لا تترافق الحالات التالية دوماً مع قصور الدرقية ولذلك يجب أن تدخـل هـذه الحالات ضمـن التشخيص التفريقي للمريض الذي لديه دراق مع سواء درقي.
أولاً: التهاب الدرقية لهاشيموتو
تعتبر هذه الحالة أشيع سبب لقصور الدرقية الدراقي، وهي تصيب بشكل وصفي النساء بعمـر 60-20 عاماً اللواتي يتظاهرن بدراق منتشر صغير أو متوسط الحجم ويكـون هـذا الـدراق بشكل وصفـي قاسياً أو ذا قـوام مطاطي. وقد يكون الدراق طرياً وبالتالي يكون من المستحيل في هذه الحالة تفريقه عن الدراق البسيط بالجس لوحده، تعتمد حالة الدرقية على الدرجات النسبية للارتشاح اللمفاوي والتليف وفرط تنسج الخلايا الجريبية ضمن الغدة، لكن يكون 25% من المرضى بحالة قصور درقي عند المراجعة. ويكون مستوى T4 المصلي سوياً عنـد الباقي ومستوى TSH سوياً أو مرتفعاً لكن هؤلاء المرضى معرضون لخطـر تـطـور قصـور الدرقية الواضـح فـي السنوات المقبلة، تكون أضداد البيروكسيداز الدرقية موجودة في المصـل عنـد 90% من المرضى المصابين بالتهاب الدرقية لهاشيموتو، وقد يكون العامل المضاد للنواة ANF إيجابياً أيضاً عند المرضى دون عمر 20 عاماً.
تستطب المعالجة بالتيروكسين ليس من أجل قصـور الدرقية فحسب وإنما لانكماش الدراق أيضاً. وفـي هـذا السياق يجب أن تكون جرعة التيروكسين كافية لكبت TSH المصـلـي إلـى مستويات غير قابلة للكشف دون أن تحرض حدوث فرط الدرقية (عادة 150-200 مكروغرام يومياً).
ثانياً قصور الدرقية المحرض بالأدوية:
1. كربونات الليثيوم:
يستخدم هذا الدواء بشكل واسع لمعالجة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب. يقوم الليثيوم بشكل مشـابه لليوديد بتثبيط تحرر الهرمونات الدرقية (انظر الشكل 3). ورغم أن أشيع دليل على خلل الوظيفة الدرقية هـو ارتفاع مستوى TSH المصلي فإن البعض (عادة المرضى الذين لديهم التهاب درقية مناعي ذاتي مستبطن) يطورون الدراق مع قصور الدرقية.
2. اليود:
قد يسبب اليود عندما يؤخذ لفترات مديدة قصور الدرقية الدراقي عند المرضى الذين لديهم التهاب درقية مناعي ذاتي مستبطن. ويشاهد ذلك عادة عند المرضى المصابين بأمراض تنفسية مزمنة الذين يعطون طاردات البلغم الحاوية على يوديد البوتاسيوم أو المرضى الذين يتناولون الأميودارون الذي يحتوي على كمية هامة من اليود.
ثالثاً: عوز اليود
إن ضخامة الغدة الدرقية شائعة (عند أكثر من 10% من السكان) في مناطق معينة من العالم مثل الأنديز والهيمالايا وأفريقيا الوسطى حيث يوجد نقص في اليود القوتي وتعرف هذه الضخامة بالدراق المتوطن يكون معظم المرضى أسوياء الدرقية ولديهم مستويات سوية أو مرتفعة من TSH وبصورة عامة كلما كانت شدة عوز اليود أكبر ازدادت نسبة حدوث قصور الدرقية.
رابعاً: خلل التكون الهرموني
إن خلل التكون الهرموني هو عيب وراثي غير شائع في تركيب الهرمون الدرقي، وتكون طريقة الوراثة جسمية متنحية. ورغم أنه قد وصفت عدة أشكال من هذا الاضطراب فإن أشيع شكل ينجم عن عوز أنزيم البيروكسيداز داخل الدرقية، يتظاهر الأشخاص ذوو الزيجـوت متماثلة الألائـل بقصـور الدرقية الخلقـي أمـا الأشخاص ذوو الزيجوت متخالفة الألائل فيتظاهرون خلال العقدين الأوليين من العمر بالدراق مع مستويات سوية من الهرمون الدرقي وارتفاع TSH.
يعرف تشارك الدراق الناجم عن خلل التكون الهرموني مع الصمم العصبي بمتلازمة بندريد.
اضافةتعليق
التعليقات