بعد أيام من وقوع زلزال مدمرة بلغت قوته 7.7 درجة في البلدين سوريا وتركيا، وخلفت خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
ما زالت عمليات الإنقاذ والبحث عن الناجين تحت أنقاض المباني في تركيا وسوريا قائمة، وأشار الخبراء إلى أن معظم عمليات الإنقاذ تحدث في أول 24 ساعة بعد وقوع الكارثة. بعد ذلك، تنخفض فرص النجاة مع مرور كل يوم.
نقلت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» عن عدد من الخبراء قولهم إن هذه المدة قد تصل إلى أسبوع أو أكثر، لكن ذلك يعتمد على إصاباتهم وظروف الطقس ومكان وجودهم تحت الأنقاض.
وقال الدكتور جارون لي، خبير طب الطوارئ والكوارث في مستشفى ماساتشوستس العام: «من النادر عادة العثور على ناجين بعد اليوم الخامس إلى السابع من وقوع الزلازل، ومعظم فرق البحث والإنقاذ غالباً ما توقف جهودها بحلول ذلك الوقت. لكن، هناك العديد من القصص لأشخاص نجوا بعد مرور سبعة أيام من وجودهم تحت الأنقاض. هذه حالات نادرة جداً وغير عادية، للأسف».
لحظات تحبس الأنفاس لإنقاذ أطفال أحياء من تحت الأنقاض في سوريا.
تمكنت فرق البحث في ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا من إنقاذ شاب من تحت الأنقاض، بعد مضي 96 ساعة على حدوث الزلزال.
وأسفرت جهود البحث -فجر الجمعة- عن إنقاذ ألبير ساتشما (26 عاما) من تحت أنقاض مبنى منهار في قضاء دولقدير أوغلو، وجرى تسليمه إلى فرق الإسعاف لنقله إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج.
من جهته، قال الدكتور جورج تشيامباس، اختصاصي طب الطوارئ في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، إن الأشخاص الذين يعانون من إصابات رضحية، بما في ذلك إصابات السحق وبتر الأطراف، قد لا يتمكنون من الصمود لفترة طويلة. وتنتج إصابات السحق وبتر الأطراف عن عدم تمكن الدم من الوصول للأطراف بسبب الضغط المباشر والشديد للحطام والحجارة على الأنسجة الرخوة والجلد والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية.
ولفت تشيامباس إلى أنه «إذا لم يتم سحب أولئك الأشخاص خلال ساعة واحدة من تساقط الحطام عليهم، فهناك حقاً فرصة ضئيلة جداً لبقائهم على قيد الحياة».
بالإضافة إلى ذلك، فإن العالقين الذين يعانون من أمراض صحية تستلزم تناولهم أدوية معينة بانتظام يواجهون أيضاً فرصاً ضئيلة للبقاء تحت الأنقاض لفترة طويلة، وفقاً لتشيامباس.
أما الدكتور كريستوفر كولويل، اختصاصي طب الطوارئ بجامعة كاليفورنيا، فقد قال إن السن تلعب أيضاً دوراً كبيراً في هذا الشأن. وأوضح قائلاً: «في الكثير من الزلازل والكوارث السابقة، لاحظنا أن الناجين من تحت الأنقاض هم الأصغر سناً أو أولئك الذين كانوا محظوظين بما يكفي للعثور على جيب في وسط الأنقاض أو طريقة ما للوصول إلى الهواء والماء».
ويعد الوصول إلى الماء والهواء من العوامل الحاسمة لبقاء الأشخاص أحياء، إلى جانب الطقس. فقد عاق الطقس الشتوي جهود الإنقاذ في سوريا وتركيا، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
ويمكن أن تؤثر الحالة العقلية أيضاً على البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض. وأشار كولويل إلى أن الأشخاص المحاصرين بجوار الجثث، والذين ليس لديهم اتصال بالناجين الآخرين أو المنقذين، قد يفقدون الأمل.
إحصائيات عن عدد القتلى والمفقودين
ووفقا لأحدث البيانات الرسمية، فإن عدد قتلى الزلزال في تركيا ارتفع إلى أكثر من 18 ألفا و400، فيما تجاوز عدد المصابين 74 ألفا.
أما في سوريا، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 3507 في عموم البلاد، وبلغ عدد المصابين 7115.
ورغم أن العدد الأكبر من الضحايا سُجل في تركيا، فإن التحذيرات تتوالى من ارتفاع مطرد في عدد القتلى شمالي سوريا، وسط ضعف الإمكانات وقلة الموارد وتأخر وصول المساعدات الدولية اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ.
في غضون ذلك، دعا المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون النظام السوري إلى عدم عرقلة إمدادات الإغاثة للمتضررين من الزلزال في المناطق الخارجة عن سيطرته.
كما دعت وزارة الخارجية الأميركية النظام السوري للسماح بمرور المساعدات من خلال جميع المعابر الحدودية على الفور، وقالت إنه لا تزال هناك عقبات يجب تجاوزها في سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية، لكنها أكدت أن العقوبات الدولية ليست من بينها.
أعلن وزير البيئة والإعمار التركي مراد قوروم أنه تم إيواء 130 ألف مواطن حتى الآن بشكل مؤقت، ويجري العمل على تجهيز مزيد من المنازل المتنقلة والخيام.
وقال قوروم إنه تم تجهيز 15 ألفا و350 خيمة للإيواء في ولاية غازي عنتاب (جنوبي تركيا) وإن الرقم سيرتفع ليصل إلى 25 ألفا.
كما أشار إلى تجهيز 500 منزل متنقل في منطقتين بغازي عنتاب، وقال إن الرقم سيصل إلى 15 ألفا.
وذكر الوزير التركي أن 4720 موظفا يعملون على تثبيت المباني القابلة للسكن وأن السلطات ستطلب من السكان الرجوع إليها.
وقال إن 16 ألفا و900 موظف وعامل إنقاذ يعملون في غازي عنتاب وحدها.
من فرق الإنقاذ إلى تركيا وسوريا لتقديم العون.
أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية ارتفاع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى 18 ألفا و342، والمصابين إلى 74 ألفا و242.
وأفادت الإدارة بأن عدد المباني المنهارة بلغ 6444، وتم تسجيل 1509 هزات ارتدادية منذ الزلزال الذي وقع.
وقالت الإدارة -في أحدث بياناتها- إنه تم إجلاء 75 ألفا و780 شخصا من المناطق المنكوبة جنوبي البلاد.
من قصص الانقاذ:
تمكنت فرق الطوارئ من إنقاذ رضيعة مع 4 من أفراد أسرتها من تحت أنقاض مبنى منهار في أنطاكية بولاية هاتاي (جنوبي تركيا)، بعد مضي 96 ساعة على كارثة الزلزال.
وأيضا من قصص الانقاذ شابة سورية (26 عاما) من تحت الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش مركز الزلزال (جنوبي تركيا)، بعد 96 ساعة من الكارثة.
وقالت وكالة الأناضول إن عملية الإنقاذ استمرت 14 ساعة في المبنى المنهار.
تمكّنت الفرق من إنقاذ خديجة أوزجلبي (65 عاما) وابنتها مهربان سلطان (33 عاما) من تحت الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش، بعد مرور 92 ساعة على الزلزال.
وفي ولاية هاتاي، نجحت فرق البحث في إنقاذ تولغا دوغان وطفلته البالغة من العمر 5 أعوام من تحت الأنقاض، بعد مرور 90 ساعة على الزلزال.
وفي نفس الولاية، تمكنت الفرق في إنقاذ الطفلة هلال صاغلام (10 أعوام) من تحت الأنقاض بعد مرور 90 ساعة.
كما أنقذت الفرق امرأة مع طفلها الرضيع البالغ من العمر 10 أيام، من تحت الأنقاض.
وفي ولاية أدي يامان، تمكنت الفرق من إنقاذ المسنة رمزية بولاط (73 عاما) من تحت الأنقاض بعد 86 ساعة.
ونقلت فرق الإسعاف الناجين إلى المشافي.
إنقاذ أم وابنتها من تحت الأنقاض في هاتاي بعد 92 ساعة من وقوع الزلزال (الأناضول)
قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن الاتحاد الأوروبي أرسل أكثر من 1600 عنصر أفادت هيئة الطوارئ الروسية بالعثور على جثماني امرأة وطفل من عائلة روسية كانت فرق الهيئة تبحث عنها تحت أنقاض مبنى في هاتاي (جنوبي تركيا).
المساعدات العالمية للنكبة الانسانية:
قالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندن تتعهد بتمويلات إضافية تبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني (3.65 ملايين دولار) على الأقل، لدعم عمليات البحث والإنقاذ ومساعدات الطوارئ في سوريا عقب الزلازل المدمرة في المنطقة.
وقالت بريطانيا في بيان "في ضوء قوة الهزات الأرضية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا، فإن المملكة المتحدة ستزود جماعة الخوذ البيضاء بتمويل إضافي لدعم عملياتها الرئيسية للبحث والإنقاذ".
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع في وقت متأخر، إنها سترسل مستشفى ميدانيا وفريق للدعم الجوي للحالات الحرجة، وطائرات إلى تركيا للمساعدة في توفير الرعاية الطارئة للناجين هناك.
المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة: ندعم اعتماد معابر إضافية إلى شمال غربي سوريا لتسهيل إيصال المساعدات.
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن وزارته حشدت كافة طائرات القوات المسلحة لنقل الأفراد والمواد إلى منطقة الزلزال، وإنها تنفذ أكثر من 500 طلعة جوية.
وأوضح أكار -في تصريح للصحفيين أن أكثر من 4 آلاف عسكري يعملون حاليا في جهود البحث والإنقاذ بولاية هاتاي.
ولفت إلى تخصيص مروحيات من طراز "جي إتش 47" لنقل مشفى ميداني قادم من الولايات المتحدة إلى ولاية هاتاي.
وأكد وزير الدفاع التركي فتح كافة الثكنات والمنشآت في مناطق الزلزال أمام المتضررين، وأنهم يوزعون طعاما ساخنا على 40 ألف شخص يوميا عبر التدابير التي اتخذوها.
وبيّن أنهم نقلوا إلى مناطق الزلزال مطابخ وأفرانا ميدانية وخياما مضادة للبرد ومولدات.
أعلن البنك الدولي تخصيص 1.78 مليار دولار لدعم تركيا في مواجهة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أيام.
وأوضح البنك -في بيان- أنه بدأ إجراء تقييم سريع للأضرار، بغية تقدير حجم الكارثة وتحديد المجالات ذات الأولوية لدعم عمليات الإنقاذ وإعادة الإعمار.
وأضاف البنك أنه سيتيح 780 مليون دولار لأنقرة على الفور، إذ سيجري تحويل الأموال من مشروعي قرض قائمين للبنك الدولي في تركيا.
وقال متحدث باسم البنك إنه يجري إعداد مساعدات بقيمة مليار دولار أخرى لأعمال التعافي وإعادة الإعمار في تركيا، لكن ترتيبها سيستغرق مزيدا من الوقت.
قالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنها ستقدم مساعدات إنسانية عاجلة لتركيا وسوريا بقيمة 85 مليون دولار، في أعقاب الهزات الأرضية المدمرة التي ضربت المنطقة هذا الأسبوع.
وقالت الوكالة في بيان "تقدم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إمدادات طارئة من الأغذية والمأوى للاجئين والنازحين حديثا، إمدادات شتوية لمساعدة العائلات على مواجهة البرد، وخدمات الرعاية الصحية الضرورية لتوفير الدعم في مواجهة الصدمات، ومياه الشرب الآمنة للوقاية من الأمراض، ومساعدات خاصة بالنظافة والصرف الصحي للحفاظ على سلامة الناس وصحتهم".
وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات القشرة الأرضية.
تؤدي الزلازل إلى تشقق الأرض ونضوب الينابيع أو ظهور الينابيع الجديدة أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات في القشرة الأرضية وأيضًا حدوث أمواج عالية تحت سطح البحر ، فضلًا عن آثارها التخريبية للمباني والمواصلات والمنشآت. وغالبًا ينتج عن حركات الحمل الحراري في (Asthenosphere) والتي تحرك الصفائح القارية متسببة في حدوث هزات هي الزلازل. كما أن الزلازل قد تحدث خرابًا كبيرًا.
جهاز قياس الهزات الأرضية
يتمّ قياس الهزات الأرضية باستخدام جهاز قياس الزلازل أو السيسموغراف (بالإنجليزية: Seismograph)، حيث يحتوي هذا الجهاز على قاعدةٍ ثابتة في الأرض ووزن ثقيل معلق، فعندما تهتز الأرض بسبب الزلزال تهتز قاعدة الجهاز أيضاً، ويبقى الوزن ثابتاً، فيمتص الخيط أو الشيء المعلق به الوزن الحركة، ويتمّ تسجيل الفرق في المسافة التي اهتزت والمسافة التي لم تتحرك.
ويعتمد حجم الزلزال على حجم الصدع، وكمية الانزلاق على الصدع، وهذا ليس بالأمر السهل ليقوم العلماء بقياسه، فهو موجود بعمق عدّة كيلومترات تحت سطح الأرض، فيقومون بدلاً من هذا باستخدام تسجيلات الزلازل التي تمّ إجراؤها على أجهزة رصد الزلازل على سطح الأرض، لتحديد حجم الزلزال، فالخط القصير غير المتذبذب كثيراً يعني أنّ الزلزال صغير، أمّا الخط الطويل والمتذبذب كثيراً، فيعني أنّ الزلزال كبير.
كما أن العوامل الطبيعية هي تلك الناجمة عن الأنشطة البركانية في باطن الأرض التي تحدث نتيجة انزلاق الصخور إلى الفوهات البركانية، بالإضافة إلى الطاقة الهيدروديناميكية التي تحدث نتيجة حرارة البركان النشط، كذلك انتقال الرسوبيات على الأرض مما يؤدي إلى الإخلال في طبقات الأرض وتحرك طبقات القشرة الأرضية، كما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة داخل الأرض، مما يسهل حركة الطبقات الصخرية التي ينجم عن تحركها الزلزال.
وصايا للحفاظ على سلامتكم في حال حصول الزلازل.
عادةً ما يتم الإعلان عن توقع حدوث الزلازل والهزات الأرضية قبل فترة من وقوعها، فيكون لديك الوقت الكافي للقيام بعدة أمور كي تحمي نفسك وعائلتك من أخطار الزلازل الوخيمة،
إليك أهم طرق الحماية من الزلازل في:
_ أول خطوة هي الاستعداد النفسي لحدوث الزلزال وعدم الشعور بالرعب، فهي مجرد لحظات وتزول عدم الهلع والتوجه بشكل هادئ إلى مكان مفتوح خارج المبنى، مكان بعيد عن الأشجار وأعمدة الكهرباء والمباني والجسور واستخدام الدرج.
_ عدم استخدام المصاعد الكهربائية للخروج، لأنها معرضة للسقوط أو التعطل والابتعاد عن النوافذ والجدران وعدم الوقوف بجانب الأبواب وإن كان المبنى يضم ملجأ، فينصح بالدخول إليه وفصل الكهرباء والغاز.
اضافةتعليق
التعليقات