إن الوقت هو الحياة، فإن من ضيع وقته فقد ضيع حياته، وهناك كثير من الناس يستهينون بأوقاتهم ويضيعونها، فتمرّ أعمارهم ويرحلون عن الدنيا ولا أثر لهم يذكر، ولا تذكرهم صفحات التاريخ ولا يعود يذكرهم حتى الأحياء.
إن الوقت هو عمر الإنسان وحياته كلها، وإن الذين يدركون أهمية اوقاتهم هم أكثر الناس تضييعاً لها، لأنهم لا يعرفون قيمته، كما أن الذين لا يحسنون تنظيم أوقاتهم يخسرون الكثير الكثير منها، والكثير منا يعاني مشكلة عدم القدرة على تنظيم الوقت، وبالتالي نقع تحت ضغط كبير قد يفقدنا قدرتنا على التركيز وحسن التصرف، ولكن إذا كان لدينا حسن إدارة الوقت والتنظيم في الساعات وكان لنا جدول يومي لترتيب الأعمال فإن هذه المشكلة ستنحل ببساطة.
السعادة في تنظيم الوقت
تقول الدراسات الحديثة: إن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة ونافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة، فالسعادة مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال نافعة، فالإنسان عندما يعمل عملاً صالحاً من تعليم أو تعلّم أو قضاء حوائج الناس أو برّ الوالدين، فإنه يحس بالسعادة والراحة، فإذا أردت أن تشعر بالسعادة فتعلم كيف تستثمر وقتك.
هندسة الوقت والنجاح
الناجحون هم الذين يهندسون أوقاتهم وينتهزون الفرص فور ظهورها، وإن الفرق بين الناجحين في اغتنام الفرص والفاشلين ليس في أن الناجحين يجدون فرصاً، والفاشلين لا يجدونها، بل الفرق هو إن الناجحين أسرع من الفاشلين استعداداً لاقتناص الفرص.
لقد سئل أحد كبار الأثرياء من الذين يعملون في العقارات: كيف تنجح في السوق ويفشل غيرك فيه؟
فقال: أنا أدخل في السوق حينما يكون قد قرر غيري الدخول، ولذلك فإنني أحصد أنا النجاح ويحصد هو الفشل.
إن الناجحين هم الذين يقفزون على الفرصة حينما تأتي من دون تأخير، فعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "من فتح له باب خير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عنه".
وقال بعض الحكماء: لا تبحث عن الفرص البعيدة إلاّ بعد أن تنتهي تماماً من استغلال جميع الفرص بين يدك.
وقال الآخر: يمكنك تسلق سلم النجاح عبر الخطو بخطواتك الصغيرة درجة درجة على درجات الفرص، والرجال الأكثر نجاحاً لم يحققوا التميّز من خلال امتلاك المواهب النادرة أو الفرص التي أتيحت لهم بل من خلال تطويرهم للفرصة التي كانت في متناول أيديهم.
اضافةتعليق
التعليقات