هل البيض جيد لك أم لا؟ توصي الدلائل الإرشادية الغذائية للأعوام 2015 إلى 2020 بهذا النوع من الغذاء كمصدر للبروتين، لكن مقالاً نُشر في آيار/ مارس بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA، أثار ضجة عندما تحدث عن وجود علاقة بين تناول البيض، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والموت المبكر.
وقد يكون تناول البيض باعتدال مفيداً لصحة القلب، ولكن الخطر الذي أُشير إليه في بحث JAMA، يرتبط بتناول بين 3 و4 بيضات في الأسبوع، أو 300 ملليغرام من الكوليسترول الصحي مع نظامك الغذائي المعتاد، يومياً.
وقد أوضحت دراسات سابقة أنه ليس هناك من خطر للإصابة بأمراض القلب، لدى الأشخاص الذين يتناولون ما يصل إلى بيضة واحدة في اليوم.
ورغم أن البيض يوفر البروتين، والمعادن، والفيتامينات، والمواد المغذية الأخرى، إلا أن صفار البيض هو مصدر رئيسي للكوليسترول. وعندما يصل إلى معدلات مرتفعة فإنه يعتبر عاملاً خطراً لحالات القلب والأوعية الدموية مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وفقا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم.
إذا كنت مرتبكاً فيما إذا كان استهلاك البيض مفيداً لصحتك، فأنت لست وحدك. دعنا نلقي نظرة على رحلة البيضة التاريخية، ونرى كيفية تحول البحث على مر السنين.
5400 قبل الميلاد: مصدر طعام جديد وسهل الحصول عليه
تعود أقدم الحفريات التي تشبه الدجاج إلى عام 5400 قبل الميلاد في جنوب شرق آسيا. وتنحدر دواجن اليوم من عدة طيور من عصور ما قبل التاريخ. ويحتوي الدجاج اليوم على جين يتحكم في التكاثر، ويسمح له بوضع مئات من البيض على مدار العام. وأُدخل الدجاج إلى السوق العالمية، من خلال طرق التجارة منذ ما يقرب من 3000 سنة.
أوائل القرن العشرين: مزارع الدجاج أصبحت أكثر أماناً
وكانت العائلات تستخدم الدجاج والبيض كمصدر للدخل، والاستخدام الخاص بها. وفي أوائل العشرينيات من القرن العشرين، ساهمت الظروف الموسمية، وضعف التخزين في تدهور ظروف الدجاج، ولكن عندما نُقلت إلى مزارعها في الثلاثينيات من القرن الماضي، أصبحت محمية ضد العوامل البيئية أي الطقس، والحيوانات الكبيرة، والمرض، وتحسنت صحتها.
الخمسينيات والستينيات: دجاجة في كل وعاء
مع زيادة الإنتاج، تزايد فائض الدجاج، وبالتالي زاد إنتاج البيض. ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار الدجاج بعد أن كانت بمثابة غذاء فاخر.
1968: جمعية القلب الأمريكية تقدم توصية صارمة
وتضمنت توصيات الجمعية ما لا يزيد عن 300 ملليغرام من الكوليسترول في اليوم الواحد، وليس أكثر من 3 بيضات أسبوعياً. فالدجاج من الأنواع الآكلة للعشب، وهي أقل تكيفاً لهضم الكوليسترول الغذائي.
1970: توظيف مفتشي البيض
وعندما أصبح الدجاج أكثر إنتاجية، أقر الكونغرس قانون المراقبة على منتجات البيض، حتى يضمن أن البيض آمن للمستهلكين.
1976: الملاكم الخيالي يشرب البيض الطازج
سيلفستر ستالون الذي قام بتقديم سلسلة أفلام روكي وجسّد بها دور الملاكم، كان يشرب البيض الطازج في الفيلم الشهير. لكن الأبحاث أظهرت منذ ذلك الحين أن هناك بروتيناً متاحاً للهضم في البيض المطبوخ (حوالي 91٪) مقارنة بالبيض غير المطبوخ (حوالي 51٪). كما أن استهلاك البيض غير المطبوخ يزيد من خطر الإصابة ببكتيريا السالمونيلا، ويزيد من نقص البيوتين، وهو فيتامين مهم للبشرة والشعر والأظافر.
1995: محاولة لحل الارتباك
حددت منظمات مثل جمعية القلب الأمريكية، والمراكز الوطنية للتنبؤ البيئي، وإدارة الأغذية والدواء، هدفاً موحداً للأمريكيين: أقل من 300 ملليغرام يومياً من الكولسترول الغذائي. وتحتوي بيضة مسلوقة كبيرة على 186 ملليغراماً من الكوليسترول الغذائي.
عنوان عام 2002: جمعية القلب الأمريكية تخفف قيودها
تخلت المنظمة عن القيود المفروضة على تناول كمية معينة من البيض أسبوعياً، لكنها احتفظت بأقل من 300 ملليغرام من الكوليسترول الغذائي يومياً.
2013: لا ارتباط بين استهلاك البيض، وأمراض القلب، والأوعية الدموية
وخلص تحليل كبير إلى أن تناول ما يصل إلى بيضة واحدة يومياً، لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
2016: أكبر شخص حي يثني على البيض غير المطبوخ
وحصلت الإيطالية إيما مورانو على لقب أكبر معمرة في عيد ميلادها الـ 117. وعزت مورانو طول عمرها جزئياً إلى تناول البيض غير المطبوخ.
2018: بيضة في اليوم تبقي الطبيب بعيداً
ووجدت دراسة شملت أكثر من 400 ألف شخص بالغ صيني وجود صلة بين استهلاك البيض يومياً، وانخفاض مخاطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة 18٪. حسب cnn عربي
اضافةتعليق
التعليقات