في زمن كثرت فيه مشاغلنا وتزاحمت فيه أفكارنا، كثر مكوثنا وقل نومنا فأصبحنا نوقظ أنفسنا بقسوة ضجيج صفارة إنذار حريق أو ضربات سيخ نحاسي أو قرع أجراس مباشرة وبالقرب من رؤسننا ولا بد لنا من الاختيار فهذه هي الأصوات المتاحة..
لكن مجرد التفكير في هذه الضجة عند كل صباح كفيل بأن يسبب لك ازعاجا طوال اليوم ومع ذلك يوجد بالفعل أشخاص يستيقظون كل صباح على أصوات شبيهة بهذه الأصوات يطلقون عليها اسم المنبه.
عندما نقف عند اسم المنبه نلحظ انه يشير إلى الحذر أو المباغتة أو الصدمة أو التخويف فلماذا نقوم باستعماله لإفزاعنا ونحن نائمين ولماذا نستعمله لحثنا على الاستيقاظ من نوم هادئ وأحلام هانئة رغما عنا!.
تعتقد الكثير من الثقافات أن الروح تترك الجسد وتسافر بعيدا عندما ننام لذا فمن المهم إيقاظ النائم بلطف لكي تنتبه روحه وتعود إليه بسلام، لذا اعتبرت عندهم مسألة حياة أو موت لوجود خيط رفيع بين النائم وروحه الهائمة في الليل لذلك فإن إيقاظ الشخص بشكل مفاجئ قد يقطع هذا الخيط ويمنع الروح من العودة إلى الجسد.
وعلى الرغم من أننا نستيقظ مفزوعين كل يوم ولا نموت لكن هذا ليس سببا منطقيا لرفض تجارب الحضارات المختلفة التي اتفقت على هذا المبدأ رغم المسافات التي بيننا وبينها وهذا الأمر يجعلنا نفكر بأنه من الواضح بأن هناك شيء ما يضيع عندما نصحو فجأة فما هو يا ترى؟!
إنه الحلم، الامتداد للحياة التي نعيشها في عالم الأحلام الغامض فعندما ننام يبدو كأننا ندخل في عالم آخر نرى فيه أشخاص وأماكن وأشياء نتمناها أو نخافها لكن عندما نصحو مذعورين فإن عالم الأحلام بقسميه المخيف والمفرح يقطع فجأة فنستيقظ وننسى الحلم وينقطع الخيط الرقيق بين الحلم والحقيقة ويبدو أن هذا ما يسبب إزعاجنا عندما نصحو فجأة على أصوات المنبهات.
وما زال الباحثون يدرسون مخاطر الاستيقاظ بذعر والذي يبدو أنه يسبب أعراضا واضحة مثل تسارع ضربات القلب والتعرق الشديد واحتمال الاغماء بسبب عدم توازن ضغط الدم في الجسم بالإضافة إلى الصداع.
ولعل السؤال الذي يدور في أذهاننا الآن هو كيف نستيقظ بهدوء؟؟
هنالك العديد من الوسائل الحديثة التي بدأت شعبيتها تزداد بين الناس والهدف منها تحضير الدماغ والجسم للاستيقاظ تدريجيا مثل ساعة الضوء التي تحاكي الطبيعة حيث تعتمد على مبدأ الشمس التي ترتفع تدريجيا في السماء فتبث الدفء والاطمئنان والإحساس بالحاجة إلى الاستيقاظ عند كل الكائنات، حيث تبدأ الساعة بالتوهج تدريجيا حتى يصبح ضوؤها قويا فتستجيب خلايا الدماغ العصبية المرتبطة بالعيون وتعطي الجسم تحذيرا بأن وقت الاستيقاظ قد حان وبعض الساعات تبث رائحة بخور طبيعية تنبه حاسة الشم وتوقظك بطريقة هادئة ومحببة. بعض الأشخاص يفضلون أن يوقظهم الأطفال، أما أحدث منبه فهو الاعتماد على الساعة البيولوجية الخاصة بنا فإذا اعتدنا النوم في ساعة محددة والاستيقاظ في ساعة محددة فلن تخذلنا ساعتنا البيولوجية أبداً إلا إذا بدأنا تغيير أنماط نومنا فستغير الساعة توقيتها حسب المعطيات الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك هنالك طريقة أخرى للاستيقاظ وهي شرب كوب من الماء قبل النوم لابد أن هذا سيجعلنا نستيقظ لأننا بحاجة للذهاب إلى الحمام في الصباح، وتبقى أفضل طريقة للتخلص من الاستيقاظ المزعج في الصباح هي النوم المبكر.
اضافةتعليق
التعليقات