استيقضت اليوم وشيء ما يكاد ينفجر بداخلي، قوة النبض تجعل تدفق الدم غزيرا الى عروقي
فمن كل نواحي جسدي يلحظُ نبضا..!
ابعدت الغطاء عني ورحت اشرب كوباً من الماء البارد عله يبدد الثقل الذي يجشو على صدري، فاستمعت صوتا من غرفة الضيوف يسحبني نحوه، كان صوت الاذان لكن اليوم كان الصوت مختلفاً
رمقت التلفاز فداهمتني صورة القبة الحسينية !
تطافرت من عيني الدموع واعادتني الى الليلة الماضية حيث بتُ مُسهداً ووالهـاً على كربلاء !
كربلاء التي لم اراها يوما ولم اطلب زيارتها لكنها طلبتني، لما استمعت لصوت المذيع يستلم النداءات والسلامات المتهادرة التائقة من المتصلين، وجدتني عندها ضيعت عمري بعيدا عن رحب عطره ورحمته، رحت اتوسل بأمي، افزعها منظري وطلبي المفاجئ، فطلبت مني ان أصبر حتى الغد ويعود ابي من عمله ويأخذني، فصرت اقبل اقدامها دون وعي وابكي.
يخاطبها قلبي على لساني: لماذا ادفع ضريبة تهجيركم خارج العراق واتجرع الغربة اللاذعة، واعود فأحرم من زيارته بحجة الوضع الامني المتأزم، ترحلون اليه فتتركوني لاجل الدراسة مرة والحفاظ على حياتي مرات اخرى".
اليوم ما عدت اطيق صبراً عن البعد يا امي، لا مستقبلي ولا حياتي تعني لي شيئاً، خذيني اليه، ما كان من امي الا ان وافقت بعد ان اتصلت بأبي، رحت اجهز نفسي بلحظات سريعة كأنها حلم، خشيت ان ينقضي واصحو لأعود لواقع مضني، ركبت السيارة مع امي، جلست بجانب النافذة اتطلع لرؤية قبته، انتظرت ان المحها طوال الـ3 ساعات من الطريق، ولما صرنا في كربلاء وعلى مقربة منه، لمحت قبة يعانق السماء بريقها الذهبي، على بعد شارعين من مرور السيارات.
فطلبت من السائق ان ينزلني فلا احتمل ما تبقى من دقائق تفصلني عن لقائه، نزلت من السيارة انا وامي، اذهلتني روحانية المنظر فركضت نحوها، وانقطعت الصورة .
آخر ما استمعت اليه كان صوت امي وهي تصرخ: زييييييييينب انتبهي!
أجل وددت ان ازور ضريحه فزارني بكله في قبري!
لاينبغي ترك زيارة الحسين (ع) لأي عذر او سبب وعلى كل فرد ان يبذل قصارى جهده حتى لاينقطع عنه وعن زيارته وبأي عمر كان، لان حكمها يصل مرحلة الوجوب فكما جاء بالرواية عن ام سعيد الاحمسية عن ابي عبد الله (ع) قالت: قال لي: يا ام سعيد تزورين قبر الحسين قالت نعم، فقال لي زوريه فإن زيارة الحسين (ع) واجبة على الرجال والنساء".
كما فيها من البركة التي تعود عليه في الدنيا والآخرة حيث ان اوقات زوار الحسين لا تحسب من آجالهم وان زيارته هي اداء لحق رسول الرحمة وآل بيته وتأتي ضمن مصاديق مودتهم، ناهيك عن استغفار الملائكة لمن قصده وتشيعه لداره، وعناية الحسين (ع) التي تحيطه حتى وفاته فيقول: "من زارني زرته ولو كان في النار اخرجته".
اضافةتعليق
التعليقات