• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كمامة وطن

فرح تركي / الخميس 05 كانون الأول 2019 / منوعات / 2903
شارك الموضوع :

نريد وطن.. كتب هذه العبارة وكأنه يكتبها بدمه، وهو يتطلع إلى حروفها، وكأنها تنطق من أعماق روحه، تقترب الصورة محددة إلى ملامح وجهه وتتركز على ع

نريد وطن.. كتب هذه العبارة وكأنه يكتبها بدمه، وهو يتطلع إلى حروفها، وكأنها تنطق من أعماق روحه، تقترب الصورة محددة إلى ملامح وجهه وتتركز على عينيه لحظات، يبدو وحيدا يحتضن تلك اللافتة، عجز عاطفي صدر منه وأبعدها عنه بمجرد شعوره بأن من الممكن أن يراه أحد يحتضن لافتة.

نهض وتأكد من أن مستلزماته معه، خرج دون أن يراه أحد، ربما ستمنعه أمه أو والده لو عرفوا إلى أين ذاهب، يظهر في الطريق يمتعض وهو يرى أعداداً كبيرة من الناس بطوابير أمام الأماكن الترفيهية وكان عقله يوجه له سؤال؟ هل هؤلاء الناس لهم وطن وأنت لا؟.

ينتفض، يتمنى لو يصرخ بهم، يتخيل نفسه يهبط من الباص، ويقف أمام طابورهم الطويل ويرشدهم إلى اتباعه والتوجه للتحرير، بشعور لا ارادي يتوهم أنه اختنق بسبب تلك الصرخة.  يتعافى من ذاك المشهد، لا تزال اللافتة بيده، يرن هاتفه يظهر على شاشته: أمي الحبيبة. يتصارع في داخلة هل يجيبها ويكذب أم يتجاهل اتصالها ودون شك ستخاصمه لعدة أيام، كانت النتيجة تجاهله لاتصالها، وضع هاتفه بوضع صامت ووضعه في جيبه.

يصل إلى ساحة التحرير تظهر الجموع المتظاهرة والدخان الصادر عن القنابل المسيلة للدموع،

تظهر مشاهد التحرير، مجاميع طبية، لقطة تتركز على داخل خيمة وكأنه ينظر إليها بعينه يظهر فيها تهافت المسعفين على الجرحى، لحظات ويتحول ببصره نحو متبرعين يوزعون الكمامات، يتجاوزهم، تتطلع عينيه نحو الجسر، تعترض طريقه مجموعة من الشباب الهاتفين، يفقد تلك اللافتة، يسير معهم ويردد عباراتهم المطالبة بالوطن.

عندما يصل الجسر يبحث عن أصدقائه، تدور عيناه في المكان لا يجدهم، في تلك اللحظة تسقط دخانية على بعد أمتار يلتقطها بعض الشباب المتجمعون هناك يظهرون وهم يحاولون انتشالها بكل تفاصيل بأيديهم الملفوفة بقطع قماش أحدهم يحمل دلوا والبطانيات، وآخر الذي مسكها يرميها بهد أن أدى رقصة بسيطة.

نحو الجهة التي صدر منها حيث القوات متركزة، يصرخ أحدهم فيه لكي يضع كمامة، يبتسم يختار مكان بينهم وهو يرن على أصدقائه، يرى اتصالات كثيرة  كانت قد وردته لكنه بالكاد ميزها من الدخان الذي يحيط به جعلت من الرؤيا صعبة، يرن على أحد أصدقائه لا يصدر جواب.

يرن والده بتلك اللحظة، يتوتر قليلاً يرد وهو يستمع إلى صوت والده الذي يسأله عن مكان وجوده، يخبره بأنه خرج للتظاهر، يأتيه أمر والده بالعودة، يحاججه بأن يذهب ولا يصحبه، يسمع كلمات متقطعة من والده وهو يتحرك يمينا ويساراً أثر هجوم بالقنابل متتالية، إحداها كانت: المكان خطر، أنت لا تزال شابا.

يشعر بحرارة بإحدى ساقيه يسقط منه هاتفه لا يعرف لما خارت قوى يده، يرى كثيرين يتجمعون نحوه، تركن تكتك قربه وأيدٍ كثيرة تحاول حمله دفعة واحدة، يفقد الرؤيا لبعض الوقت، يسمع الأصوات، تتشوش لديه الرؤيا قليلاً، يحس بالأيادي ترفعه يضعونه في تكتك يسمع الكلام ولكنه لا يقوى على النطق، الألم يداهمه ويشعر وكأن الحرارة تزداد في قدمه.

يقف التكتك، يحاولون انزاله منه، وتحكم الصدفة بنفس المفرزة الطبية التي وقف عندها يفتح عينيه يلمح طفلاً يرفع لافتة مكتوب عليها: نريد وطن، إنها ذاتها اللافتة التي جاء بها اليوم لم تفقد حماسها.

العراق
قصة
الشباب
الوطن
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    عصا ذكية تصدر تنبيهات صوتية لمساعدة أصحاب الهمم على تجنب المخاطر

    النشر : الأحد 10 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأزياء المحتشمة.. موضة أم تغيُّر انطباعات؟

    النشر : السبت 23 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ادم و التفاحة البيضاء

    النشر : الأحد 13 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الامام الصادق وكروية الارض

    النشر : الجمعة 29 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    من بركات الشهر الفضيل.. سلّة رمضان أنموذجا للعطاء والإيثار

    النشر : السبت 08 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    التكافل الاجتماعي.. نداء الانسانية بصوت المرجعية

    النشر : السبت 23 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 20 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 20 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 20 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة