أشعة الشمس الذهبية تتسلل عبر الشباك، ترسم خطوطًا ذهبية على وجوه الجميع وعلى وجهي ولكن هذه المرة بشكلٍ مختلف جلستُ كعادتي بصمت مطبق، عيناي تتأمل نقطةٌ بعيدة في الأفق.
فنجان القهوة البارد يشهد على ساعات الانتظار الطويلة وأنا ممسكة بالقلم وقراطيسي تحوط مكتبي ففي كل بداية عام، نعد أنفسنا بتغيير جذري، نكتب قائمة طويلة بالأهداف والتطلعات، ولكن سرعان ما ننسى تلك الوعود وها أنا اتأمل اليوم الجديد من السنة التي تُضاف إلى عمري فكل بداية جديدة تحمل للإنسان معها أملاً وتطلعات جديدة، وكأن الكون يعيد تشكيل نفسه ليمنحنا فرصة للبدء من جديد.
بداية دخول كل انسان عام جديد هي واحدة من تلك اللحظات التي نشعر فيها بأن الزمن يتوقف للحظة، ثم ينطلق بنا نحو مستقبل مجهول مليء بالإمكانيات لهذا تبدو بداية دخول الانسان لعام جديد من عمره مهمة جداً.
فبداية العام هي بمثابة نقطة تحول، وفرصة للنظر إلى الوراء وتقييم إنجازاتنا وأخطائنا، ثم وضع خطط جديدة للمستقبل وغالباً ما يشعر الإنسان برغبة قوية في التغيير والتطوير في بداية العام، سواء كان ذلك تغيير عادات سيئة أو اكتساب عادات جديدة.
لهذا فإن علينا النظر إلى ادارة الوقت بشكل جيد ومدروس ودقيق فهل سبق لك أن نظرت إلى الوراء وشعرت بأن الوقت يمر بسرعة كبيرة؟ هل شعرت بأنك تُضيع وقتك في أمور غير مهمة؟ إن الشعور بضياع الوقت هو أمر شائع لدى الأغلب، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالندم والحسرة فالعمر نعمة عظيمة، وكم هو مؤسف أن يمر دون أن نستفيد منه ونترك فيه بصمة وأثر ونحصد به ماهو خير لنا،و لكي نوازن الحياة علينا بوضع خطط واضحة وتحديد أولويات وبهذا نستطيع أن ننتج ونحقق الكثير فإدارة الوقت هو العنصر الأساسي لتحقيق الأحلام.
وعلينا أن ندرك أن استغلال الوقت هو قرار شخصي، يتطلب التزامًا وإرادة قوية ومن خلال ذلك فقط يمكننا تحقيق أقصى استفادة من حياتنا.
فالعمر هو أثمن ما يملك الإنسان، إنه رحلة فريدة لا تتكرر. ولكن علينا أن نفكر كيف نتعامل مع هذا الكنز؟ هل نستثمره بأفضل شكل ممكن، أم نهدره في أمور تافهة؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة خصوصا في عصرنا الحالي، حيث تتسارع وتيرة الحياة، وتتعدد الخيارات المتاحة أمامنا، ثم إن ثمن العمر الحقيقي ليس بالمال ولا بالشهرة، بل بالقيم التي نحيا بها والأثر الذي نتركه في هذا العالم. هل نسعى إلى تحقيق ذاتنا وتطوير مهاراتنا؟ هل نساعد الآخرين ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم؟ هل نتعلم باستمرار ونوسع آفاقنا؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن نسألها لأنفسنا.
ومن أسباب هدر العمر هو التسويف والمماطلة: إن تأجيل الأمور المهمة إلى وقت لاحق، والخوف من الفشل كلها عوامل تؤدي إلى هدر الوقت.
كذلك الانشغال بالأمور التافهة: فقضاء ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة التلفزيون، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، كلها أمور تستنزف طاقتنا ووقتنا.
والخوف من التغيير الذي يطغى على الأغلب وهذا يكون أثر التمسك بالعادات القديمة الخاطئة وعدم الرغبة في تجربة أشياء جديدة، فيمنعنا من النمو والتطور.
تحديد الأهداف: يجب أن يكون لدينا أهداف واضحة نسعى لتحقيقها في الحياة كي نستثمر عمرنا.
خُطط عمل: يجب أن نخطط لكيفية تحقيق هذه الأهداف، وتحديد المهام.
الالتزام: يجب أن نلتزم بخططنا ونعمل بجد لتحقيقها، حتى في مواجهة الصعاب.
التعلم المستمر: يجب أن نتعلم مهارات جديدة ونوسع آفاقنا، سواء كانت مهارات أكاديمية أو مهارات عملية.
الاستمتاع بالحياة: يجب أن نستمتع بكل لحظة في حياتنا، وأن نقدر النعم التي وهبنا الله إياها.
وبعد هذا الحديث يجب أن ندرك أن العمر هو هدية ثمينة، ويجب أن نتعامل معها بمسؤولية. وأن نستثمر هذا العمر في تطوير أنفسنا وتحقيق أحلامنا، وأن نساهم في بناء مجتمع أفضل. فالعمر ليس مجرد عدد من السنوات، بل هو قصة نكتبها بأفعالنا وأقوالنا.
اضافةتعليق
التعليقات