• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كمامة وطن

فرح تركي / الخميس 05 كانون الأول 2019 / منوعات / 2987
شارك الموضوع :

نريد وطن.. كتب هذه العبارة وكأنه يكتبها بدمه، وهو يتطلع إلى حروفها، وكأنها تنطق من أعماق روحه، تقترب الصورة محددة إلى ملامح وجهه وتتركز على ع

نريد وطن.. كتب هذه العبارة وكأنه يكتبها بدمه، وهو يتطلع إلى حروفها، وكأنها تنطق من أعماق روحه، تقترب الصورة محددة إلى ملامح وجهه وتتركز على عينيه لحظات، يبدو وحيدا يحتضن تلك اللافتة، عجز عاطفي صدر منه وأبعدها عنه بمجرد شعوره بأن من الممكن أن يراه أحد يحتضن لافتة.

نهض وتأكد من أن مستلزماته معه، خرج دون أن يراه أحد، ربما ستمنعه أمه أو والده لو عرفوا إلى أين ذاهب، يظهر في الطريق يمتعض وهو يرى أعداداً كبيرة من الناس بطوابير أمام الأماكن الترفيهية وكان عقله يوجه له سؤال؟ هل هؤلاء الناس لهم وطن وأنت لا؟.

ينتفض، يتمنى لو يصرخ بهم، يتخيل نفسه يهبط من الباص، ويقف أمام طابورهم الطويل ويرشدهم إلى اتباعه والتوجه للتحرير، بشعور لا ارادي يتوهم أنه اختنق بسبب تلك الصرخة.  يتعافى من ذاك المشهد، لا تزال اللافتة بيده، يرن هاتفه يظهر على شاشته: أمي الحبيبة. يتصارع في داخلة هل يجيبها ويكذب أم يتجاهل اتصالها ودون شك ستخاصمه لعدة أيام، كانت النتيجة تجاهله لاتصالها، وضع هاتفه بوضع صامت ووضعه في جيبه.

يصل إلى ساحة التحرير تظهر الجموع المتظاهرة والدخان الصادر عن القنابل المسيلة للدموع،

تظهر مشاهد التحرير، مجاميع طبية، لقطة تتركز على داخل خيمة وكأنه ينظر إليها بعينه يظهر فيها تهافت المسعفين على الجرحى، لحظات ويتحول ببصره نحو متبرعين يوزعون الكمامات، يتجاوزهم، تتطلع عينيه نحو الجسر، تعترض طريقه مجموعة من الشباب الهاتفين، يفقد تلك اللافتة، يسير معهم ويردد عباراتهم المطالبة بالوطن.

عندما يصل الجسر يبحث عن أصدقائه، تدور عيناه في المكان لا يجدهم، في تلك اللحظة تسقط دخانية على بعد أمتار يلتقطها بعض الشباب المتجمعون هناك يظهرون وهم يحاولون انتشالها بكل تفاصيل بأيديهم الملفوفة بقطع قماش أحدهم يحمل دلوا والبطانيات، وآخر الذي مسكها يرميها بهد أن أدى رقصة بسيطة.

نحو الجهة التي صدر منها حيث القوات متركزة، يصرخ أحدهم فيه لكي يضع كمامة، يبتسم يختار مكان بينهم وهو يرن على أصدقائه، يرى اتصالات كثيرة  كانت قد وردته لكنه بالكاد ميزها من الدخان الذي يحيط به جعلت من الرؤيا صعبة، يرن على أحد أصدقائه لا يصدر جواب.

يرن والده بتلك اللحظة، يتوتر قليلاً يرد وهو يستمع إلى صوت والده الذي يسأله عن مكان وجوده، يخبره بأنه خرج للتظاهر، يأتيه أمر والده بالعودة، يحاججه بأن يذهب ولا يصحبه، يسمع كلمات متقطعة من والده وهو يتحرك يمينا ويساراً أثر هجوم بالقنابل متتالية، إحداها كانت: المكان خطر، أنت لا تزال شابا.

يشعر بحرارة بإحدى ساقيه يسقط منه هاتفه لا يعرف لما خارت قوى يده، يرى كثيرين يتجمعون نحوه، تركن تكتك قربه وأيدٍ كثيرة تحاول حمله دفعة واحدة، يفقد الرؤيا لبعض الوقت، يسمع الأصوات، تتشوش لديه الرؤيا قليلاً، يحس بالأيادي ترفعه يضعونه في تكتك يسمع الكلام ولكنه لا يقوى على النطق، الألم يداهمه ويشعر وكأن الحرارة تزداد في قدمه.

يقف التكتك، يحاولون انزاله منه، وتحكم الصدفة بنفس المفرزة الطبية التي وقف عندها يفتح عينيه يلمح طفلاً يرفع لافتة مكتوب عليها: نريد وطن، إنها ذاتها اللافتة التي جاء بها اليوم لم تفقد حماسها.

العراق
قصة
الشباب
الوطن
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    مداراة الناس تعزز الإنسانية

    النشر : الخميس 18 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الكوارث لا تحدث عن طريق الصدفة

    النشر : الثلاثاء 30 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    لأقعدنَّ على الفيس وأشتكي!

    النشر : الأثنين 10 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    قراءة في كتاب: إحياء عاشوراء

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    السيدة زينب الكبرى.. مَليكة الدنيا

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الاختبارات التي تحدد شدة وفعالية الداء الكبدي

    النشر : الأثنين 29 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 533 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 392 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 384 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 373 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 371 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1375 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1184 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1118 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 824 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 658 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 24 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 24 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 24 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة