب به نحو عصيان لا يدركه فيعتاد عليه حتى يصبح الذنب فكرة مطروقة تروق للجميع، والمعصية حرية شخصية لا أهمية لها في وضع الرضا بما هم فيه، والفساد ماهو إلا اليوم العادي الذي يعيشه.

بينما تتراكم العادات والقيم والدين في صندوق أسود محكم مرمي في زاوية النفس لا يدرك مكانه المخالفون إلا حين تود أن تزهق الروح منهم فيقولون ياليتنا ولكن حينها لا تنفع ليتَ عند اقتراب الأجل، فالحمد للهِ الناشئ فِي الخلق فضله والباسط فيهم بالجود يَدَهُ نحمده فِي جميع أموره فهو الذي جعل لنا الشمس دليلاً ساطعاً وبعث فينا أناس كلمتهم تسير عبر العصور نوراً لا يضاهيه نور فإن زلت قدمنا في الأمس فما زالت رحمة ربنا تشير إلى أنفسنا إن الروح هنا اليوم أو غدا وحتى يوم الأجل فانتبه وعد إلى فطرتك السليمة واترك خطوات الشيطان فهي الهلاك وإن زانت بها أيامك


الانسان
الشخصية
السلوك
المجتمع
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    لماذا لُقِّب الإمام علي بأمير النحل؟

    النشر : الخميس 30 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مامدى تأثير الأكل خارج البيت على انتشار وباء كورونا؟

    النشر : الأحد 01 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ملتقى المودة للحوار يناقش بناء ثقافة اللاعنف كأساس للحلول

    النشر : السبت 28 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هل تلعب الترجمة دورًا سلبيًا في تقييم مستوى الكتاب؟

    النشر : الخميس 29 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    البيض جيد أم لا؟ وما هي الآثار الصحية الإيجابية والسلبية المرتبطة بتناوله؟

    النشر : الأربعاء 11 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كيف تحافظ على صحتك النفسية في ظل الشتاء وكورونا؟

    النشر : الخميس 22 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 884 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 767 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 446 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 374 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 347 مشاهدات

    الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.. أهم النصائح التي تخلصك من الأعراض

    • 329 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1354 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1215 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1063 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 29 دقيقة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 32 دقيقة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 38 دقيقة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 41 دقيقة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة