تجمعنا بالإعلانات علاقةُ حبٍّ وكراهيةٍ في الوقت نفسِه، إن الهدفَ من الإعلانات هو أن نبقى على صلةٍ دائمة بالمنتجات والأفكار الجديدة. وفي أفضل الأحوال تُقدِّم الحملاتُ الإعلانيةُ المبدِعةُ نوعًا من الترفيه، لكنَّ ما يُقْلِقنا هو أن الإعلانات يمكن أن تتسلَّلَ إلينا «خُفْيةً» بطريقةٍ أو بأخرى، وقد تؤثِّرُ علينا دون أن نَدري؛ ولهذا السبب نتجاهلها، ظنًّا مِنَّا أننا إن لم نُعِرْها انتباهنا، فلن نتذكَّرها، ولن تؤثِّر فينا.
كل هذا وأكثر كان من ضمن الكتاب المختار لنادي اصدقاء الكتاب لهذا الشهر الذي كان ب عنوان "اغواء العقل الباطن.. سيكولوجية التأثير العاطفي في الدعاية والاعلان"، للكاتب روبرت هيث.
ويبين فيه أن من الأهمية بمكان أن ندرك مدى قوة تأثير الإعلانات على خياراتنا في شراء العلامات التجارية شعوريا ولا شعورياً على حد سواء، ولا أجد في واقع الأمر أن هناك وسيلة لمقاومة ذلك، فمجتمعنا الآن هو مجتمع يعتمد على التجارة، وتعتمد العديد من الشركات على ترويج منتجاتها والدعاية لها من أجل البقاء في السوق، وإذا نظرنا نظرة موضوعية للأمر واضعين جميع الجوانب في الاعتبار، فمن الأفضل أن تبقي على الحملات الإعلانية، ولكن مع شيء من التنظيم والرقابة بدلا من محاولة التخلص منها.
ولكن هل يعني ذلك أنه يتعين علينا التعايش مع إخضاع عقلنا الباطن للإغواء والخداع ؟ أظن أنه يعني هذا بالفعل؛ وذلك نظرًا لأنني أرى طريقتين فقط لمقاومة الخداع.
العقل الباطن الأولي: استبعاد كافة أنواع الإعلانات من عالمك الخاص. قم بغلق القنوات الإعلانية في الإذاعة والتليفزيون. لا تشاهد البرامج التليفزيونية التي يصاحبها إعلانات عن المنتجات، اذهب لدور السينما بعد انتهاء فترات الإعلانات تجنب شراء الصحف والمجلات. لا تجب الشوارع التي تحتوي على لوحات إعلان سيرا، ولا تنظر إلى واجهات المحلات. وأخيرا لا تتصفح الإنترنت. الأمر جد صعب ما لم تكن على استعداد لأن تعيش حياة كحياة النساك.
والطريقة الأخرى هي العكس تماما، وتتمثل في الانخراط بالكلية في إعلانات التليفزيون والإذاعة والتحديق في لوحات الإعلانات في الشوارع وإعلانات الإنترنت وواجهات المحلات وقراءة الإعلانات في الصحف والمجلات، والأهم من ذلك هو مشاهدة المنتجات المعروضة في البرامج وأفلام التليفزيون، وكلما ازداد انتباهك واهتمامك بهذه الإعلانات زادت قدرتك على مقاومة ودحض ما تراه وتسمعه؛ ومن ثم سيكون تأثيرها عليك أقل. قد يكون الأمر مُمِلًا ومزعجًا وغير مأمون المخاطر، ولكنك على الأقل ستشعر بالرضا لعلمك أنك قللت كثيرًا من احتمال تعرض عقلك الباطن للإغواء.
وقد أبدين المشتركات تفاعلهن واستفادتهن من المفاهيم والحقائق المطروحة التي تبين ما آلت عليه الاعلانات في زماننا هذا ..
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية هادفاً إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع ..
اضافةتعليق
التعليقات