الكل منا عرف اسمه، الكل منا قرأ حبه وحفظه، وصار عاشقا له، والكل قرأ علمه فهو الحق المبين.
فقد لُقِّب الإمام علي (عليه السلام) بأسماء كثيرة لكن نحن لا نعرف معنى كل لقب له، لفظه ونطقه فقط.
لكن هل سألنا لماذا لقبه؟ وكيف؟ ولماذا؟
فاليوم سأكتب عن لقب من ألقاب الإمام علي عليه السلام، ولنتزود بالمعرفة ولنغرف من بحور علمه كلمات، ولنسقِ أرواحنا العطشى بلذة شوقنا لمعرفته.
وسأبدأ حديثي بسؤال: لماذا لقب الإمام بأمير النحل؟ وماذا يعني؟
الكل يتساءل ما السبب من تسميته بهذا الاسم؟
وإليكم الحكاية:
كان لبني سليم في الجاهلية نحل عظيم فكان إذا جاءهم عدو دخلوا، فى الاكوارات يعني النحل فكان يطير ويعلو في الجو، يبان لناظره شبه غمامة من كثرته، فإذا تعالى انحدر ونزل على العدو ونكد عليه فعند ذلك تنهزم خليل.
العدو من بين أيديهم وكان بنو سليم قد قهروا جميع أعدائهم بهذا الفن، وبقوا على حالهم إلى أن اظهر الله عز وجل الإسلام، وخرج النبي (صلى الله عليه وآله) ومن معه من الصحابة الى هذه الاعمال، ففعل بنو سليم ما تقدم ذكره فلما صعد النحل الجو وانحدر على عساكر المسلمين نادى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:
أين يعسوب الدين؟ فلم يجبه احد فقال أين أمير النحل؟ فلم يجبه احد فقال أين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟
فلما سمع علي ابن أبي طالب (عليه السلام) من لفظ النبي (صلى الله عليه وآله) جذب ذا الفقار وحمل على النحل فأدبر النحل على أثرها رجوعا على بنى سليم ولدغهم، فهرب بنو سليم بين أيدي النحل الى رؤوس الجبال وبطون الأودية، وفتح الله جبال بنى سليم على يد أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب (عليه السلام).
فلما استتم الفتح واستقام النصر قال بعض الصحابة للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله شبهت علي بن أبي طالب باليعسوب وهو النحلة.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): المؤمن كالنحلة لا تأكل إلا طيباً ولا يخرج منها إلا طيباً.
ومن ذلك الحين وتلك الواقعة لقب أمير المؤمنين يعسوب الدين أمير النحل، لهذا السبب لقب علي (عليه السلام) بهذا اللقب، وكذلك شبه رسول الله المؤمن بأنه لا يخرج منه إلا طيباً.
فلنتعلم هذه الدروس والعبر ولنتفقه في بحر علومه وتقواه، فالعشق وحده لا يكفي، ويجب علينا معرفته حق المعرفة.
السلام عليك يا ولي الله، والسلام عليك يا مولى المؤمنين، اللهم اجعلنا من أوليائه والمتمسكين بولايته.
اضافةتعليق
التعليقات