اننا جميعاً لدينا احلام والاحلام هي الاشياء التي نريد انجازها وتحقيقها او نريد الحصول عليها والصورة التي نرسمها في مخيلتنا لحياتنا ولكي نحول هذه الاحلام الى واقع فلا بد من صياغتها في شكل اهداف واقعية.
والهدف هو عبارة عن طريق لتحديد اتجاهك وهو النقطة القادمة التي تحددها وانت لاتزال تخطو الخطوة الحالية، فهو يقودك ويوجهك في مسعاك نحو النجاح ولايهم حجم ومدى الاهداف فقد تكون صغيرة او كبيرة فالمهم ان تفصلها وتخططها وبدون تحديد اهداف ستمنى نفسك بالاماني فقط!.
وان عزمك على تحقيق اهدافك لن يثيرك ويشجعك فقط بل سيجعلك ايضاً دائم التركيز والثبات على طريقك.
ان غالبا ما يقول البعض "ان هدفي هو ان اكون سعيداً" "ان عيش بصحة جيدة" "ان احقق ثروة طائلة".
هذه تعميمات شاملة عن المكان الذي يحلمون بالوصول اليه او الطريقة التي يريدون ان يعيشون فيها وما يرغبون في امتلاكه!.
هذه في الحقيقة ليست اهداف انما هي رغبات وتطلعات، علينا ان نفرق بين الاحلام والاهداف والرغبات، لكي يمكنك ان تترجم احلامك الى اهداف ثم الى واقع.
مثلاً بدل ان تقول اريد ان استقل مالياً عليك ان تقول اريد ان اقضي ديوني واستثمر ٥٠٠٠ دولار بنهاية عام ٢٠١٧.
وبدل ان تقول اريد ان أؤلف كتاباً عليك ان تقول اريد ان اعد ملخصاً شاملاً عن قصتي التي اود تأليفها عن حق الطفولة في وقت محدد لتقديمها الى رابطة الكتاب للنظر على ان ابدأ ذلك في فصل الشتاء.
ان وضعك للأهداف يمدك بفائدتين: اولا يعطيك شعوراً بالسيطرة والفاعلية وثانياً يمدك بنقاط انتقال ومعالم اهتداء تنير طريقك وهو امر سهل جدا.
لكنك اذا بقيت تتحدث عن احلامك واهدافك دون تحديد وقت معين لها ستصاب بعارض التسويف الذي يجعلك واقفا في مكانك يحبسك الخوف من الفشل في ادراك ماتتمناه او الخوف من تحقيق ماتتطلع اليه بالفعل.
وان كل الاهداف تشترك في خمسة معايير وهي :-
١-هل هدفك محدد وواضح؟! لكي تجعل امنيتك محددة عليك ان توضح بدقة ما الذي تعنيه وأن تبين بالضبط ماالذي تطمح الى تحقيقه.
٢- هل هدفك قابل للقياس؟
والمعيار الثاني هو ان يكون هدفك قابلاً للقياس فلا بد ان تكون قادراً على احصاء او رصد النتائج بطريقة ما.
٣- هل هدفك قابل للتحقيق؟! عليك ان تحدد هدف قابل للتحقيق طبقاً لقدراتك وصفاتك الشخصية فيجب ان تسأل نفسك هل يمكنك تحقيق هذا الهدف طبقاً لهيئتك الخارجية وصفاتك الشخصية وما فيك من اوجه تميز ونقاط عجز!.
٤-هل يتسم هدفك بالواقعية؟! هل ترى ان هدفك معقول ومقبول؟ هناك خط دقيق يفصل بين تحقيقك لأكبر الاحلام ومطاولتك للنجوم وبين ضياع حلمك في الواقع وافضل طريقة لمعرفة مدى واقعية هدفك هي ان تلاحظ كيفية عرضك لهذا الهدف على نفسك وعلى الآخرين فلو وجدت انك تتخذ موقف المدافع عن هدفك فمن المحتمل ان يكون هدفك مفتقداً الواقعية!.
ويستطيع بعض الناس تحدي الواقع وتحويل ما يبدو غير واقعي الى حقيقة ملموسة وهذه حالة استثنائية.
٥-هل حددت وقتاً معيناً لانجاز هدفك؟! واما الشرط الخامس فهو ان تربط هدفك باطار زمني محدد فلا بد ان يكون لكل هدف تاريخ محدد للإنتهاء منه فاذا لم يتم تعيين تاريخاً محدداً فإن الهدف سيتحول الى مجرد رغبة مؤجلة الى اجل غير مسمى ومقيدة بقيد التسويف.
وتحول التواريخ محددة النوايا والرغبات الى واقع محدد بوقت فهي تعين الاطار الزمني لتحقيق الهدف وتحول دون تلاشيه ونسيانه للأبد، وعليك ان تعلم انك تحتاج الى مراجعة التاريخ النهائي المحدد لو تطلبت الضرورة ذلك فلو لم تستطع تحقيق هدفك في التاريخ الذي حددته فهذا لا يعني فشله فإن الفشل يعني ان لا تعطي نفسك المرونة في تغيير وتنقيح ومراجعة اهدافك عندما يتطلب الامر ذلك.
واخيرا ان احلامنا تعيش في عقولنا اما الاهداف فهي امور واقعية والاحلام تمنحنا الامل اما الاهداف فتعطينا النتائج، كما ان الاحلام ترسم لنا غداً مشرقاً اما الاهداف فهي تمدنا بالانجازات الملموسة في حاضرنا الذي نحياه ورغم ان كليهما مهم فإن الاهداف هي التي تدفع بخطاك الى حيز التنفيذ، فهل انت مستعد للبدء في تحويل أحلامك الى حقيقة .
اضافةتعليق
التعليقات