سباق محموم بين فرنسا ملكة الموضة والجمال في العالم والولايات المتحدة اكبر سوق عبر التاريخ وبينهما تزاحم ألمانيا وهي التي اقتحمت الأسواق بشركتين من كبري شركات إنتاج مستحضرات التجميل في العالم أما الكعكة فهي 300مليار دولار هي حجم مبيعات مستحضرات التجميل في القارات الست والرقم يتزايد سنويا وفي حين أن كل البضائع مرت بمراحل ركود إلا سوق التجميل لم يزرها الركود قط، فطالما هناك امرأة هناك مستحضرات التجميل فالعلاقة عضوية وتسويقية، والمحصلة طبيعية امرأة جميلة في عيون الحبيب.. وأرقام في البنوك تحصدها شركات الإنتاج العالمية.
يقول خبراء الاقتصاد إن مستحضرات التجميل ومواد العناية الصحية تعد من المنتجات الأعلي مبيعاً علي صعيد العالم، وتنافس حجم تجارة السلاح وربما النفط أيضا، فهي التجارة الوحيدة التي وحدت النساء من كل الطبقات ومن كل الجنسيات والمذاهب والألوان، هل ثمة امرأة لاتحتاج إلي مستحضرات التجميل؟!
تشير الإحصاءات أن سوق أمريكا وأوروبا الشرقية والغربية هي الأكثر رواجا في العالم، حيث وصل حجم سوق مستحضرات التجميل فيها إلي219 مليار دولار خلال العام 2008م، وبزيادة قدرها 5% عن العام السابق رغم الأزمة العالمية الطاحنة، ورغم صراع الديكة بين بنوك أمريكا الكبري، ورغم كل مايتردد عن عودة المرأة إلي الطبيعة والاستعانة بالأعشاب في التجميل فقد اتضح أن سوق المستحضرات الصناعية تنمو وتترعرع بل وتفتح أسواقا جديدة ففي أفريقيا ارتفعت مبيعات المستحضرات الأصلية من 6مليارات دولار عام 2005 إلي 11مليارا في العام 2009 غير مبيعات المستحضرات غير الأصلية التي لايعرف احد قيمتها فهي تصنع "تحت السلم" في تايوان وهونج كونج وغيرهما من مدن آسيا الشهيرة في تزوير المنتجات العالمية.
وتوقع تقرير لشركة "يورو مونيتور" للأبحاث أن ترتفع مبيعات مستحضرات التجميل إلى أرقام فلكية في الأعوام الخمسة القادمة لسببين: الأول هو ارتفاع الوعي بالجمال في العالم من خلال ثورة الاتصال التي أدخلت المعلومة إلي غرفة نوم الإنسان فمن خلال الريموت يتنقل بين القارات في ثوان، وهذا الارتفاع في الوعي يترتب عليه حمي استهلاكية غير محدودة، أما السبب الثاني فهو أن الشركات الكبري المصنعة لمستحضرات التجميل تخطط لإضافة أنواع جديدة من المستحضرات التي تتماشى مع الموضات والصراعات الجديدة في أوروبا والعالم، باعتبار أن الموضة تنتج في أوروبا ثم تنتشر حول العالم، وهناك الآن تجارب تتم على مستهلكين للتوصل إلى موضات يتم تصنيعها ومنها منتجات العناية بالشعر والبشرة ومنتجات الزيوت العطرية وغيرها من المنتجات الصحية، ويتم التخطيط لجذب عدد من نجمات السينما العالمية لترويج وتسويق هذه المستحضرات ويصل اجر الفنانة من وزن شارون أستون أو انجيلينا جولي إلى 40مليون دولار في الإعلان الواحد،وتخصص شركات المساحيق مبالغ ضخمة للإنفاق على الدعاية وتصل إلى مليارات الدولارات شهريا وهي مبالغ عادية وبسيطة مقارنة بما تحصده من أرباح فضلا عن قانون المنافسة الشرس الذي يفرض على الشركات اتباع كل الأساليب للوصول إلى مشتر عبر البحار.
السوق العربية مستهلك كبير
ومن الأسواق الواعدة لمستحضرات التجميل السوق العربية وتحديدا في منطقة الخليج حيث ارتفع الوعي وزادت رقعة حرية المرأة وباتت تخرج إلي الأسواق وتصطدم بماركات عالمية، الأمر الذي انعكس ايجابيا على مؤشر المبيعات، وحسب إحصاء لمجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي فإن الوطن العربي يشتري مستحضرات تجميل أصلية ب3 مليارات دولار سنويا وقد ارتفع حجم المبيعات بنسبة 12 %خلال العقد الأخير، وهناك حالة رواج لمستحضرات التجميل والعطور، وتشير دراسة اجتماعية إلي أن المستهلك الخليجي "امرأة أو رجل" يميل إلي شراء المستحضرات بكميات لكي يتعرف عليها ثم يختار مايناسبه ويصبح زبونا دائما، لذلك تعمدت الشركات العالمية توزيع عينات من منتجاتها كهدايا، لاسيما في المناسبات الوطنية والأعياد، وتشير الدراسة إلى أن الرجال العرب صاروا ينافسون النساء في حجم إقبالهم على شراء مستحضرات العناية الشخصية والتي صارت تلقي رواجا بعد أن أنتجت الشركات العالمية منتجات تناسب الأجواء الحارة في المنطقة العربية.
وتعتبر منطقة المغرب العربي الأقل إقبالا علي مستحضرات التجميل ربما لأسباب اقتصادية، في حين أن بلاد الشام"سوريا ولبنان وفلسطين" الأكثر إقبالا علي المنتجات الفرنسية والألمانية، ولمعظم الشركات الكبري وكلاء في بلاد الشام بعكس العراق التي ظلت 13عاما تحت الحصار لم تدخلها إلا المواد المنتجة تحت السلم في تايوان وهونج كونج، وكانت تأتي مهربة فقد اعتبرتها قوات التحالف من المواد مزدوجة الاستعمال أي يمكن استعمالها في إنتاج الأسلحة، وبعد الغزو في عام 2003دخلت الشركات العالمية لاسيما الأمريكية والأوروبية إلي أسواق العراق الواعدة، فالعراقيون (من الجنسين) من اكبر مستهلكي مستحضرات التجميل، لكن غير معروف حتى الآن حجم استهلاك العراقيين من العطور ومستحضرات التجميل فهم أصلا لايعرفون حاليا بكم يصدرون النفط سنويا.
ولايختلف الحال في الأردن،فالمرأة الأردنية مثلا تقتطع من دخلها الشهري 20% في المتوسط للإنفاق علي مستحضرات التجميل، مستوردات الأردن السنوية من مستحضرات التجميل تقدر ب 55 مليون دينار سنويا.
ذكر تقرير صادر عن الإدارة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر أن المصريين يستوردون مستحضرات التجميل بما يتراوح بين 400الي 600مليار دولار سنويا مايعني أن المتوسط 500مليون دولار وهو ثمن إجمالي إنفاق المصريين على مايسمى بالسلع الاستفزازية حسب تقرير نشرته "الأهرام".
ويقول تقرير آخر نشرته "الشرق الأوسط" اللندنية إن المصريين ينفقون ما يقارب ال70 مليون دولار شهريا على مستحضرات التجميل، رغم أن الدراسات أكدت أن 60 % منها من إنتاج معامل صغيرة غير مرخصة وتعمل في الخفاء.
مخاوف وتحذيرات طبية
ويجوز القول إن أدوات التجميل أو بعضها مؤذ ويؤدي إلي مشاكل ومضاعفات وهناك مساحيق مثل صبغات الشعر وكريمات البشرة تقف في قفص الاتهام بأنها المسبب الرئيسي للكثير من أنواع الحساسية، كما أكد الأطباء أن بعض مستحضرات التجميل تؤدي إلي تساقط الشعر وربما إلي أنواع السرطان والالتهابات الجلدية. ويؤكد أطباء آخرون أن أغلب مستحضرات التجميل تحتوي على مواد كيميائية حارقة، فالأهداب الاصطناعية مثلاً، والماسكارا تحتوي علي أملاح النيكل، وفي بعض الأحيان تصنع من المطاط الاصطناعي، وكلتا المادتين تسبب التهاباً في الجفون وتساقطاً للأهداب، وأظهرت اختبارات بحثية أجريت في الولايات المتحدة، وجود مواد كيميائية مؤذية في بعض مستحضرات التجميل، مثل بخاخات الشعر والعطور ومزيلات العرق.
العراق يتصدر العرب باستيراد مواد التجميل والعطور من البرازيل
وفي هذا السياق، أكدت الغرفة التجارية العربية البرازيلية، الاحد، أن العراق تصدر قائمة الدول العربية التي تستورد منتجات العناية الشخصية والتجميل والعطور من البرازيل خلال العام الماضي.
وذكر بيان للغرفة تابعته السومرية نيوز، ان "الأمين العام والرئيس التنفيذي للغرفة ميشيل حلبي قال إن العراق تصدرت قائمة الدول العربية التي تستورد منتجات العناية الشخصية والتجميل والعطور من البرازيل خلال العام الماضي، في حين جاءت الإمارات العربية والسعودية بالمركز الثاني والثالث في القائمة".
واضاف حلبي ان "مبيعات تلك المنتجات للدول العربية بلغت 17.21 مليون دولار خلال عام 2017، بزيادة بنحو 12.5% عن معدلات العام السابق له"، مبينا أن "معرض عالم الجمال في الشرق الأوسط 2018، والذي سيعقد بمركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 8 إلى 10 ايار الجاري، سيشهد مشاركة 48 شركة برازيلية".
وتابع حلبي ان "الشركات البرازيلية تشارك سنوياً في هذا المعرض التجاري الرائد، نظراً للإقبال الواسع على المنتجات البرازيلية المبتكرة من قبل المشترين من العالم العربي، الأمر الذي يدفعنا إلى أن نمضي قدماً لتعزيز هذه الصناعة".
يذكر ان العراق يستورد معظم السلع والخدمات من الخارج بعد توقف شبه تام للمعامل والمصانع الحكومية، فضلا عن تدهور الحرف الصناعية للقطاع الخاص فيه.
اضافةتعليق
التعليقات