لا تتوقف كلمة الإرهاب عند سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وانتهاك حقوق الآخرين فحسب، كل ما في حياتنا إرهاب، نحن نرهب كل من حولنا دون أن ندري، فحينما تخاطب شخص جاهل بلغة لا يفهمها ونتشدق بكلمات ذات معالي بليغة، لا يفقهها غير النخبة، فيتسمر المقابل ساكنا، يبحث عن إجابة ليرد بها ولا يعلم، فهذا إرهاب، وهو إرهاب اللغة..
حينما تنظر إلى عامل النظافة بازدراء، وتحترم الطبيب بينما أنت تزور الطبيب مرة كل شهر أو أكثر من ذلك بينما لا يمكنك أن تستغني عن عامل النظافة ليومين، فهذا إرهاب، حينما يخاف التلميذ من معلمه بدل أن يحترمه، وان يصمت على الخطأ بدل مناقشته لمعرفة الأصح فهو إرهاب، أن تعامل المرأة على أنها شيء هامش وان أقصى حقوقها حد المضاجع، فهو إرهاب بوجه آخر، أن يحترم الفاسد لأنه غني وذو جاه، وان يحتقر الإنسان الصالح لأنه فقير ولا يملك سوى قوت يومه، أن يتجبر الأقوياء على الضعفاء وان يهتك الدين باسم التقدم، فهو إرهاب بوجه آخر، أن تعيش في غياهب الجهل، دون أن تفصح عن نور الحقيقة خوفا من وجود نفسك خارج عملك فهو إرهاب، كل ما نعيشه من حولنا يرهبنا، أين يكمن سر التغير مما عليه سائر البشر ليصبحوا إنسانيين، بدل ان يرتطموا بجدار خوف الإرهاب..
إن مسمى الإرهاب وصناعته صناعة غريبة على المسلمين، أتت من خارج بلدانهم، لتجر المسلمين إلى متاهات معتمة، ومشكلات جمَّة تجلب لهم المشقة، فللإرهاب أثر يترك بصماته فإن لكل زرع حصادًا، والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا، ومن يحرث بمحاريث الطيش ويبذر الفتنة ويرويها بالعنف، سوف يتجرّع غصة الشوك في حلقه ويكتوي بناره.
وأن هزيمة التفكير الإرهابي وترسيخ مفهوم التسامح هو مسؤولية كل فرد لأن الإرهاب له هوية واحدة فقط لا غير وهي قتل القيم والإنسانية داخل المرء لتجرده من لغة الحب.
الحب، الذي يمحق كل مفاهيم الإرهاب بكل لغاته ومنغصاته فمن أحب الخير لغيره كما أحبه لنفسه زالت عنه مشقات الحياة وإرهابها فمتى يتحول هذا الكابوس إلى واقع يرتل السلام والتساوي، في حينها لن يكون هناك لغة ووجه جديد للإرهاب.
ولنذكر قول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم):
((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)).
اضافةتعليق
التعليقات