الاذان في اللغة العربية وفي القرآن الكريم وفي الاستعمالات اللغوية، هو الاعلان والاعلام ودليل على ذلك قولة تعالى (واذن في الناس بالحج )، (اي اعلمهم بوجوب الحج واعلن وجوب)، (فأذن مؤذن بينهم) اي اعلن ونادى مناد بينهم، {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً}، وقوله: {وأذانٌ مِنَ الله ورسولهِ إلى الناس يَومَ الحجِّ الأكبر} وغيرها من الاستعمالات الكثيرة الدالَّة على معنى الإعلام والنداء، هذا في خصوص الاذان اما الشهادة فهي الذكر الحاصل عن الطريق اليقين والعلم، فيكون النطق الشهادة بها اقرار واثبات، وهنا ثبت الشهادة للأمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يعني القول بأن الولاية هي لعلي واولاده المعصومين بعد رسول الله محمد (صلى الله عليه واله).
(الشهادة الثالثة، هي عبارة عن إقرار لفظي بولاية وإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهذا الإقرار له صيغ مختلفة أشهرها: «أشهد أن عليًا وليّ الله»، وقد ذهب أشهر الفقهاء إلى استحباب ذكرها في الأذان والإقامة، ويرى بعض العلماء أنّ ذكر الشهادة الثالثة في عصرنا الحاضر أصبح له أبعادًا كثيرة، من أبرزها أنّها أضحت شعارًا تبليغيًا لولاية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبالتبع لذلك إمامة أبنائه المعصومين من بعده، بعدما تعرّض ذكر أهل البيت (ع) للطمس والتزوير من قِبَل السلطات التي حكمت الأمّة الإسلامية عبر القرون المتتالية).
حاولوا كثيرا تضليل هذه الحقيقة لكنها بقيت راسخة ثابتة عند جميع المؤمنين، فلا يمكن التشهد من دون ذكر علي (عليه السلام)، هناك ادلة كثيرة وصريحة و واضحة في اثبات حق الشهادة الثالثة، الأخبار الدالة على لزوم الشهادة الثالثة كثيرة وهي عند طائفتين السنة والشيعة، وردت في كتبهم،(أشهد أن علياً أمير المؤمنين ولي الله).
الروايات الدالة على أهمية الشهادة الثالثة
ما ورد عن المرجع الراحل الميرزا جواد التبريزي(قدس سره) حيث قال في كتابه، (الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية) الشهادة الثالثة في الأذان صارت شعارا للشيعة ويجب حفظ شعار الشيعة لتبليغ الأمر بالوصاية للناس خصوصا في هذا الزمان حيث تكاثرت الهجمات ضد عقائد الشيعة من مخالفيهم والشهادة الثالثة لعلي عليه السلام بالولاية ليست جزءا لا من الأذان ولا من الإقامة وانما هي تبليغ للوصاية بعد النبي (صلى الله عليه واله) كما ان الشهادة بالرسالة تبليغ للرسالة الالهية في علي واولاده.
رواية اخرى روي أن الصحابي الجليل سلمان الفارسي( المحمدي) أذّن بزيادة الشهادة الثالثة، فأنكر ذلك بعض الصحابة ورفعوا الشكوى إلى النبي (صلَّى الله عليه واله)، لكن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لم يجب على هذه الشكوى بل جابههم بالتأنيب وأقرّ لسلمان هذه الزيادة ولم يعترض عليه او يمنعه، فان كانت مخالفة للسنة لما منع الرسول (ص) سلمان ويطلب منه ان يرفعها من الاذان؟ وكما هو في الخبر لم يتأثر الرسول باعتراض المخالفين وأقر لسلمان فكانت الشهادة الثالثة ترفع في زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم).
رواية اخرى إن الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري أذّن بعد يوم الغدير فزاد الشهادة الثالثة وشهد بالولاية لعلي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، فثار جمع ممن سمع الأذان وهرعوا إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وآلة وسلم) وشكوا إليه ما سمعوه من أبي ذر، إلا أن الرسول (صلَّى الله عليه و آله) لم يأبه بهم بل وبّخهم بقوله: "أما وعيتم خطبتي يوم الغدير لعلي بالولاية؟!، ثم عقّب كلامه (صلَّى الله عليه وآله).
قائلاً "أما سمعتم قولي في أبي ذر: ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر؟!".
وهناك حديث عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنه قال: "لمّا خلق الله السماوات والأرض أمر منادياً فنادى: أشهد أن لا إله إلا الله (ثلاث مرات). أشهد أن محمداً رسول الله (ثلاث مرات) أشهد أن علياً أمير المؤمنين حقاً (ثلاث مرات).
رُوِيَ عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله أنه قال: "من قال لا إله إلا الله تفتّحت له أبواب السماء، ومن تلاها بمحمد رسول الله تهلل وجه الحق سبحانه واستبشر بذلك، ومن تلاها بعلي ولي الله غفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر".
فالعجب العجب من ينكر هذه الشهادة بعد كل هذه الادلة العقلية والنقلية ويستمع الى من هم يبغضون ويحرفون ما انزله الله به ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ...﴾ و المقصود بأولي الأمر هو علي (عليه السَّلام) و الأئمة (عليهم السلام) من وُلده عليهم افضل الصلاة واتم التسليم.
اضافةتعليق
التعليقات