عندما يتعلق الأمر بالتخلص من رائحة الفم الكريهة، يتخلى مستخدمو تيك توك عن غسول الفم ويستبدلونه بطريقة كشط اللسان. كما يُشيد خبراء صحة الفم على تطبيق تكتوك، مثل جويس كانغ، طبيبة أسنان من كاليفورنيا اشتهرت قبل بضع سنوات بعرضها الترويجي لطريقة كشط اللسان. ولكن هل لهذه الطريقة أي تأثير يُعتمد عليه على صحة الفم؟ أم أنها مجرد ممارسة مُرضية لكنها لا تُحدث فرقًا حقيقيًا على الصحة؟
بحثنا في تاريخ هذه الممارسة وتحدثنا مع أطباء أسنان لمعرفة ما إذا كانت هذه الممارسة مفيدة لتحسين صحة الفم ومكافحة رائحة الفم الكريهة.
- ما هو كشط اللسان؟
كشط اللسان، الذي يتضمن استخدام أداة - تُسمى مكشطة اللسان - لإزالة البكتيريا والخلايا الميتة والبقايا الأخرى بلطف من سطح اللسان – ليست طريقة مبتكرة. فقد استُخدمت هذه الممارسة لقرون في مناطق مُعينة من العالم، بما في ذلك الهند وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
"كشط اللسان، أو جيهوا نيريكشانا باللغة السنسكريتية، طقسٌ أيورفيدي أساسي يُمارس منذ آلاف السنين"، هذا ما قالته نيدهي بانديا، طبيبة أيورفيدية مقيمة في نيويورك ومؤلفة كتاب (جسمك يعرف بالفعل) لموقع SELF. توضح بانديا أنه وفقًا للنظام الهندي التقليدي للطب، يُعتبر اللسان "انعكاسًا لصحة الجهاز الهضمي، حيث يكشف لونه وملمسه وطبقته عن اختلالات كامنة".
يستخدم ممارسو الأيورفيدا كشط اللسان كوسيلة "للتخلص من تراكمات أما (Ama) التي تتراكم بين عشية وضحاها - والتي غالبًا ما تظهر كطبقة بيضاء على اللسان". لا تهدف هذه الممارسة إلى إنعاش الفم فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تحسين عملية الهضم وتعزيز إدراك التذوق، مما يمهد الطريق لصحة أفضل.
- هل فوائد كشط اللسان حقيقية؟
يقول ديفيد فاغنر، طبيب أسنان تجميلي معتمد، لموقع SELF إن كشط اللسان يعمل عن طريق رفع وإزالة التراكمات، والتي قد تبدو كطبقة بيضاء أو داكنة، من اللسان. عند إزالة هذه الطبقة، فإنك تزيل معها البكتيريا المسببة للرائحة.
يضيف الدكتور فاغنر أن اللسان مكان مليء بالجراثيم - يشبه إسفنجة حوض المطبخ عندما يتعلق الأمر بخزن الميكروبات. ويوضح: "بسبب ملمسه الخشن وحليماته، فإن الجزء الخلفي من اللسان يؤوي كمية كبيرة من البكتيريا". "يمكن أن تساهم هذه البكتيريا في رائحة الفم الكريهة ومشاكل صحة الفم إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح". في الواقع، تم تحديد تراكمات اللسان كأحد الأسباب الرئيسية لرائحة الفم الكريهة.
وفقًا للأبحاث، فإن إزالة هذه الطبقة أو الطبقة الخارجية من اللسان تُحدث فرقًا ملحوظًا في رائحة أنفاسك. يمكنك القيام بذلك باستخدام فرشاة أسنان، أو ببساطة مسح لسانك بأي شيء متوفر لديك. لذا، مع أن مكشطة اللسان ليست ضرورية تمامًا لإنجاز المهمة، إلا أنها أداة قد تساعدك على تحقيق هدفك النهائي المتمثل في لسان أنظف ونفس أفضل بسلاسة أكبر.
إلى جانب التخلص من رائحة الفم الكريهة، فإن إحدى فوائد كشط اللسان وفقًا للأيورفيدا، كما ذكر بانديا سابقًا، هي تحسين إدراك التذوق. الأبحاث حول هذا الموضوع شحيحة، لكن دراسة صغيرة أجريت عام 2004 تشير إلى أن كشط اللسان يمكن أن يُحسّن حاسة التذوق، مما يجعل أطعمتك الحلوة أو المالحة المفضلة أكثر لذة. ويضيف الدكتور فاغنر أن هذه الممارسة "قد تُعزز حساسية التذوق من خلال تنظيف براعم التذوق، مما يُحسّن الاستمتاع بنكهات الطعام".
- نصائح لتحقيق أقصى استفادة من عملية كشط اللسان:
للاستخدام الصحيح لمكشطة اللسان، يقول مارك لوفينبيرج، طبيب أسنان تجميلي معتمد، لموقع SELF: "قف أمام المرآة، وأمسك طرفي مكشطة اللسان بكلتا يديك، واسحب برفق بحركة واحدة نحو أعلى اللسان". ويضيف الدكتور فاغنر: "من الأفضل البدء من مؤخرة فمك، ثم سحب المكشطة برفق للأمام".
ثم، يوجه الدكتور فاغنر، بتكرار العملية من خمس إلى عشر مرات حتى تشعر بنظافة لسانك واختفاء أي أثر للبكتيريا عليه. بعد الانتهاء، اشطف فمك بالماء الدافئ. وأخيرًا، تأكد من تنظيف الأداة جيدًا. ويضيف: "اشطف المكشطة جيدًا بالماء واحفظها في مكان نظيف وجاف. يمكنك شطف مكشطة اللسان بين كل كشط حسب رغبتك، وذلك حسب كمية الأوساخ التي تتم إزالتها".
وفقًا للطب الأيورفيدي، يُعدّ الصباح أفضل وقت لممارسة كشط اللسان، إذ تميل البكتيريا إلى التراكم طوال الليل، كما يقول بانديا. ولكن قد يكون لهذا عيب واحد، خاصةً إذا كنتَ جديدًا على هذه الممارسة: يُشير فاغنر إلى أن "منطقة البلع يكون أكثر حساسية في الصباح لدى معظم الناس". إذا حدث ذلك، ينصح بالبدء ببطء أكثر حتى تعتاد على الأمر.
- كيفية شراء مكشطة لسان:
تتوفر العديد من مكشطة اللسان للاختيار من بينها. أفضل مكشطة لسان لك هي تلك التي تكون سهلة الاستخدام، ولا تسبب ألمًا، وسهلة التنظيف، وتناسب ميزانيتك. مع ذلك، تميل بعض المواد إلى أن تكون أكثر ملاءمة لهذه المهمة.
يقترح كل من الدكتور لوفينبيرج والدكتور فاغنر تجنب مكشطة اللسان البلاستيكية، فقد لا تكون متينة بما يكفي لإزالة الأوساخ بشكل كافٍ، ويصعب الحفاظ على نظافتها. ويشير الدكتور لوفينبيرج إلى أن "النحاس مادة رائعة لكشط اللسان"، مشيرًا إلى وجود بعض الأبحاث التي تشير إلى أن النحاس يتمتع بخصائص مضادة للميكروبات قد تساعد في تقليل مستويات البكتيريا في الفم. كما يُفضل الدكتور فاغنر مكشطة اللسان المصنوعة من النحاس والفولاذ المقاوم للصدأ، لأنها تتحمل الاستخدام، وهي "أسهل في التنظيف، مما يقلل من تراكم البكتيريا".
- هل هناك أي مخاطر لكشط اللسان؟
كشط اللسان سهل الإتقان، وهو خطوة سريعة تُدرج ضمن روتينك للعناية بصحة فمك. بشكل عام، يُعدّ آمنًا نسبيًا. مع ذلك، هناك أمور يجب مراعاتها عند ممارسة هذه العادة، فاللسان عضو حساس. يُشير الدكتور فاغنر إلى أن "الضغط المفرط أو الكشط بأداة حادة قد يُهيّج أو يُؤذي أنسجة اللسان الرقيقة". إذا شعرت بأي ألم أثناء الكشط، فهذه علامة على أنك تُبالغ في استخدام القوة أو أن الجهاز الذي تستخدمه غير مناسب لهذه المهمة.
يُضيف كلا طبيبي الأسنان أنه على الرغم من أن كشط اللسان قد يكون إضافة مفيدة محتملة لروتينك للعناية بصحة فمك، إلا أنه لا ينبغي أن يُغني عن أي خطوات أخرى - مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط - الضرورية للحفاظ على صحة فمك. ولكن، هل يُعجبك الشعور؟ لا ضرر من استخدامه كخطوة إضافية بسيطة لمكافحة رائحة الفم الكريهة والحفاظ على نظافة فمك وانتعاشه قدر الإمكان.
اضافةتعليق
التعليقات