هناك نسخة من نفسك أطلِق العنان لإبداعها، أبدا لاتستسلم فلاشيء اجمل من ابتسامة الثغر التي تكافح من اجل الظهور في غياهب الدموع، أطلِق العنان لمخيلتك وكن شجرة فما ضرك لو زارك الحظ على هيئة مطر فما يجرحك بالماضي لن يعود مرة اخرى إلا ان سمحت له بذلك، لاتؤذِ قلبك وثق لاسند لك في عز هشاشتك ولحظات انكسارك سواه ولاتتعمق كثيرا في ظل الاحداث لمحاولة فهم مايحدث وإلا غرقت في بحر من الاحاديث وربما لاتجد السبيل ابدا.
ومابين النوم واليقظة تشترك الاحلام فعند كل شخص هناك سر دفين لايستطيع بوحه سوى لنفسه ولايجد متسعا او ملاذا سوى حلم نوم او حلم يقظة.
والحلم هو سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم, او على شكل انقطاع الاتصال الخارجي اثناء اليقظة وتختلف في مدى تماسكها ومنطقيتها وتأثيرها، وتوجد كثير من النظريات التي تفسر حدوث الأحلام، فيقول سيجموند فرويد (أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون أشباعها صعبا في الواقع) ففي الأحلام يرى الفرد كل مايستهويه او امنيات تحَـت ظل القلب قد تحققت في صورة حدث أو موقف او سلسلة اشبه بمسلسل مكون من شخصيات ذاتها، نحن احيانا نجعل انفسنا ابطال لذلك المسلسل القصير وحلقاته التي لاتتعدى كونها ساعات النوم او ثواني اثناء اليقظة.
وربما تلك الاحلام تكون إزاء التفكير في هذه الامور. واتجه بعض العلماء لتفسير ظاهرة الاحلام على انها صراع بين الشعور واللاشعور وكل شخص لديه صراع نفسي قائم لكبت تلك المشاعر ويكون الحلم هو الحل الوسط للتوفيق بين هذه الرغبات.
ويرى العالم (كارل يونغ) أن الحلم ليس فقط استباقاً لما قد يحدث في المستقبل ولكنه ناتج عن نشاطات اللاوعي، وهو يرى أن الأحلام تقدم حلولاً لمشكلات الشخص في محاولةٍ لإعادة التوازن إلى الشخصية.
وقد اكدت دراسة نفسية لجامعة (روتجيرز) (ان طبيعة النفس البشرية تلجأ بوعي منها او بدون وعي الى زيادة الرغبة في النوم كل ما كان الانسان يشعر بالوحدة او الملل) وهذا مايحدث فعلا فنجد انفسنا في حرب طاحنة تجوب بنا مابين الحاضر والماضي وتتعدى لتطرح علينا احداث المستقبل وما ان ينقطع شريط الاحلام حتى نجد انفسنا نتساءل عن حقيقة هذه المشاهدات ومدى تطبيقها على الواقع..
ولكن حتى العلماء وذوي الاختصاص نجد نظراتهم العلمية مختلفة في تفسير مشاهدات الانسان في المنام، فمنهم من حاول حصرها في البعد النفسي.
وكان للمتنبؤون نظرة اخرى فتجدهم يقولون (اخبرنا بأحلامك نخبرك بمستقبلك) ويختلف ذلك من وجهة نظر اطباء النفس فهم يجدون الاحلام هي الطريق الاول لتشخيص المريض ولكن كل ذلك لايقدم لنا الاجابة عما نبحث عنه فنحن في النهاية مايهمنا هو النظرة الاسلامية لهذا الموضوع.
فقد ذكر عن الرسول محمد (صلى الله عليه واله) (الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله، وتحزين من الشيطان، والذي يحدث في الانسان نفسه فيراه في منامه) (1).
وكذلك ذكر عن الرسول (صلى الله عليه واله) (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان) (2).
كيف نجعل رؤانا صادقة؟
وقد يسأل البعض عن إمكانية التوفيق لرؤية الرؤى الصالحة ويقول: هل هناك طرق او سنن خاصة يتمكن الشخص من اتباعها حتى تصبح منامات الإنسان ورؤاه صالحة، أم أنها خارجة عن إرادته بالمرَّة.
في الجواب لابد أن نقول، إن قسما من الرؤى تكون خارجة عن إرادة الإنسان ولا يمكن التحكم فيها مطلقا، لكن هناك مجموعة من السنن تمكِّن الإنسان من توفير الشروط المناسبة لرؤية الرؤى الصادقة القابلة للتعبير، منها:
1. أن ينام الإنسان وهو على طهارة، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): "لا ينام المسلم وهو جنب ولا ينام إلا على طهور" (3).
2. أن يسبِّح الإنسان تسبيح الزهراء (عليها السَّلام) قبل النوم، وكيفية تسبيحها (عليها السَّلام) هو التكبير أربعا وثلاثون مرة، ثم التحميد ثلاثاً وثلاثون مرة، ثم التسبيح ثلاثاً وثلاثون مرة.
3. أن يستعيذ النائم بالله عَزَّ وجَلَّ من الشيطان الرجيم ويذكر الله جل جلاله قبل النوم ويكثف الدعاء..
((اللهم اني اعوذ بك من سيء الاحلام واستجيرك من تلاعب الشيطان في اليقظة والمنام، اللهم اني اسألك رؤيا صادقة ونافعة حافظة غير منسية)).
ولكن في النهاية تبقى هناك اقسام للرؤيا او الاحلام وهي الملجأ الذي يريح النفس او الرسائل المبعوثة من الله للأنسان إما على هيئة شهب مملوءة بالفرح او حزن بسيط سيخرجه من هم كبير..
اضافةتعليق
التعليقات