أكثر ما يؤذي المرأة نفسيا ومعنويا هو أن يكون الولي عليها "الوصي" مثل (أب، أخ، زوج) يجهل حقوق المرأة في الحياة، ويخندقها في الصورة النمطية التي رسمها الفكر الشرقي المتخلف ويقيدها بأفكاره الممزوجة بالخوف والقلق والشك من المجتمع ويسلب حريتها باسم المحافظة والشرف.
هذه العقول المتسلطة ترى المرأة عار وخروجها خارج الدار مثير للشهوة والغريزة, ويصر على تقويض حركتها وأفكارها، رافضا كل البراهين لتكريم الله للمرأة وحقوقها التي كفلها لها جل جلاله، ويغير معناه بما يتماشى مع مفاهيمه المغلوطة التي لوثت صورة المرأة.
إن التعصب اتجاه المرأة هي أفكار متوارثة جيل بعد جيل، تجري في دماء الكثير رغم أنهم يظهرون في المجتمع على أنهم متحضرين ومتدينين وذو أفق واسع، وتتجلى هذه المفاهيم حين يدخل في خلاف مع المرأة أياً كانت منزلتها عنده حتى يخرج ذلك المخبوء بين طيات أفكاره وذاكرته ويبدأ بنفش ريشه وإبراز عضلاته ويحاول تذكيرها بأنها امرأة وهو الرجل الذي فضله المجتمع والكون بأسره عليها ويتكلم بلسان القبلية.
ماذا تفعل صاحبة الأحلام والأهداف الكبيرة مع شخص يكون وليها ويحمل هذا الفكر فهل تبقى أحلامها مبتورة؟
أمر محير وصعب بالحقيقة ولكن أجد أن من الأفضل اتباع ما يلي:
أولا: عليك أن تعلمي أنها من المشاكل المتوارثة في مجتمعنا العربي وقد سبقتك أمك وجدتك وأجيال سابقة ولست أنت الوحيدة التي تعاني، فعندما تعلمين أن هناك الكثير يشاركنك ولكن منهن من عملت بذكاء ودراية وصبر وانتصرت، ومنهن من انهزمت من أول محاولة وقضت عمرها تندب حظها، هذا الأمر سيرفع من معنوياتك ويكون أمامك أمرين مهمين، إما النضال من أجل تحقيق الهدف أو الاستسلام، فاختاري
أنت.
ثانيا: يجب أن تؤمني أن المرأة مجرد إنسان مثلها مثل الرجل بالحقوق والواجبات، فلقد خلق الله ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ماء ﻭطين، وسواسية كأسنان المشط.
ثالثا: احترمي قراراتك وكوني حذرة، إن هذه القرارات مدروسة بشكل صحيح ولم تضعيها إلا بعد أن كتبتِ ألف مرة في الورقة والقلم وسألتي نفسك من أنا وماذا أريد أن أكون؟، وكوني على يقين أن لا تؤمني بشيء وتعملي عكس ما تؤمنين به.
رابعا: دربي نفسك على طرق باب الله والدعاء حتى يبقى ﺍﻟﺤﺒﻞ ممدود ﺑﻴنك وبين الله، وعودي نفسك على التجاهل، ﻠيس ﻛﻞ أمر يستحق وقوفك، فالتجاهل سوف يجعلك أكثر توازنا وتفاؤلا وتزيد فرصة جذب الأحداث الايجابية والجيدة لك.
خامسا: عندما تحددين هدفك ابتعدي عن ربط الأحداث السلبية التي تؤدي إلى احباطك في السعي نحو هدفك، مثلا هناك فتاة أرادت أن تكمل دراستها وكانت تروم أن تكلم والدها ولكنها تراجعت وعذرها أن والدها باع سيارته الشخصية واتخذ قراراً بعدم شراء سيارة أخرى لكبر عمره، فوجدت أن في بيع السيارة صعوبة في ذهابها إلى المدرسة، غير مدركة أن أصحاب الأهداف يجب أن يعملوا ويتعبوا للوصول لغاياتهم.
سادسا: الصبر مع التخطيط والتمسك بكل فرصة توصلك لهدفك، فالسكوت والخدر على الواقع السيء لا يسمى صبرا، إنما استسلام.
اضافةتعليق
التعليقات