ظلام دامس، انفاس مبعثرة، عينان تبحلقان بالمجهول ومس من العزلة يطاردني!.
ابحث عن كلمات حقيقية تنبع من صميم الاهات لكن لا جدوى من بحثي الاخرس، فالبحث عن شيء يسكن النفس ذاتها لن نجده الا في خبايانا التي خبأناها تعمدا..
فحلو الحياة ومُرها يكمن في دهاليز الفكر النيّر وكيفما يكون ستكون الحياة لانه الركيزة الوحيدة المسيطرة على كل فعالياتنا في ارض الواقع.
الغريب في هذا الكون انه يحتاج الى نسبة عالية من التكتيك والتفهم لنكسب وده في مسير العمر باتقان، مثلا ان ضاعت روحك بالانشغال العملي او الفكري.. لا تبحث عنها خارجك بل اغرق في نفسك وانقذها من الموت المبكر، لان ضياع الراحة الشخصية يعتمد على الواقعية الفكرية والعاطفية فكلما ابتعد الانسان عن الواقع وتعمق في امور ثانوية وربما خيالية فانه بهذا الفعل يدحرج نفسه الى قاع الضمور والعدم.
ان الله تعالى من غير الممكن ان يبليّ الانسان بأمر يفوق قدرته في تحمله لانه بكل بساطة هو اقرب من حبل الوريد الينا واقرب من انفاسنا واقرب حتى من ارواحنا المتلوّنة بالغرابة، ان الله (جل جلاله) هو الاب الروحي والعقلي والذهني، وهو الحب والهيام والانطلاقة نحو الجمال والجدية، فعلا انه السعادة واللجوء الى الحُرية.
فالوقوع في مأساة تسحب البشر الى عُزلة منهم حاذق الغباء في الاستفزاز ويتمركز بها بيأس تام! ومنهم من يثور بشراسة تثير التعجب في اعين الغير ليبرهنوا انهم طراز خاص في نكساتهم الصفراوية، والعُزلة عندهم ما هي الا عُزلة وقتية يعتبرونها رحلة استجمام لاقتناء الافكار منها وعلى اساسها ينهضون كالفرسان في الحرب لمحاربة الاسى وفي النهاية يتبلور الهدف امامهم بصدر رحب على اراضيهم التي غطاها تراب البؤس والانعزال.
ان هذه القوة لم تأتِ من عدم هي اتت من قوة ربانية مرتكزة على قاعدة ايمانية عظيمة وهي ان الله من المحال ان يعطي للانسان امر يفوق طاقته في التحمل، لو ان الله فعل هذا لرأينا ان الحياة اصبحت عدما ولا يوجد من يقوم بشعائرها الحيّة.
ان اراد الانسان ان يكون نموذجيا ما عليه الا ان يكون مؤمنا بقدراته، ان يستخرجها من اعماقه، ان يبحر في افكاره ليستكشف الفكرة الميتة ويدفنها ليزرع فكرة اخرى مكانها ويغذيها جيدا ليقتطف ثمرة النجاح منها.
لتكون ذات معنى هذا ان تكون القائد الوحيد في قراراتك وتسلك مسالك واقعية في الحياة لتصل الى مبتغاك دون عكاز فبعض الاحيان ينكسر العكاز لتتدحرج الى نقطة الصفر، لذا الشخصية المستقلة في الوصول الى المبتغى يجب ان تكون حذرة جدا وتضع اكثر ثقتها في الذات فقط، فحتى ان طال الامد ستصل بمفردك دون طلب المساعدة من احد.
الضياع واللقاء شيئان نجدهما فينا في زوايا ارواحنا التي تكون صاخبة بالضجيج وربما بالهدوء الفضيع.
فاننا نقيض الافكار والمتضادين بين العقل والعاطفة واغلب الاحيان هذين العنصرين لا يتفقان سوية لان العنصر الثالث الذي يدعى بالانخراط الفكري والعاطفي غير واضح المغزى؛ وليكون واضح علينا بالتكتيك المناسب في ترتيب الافكار العقلية مع الافكار العاطفية وهذا ما لا يمكن حدوثه بسهولة، ربما يحتاج الامر وقت اطول مما نتوقع او يخطر على بالنا فلا يحتاج الناس الى فن المصارعة لمصارعة الحياة فهي لا تستحق كل هذا التذمر والمشقة ويجب اخذها بسلمية مطلقة، وكلما كان الانسان علاقته بالله وبنفسه قوية وصلبة جدا كان في احسن واوسع المراكز.
اضافةتعليق
التعليقات