ودّعت الشمس سمائي وبدأ الغروب يلوح في الأفق، ونشر الليل برقعا اسودا غطّى محاسن الطبيعة الخضراء، وبدأ يسلبها نسمات الهواء، اظلّمت السماء وارتدت عباءة من السحب فوق ذلك البرقع حيث لا نجوم ولا قمر يضيء ليلة شديدة الحر من شهر آب، اعتدت ان ألملم اشيائي قبل الغروب واصعد الى سطح الدار وانظر الى منظر غروب الشمس الذي يشعرني بالحزن على ايام عمري التي تمضي دونما تغيير، فتيار الكهرباء المنقطع واعذار اصحاب (المولدات) باتت سببا في مرارة عيش العراقيين.
ايام الصيف الحار تمر بثقل الجبال، ارّش ارضية السطح بالماء، علَّ نسمة هواء تمر وتعطّر المكان برائحة الطين، او تبرّد مضجعي الذي اصبح كقلبي يلتهب نارا على حالي وحال العراقيين الذين يحكمونهم طواغيت لا يعرفون الرحمة.
عيناي تحدق بالسماء بينما جسدي ممتد على سرير اشبه ما يكون بتابوت، لا استطيع النوم فالجو شديد الحر، امضي الليل اتقلّب على نار هادئة... حتى بزوغ الفجر، يتنفس الصبح بنسمات من الهواء العذب، فتمر على جسدي الذي بدا كأرض تيبّست من قلّة المطر، وتداعب خصلات شعري المتناثرة على الوسادة، اتنفس الصعداء واغمض عيني قليلا.... لأحلّق في احلامي عاليا، وحده الحلم يشعرني بالسعادة!! حيث الناس بأمان متحابين لا قتل ولا انفجارات... ولافقر ولا تهجير... ولا سرقة ولا تهميش... الجميع يعيشون سواسية، حلم كنسمات الفجر العذبة ولكن سرعان ما اصحو من الحلم!!! مع اول علامة من علامات الصباح حيث الشمس تشقّ كبد السماء وتخرج من بين اضلاعها.
اصوات الصفير تتعالى وصراخ وقرع بصوت عالٍ يجبر الجميع على النهوض باكرا، فبالإضافة الى شدة الحر في صيف العراق الحارق، وارتفاع درجات الحرارة الى اكثر من 50 درجة مئوية، وبعد انقطاع التيار الكهربائي المستمر واعذار صاحب (المولدة) التي باتت مألوفة للجميع، استسلم لمعاناتي ولحرارة الجو واصعد درجات سلم السطح واقرر ان انام على سطح الدار، واتحمّل حرارة العراء هربا من معاناتي مع الكهرباء، يأتي (مطيرجي) الحي ليوقظني من نومي فزعة بعد ان انتظرت نسمات الفجر طويلا...
اضافةتعليق
التعليقات