يعد "الأدب أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابيّة الّتي تتنوّع من النّثر إلى النّثر المنظوم إلى الشّعر الموزون..".
ومن أحد فروع الأدب المهمة هو أدب الطفل الذي يشمل لغة بسيطة تناسب استيعاب الطفل، وتحمل في طياته المتعة والفكرة في آن واحد وتعمل على ترسيخ بعض المبادئ المهمة في روح الانسان خلال مرحلة الطفولة والتي تمثل المرحلة المهمة في تكوين شخصيته واكتساب الصفات والتعرف على العالم.
وحدث عندما كنا صغارا في العمر بأن تروي لنا جداتنا وأمهاتنا قصة ما قبل النوم بطريقة شفهية بقصد المتعة، ونادرا ما تكون هادفة وذات قيمة معنوية تعمل على زرع مفهوم صحيح في داخل الطفل.
وهذا للأسف يعود الى تقصير واضح من قبل المهتمين بشؤون الأدب الاسلامي في تفعيل دور الطفل بصورة أكبر في الساحة..
ومن المعروف أن للأدب تأثير سحري على نفس الانسان البالغ ومشاعره، فكيف لو قسنا هذا التأثير على الطفل؟، بالتأكيد سيكون مضاعف، فلو استغلينا ذلك بطريقة إيجابية وتمكنا من زرع الأهداف الإسلامية والأخلاق السامية في فترة نموه العقلي والجسدي لحققنا في النهاية الغاية في صناعة انسان صالح نمت بداخله البذور الخيرة منذ نشأته.
وهنالك معايير مهمه حول أدب الطفل الإسلامي الذي حدده "محمد أديب الجاجي (وهو من المهتمين بالأطفال وأدب الأطفال والرؤية الإسلامية لأدب الأطفال) من معايير تصلح لبناء وتقويم العمل الأدبي المقدم للأطفال، والتي حصرها في المعايير التالية:
المعيار الشرعي: لمطابقة النص الأدبي المقدم للأطفال للحقائق الشرعية والقيم العقدية والإيمانية.
المعيار العلمي: لمطابقة النص للحقائق العلمية الثابتة التي استقرت عليها نظريات العلوم في أحدث تحقيقاتها.
المعيار القيمي: لتقويم ما اشتمل عليه النص من القيم والاتجاهات كهدف يبنى عليه العمل الأدبي.
المعيار المرحلي: لمراعاة إعداد النص وفقاً لمرحلة النمو اللغوي والإدراكي للجمهور المستهدف.
المعيار الفني: لمراعاة تقديم القيمة أو المعلومة وفقاً للمواصفات الفنية والإبداعية للنوع الأدبي الموجه للأطفال، بما في ذلك مواصفات الإخراج الفني من جميع نواحيه.
المعيار المهني: لمراعاة تمتع المبدع بالثقافة الشاملة والموهبة المتألقة والخلفية المهنية اللائقة بكتابة النوع الأدبي وفق المعايير والمواصفات المقبولة.
معيار السلامة: أي سلامة النص الأدبي من كل ما يتناقض أو يتنافى أو لا ينسجم مع المعايير اللازمة.
المعيار النقدي: الذي يضعه الأديب الناقد بين يديه وهو يحكم على "النص" أو يقومه في ضوء ما سبق من المعايير والمواصفات.
وهي تشكل مجموعة من المعايير وقواعد النقد يمكن الإفادة منها في مجالي الإبداع للطفل وتقويم ما يُنتج له من ألوان الأدب والثقافة".
كيفية تفعيل ادب الطفل في المجتمع الاسلامي:
لكي يحقق أدب الطفل الاسلامي نجاحا باهرا يحتاج إلى الطرح المعاصر ونقل الصور الإسلامية والمعايير الأخلاقية بطريقة ممتعة وشيقة، كما أن إيصال الفكرة الصالحة لا تتنافى مع المتعة في القصة أو الشعر، فالموضوع المقدم لا يحتاج إلى التعقيد والتكثير من الأمثال الإسلامية، إنما طريقة ذكية في تصوير العنصر الأخلاقي الموجود خلال آية قرآنية أو حديث شريف بقصة أو فكرة أو موقف معين، ولا ننسى أهمية التطور الذي يلعب الدور الأكبر في جذب الأطفال.
ففي عصر التكنولوجيا نحتاج إلى طرق عصرية وجذابة أكثر، ولأن الأطراف الأخرى عرفت كيف تستحوذ على عقول أطفالنا إذن من المهم جدا أن نخلق البديل الذي يساوي ما يطرح في الساحة.. والسعي المستمر في التطوير ومواكبة الأفكار المعاصرة للأطفال، فطفل اليوم يختلف عن طفل الأمس.. إذن كيفية محاكاة عقله والوصول إلى نقطة تحكمه هو أمر مهم جدا يحتاج من خلاله الكاتب دراسة نفسية الطفل قبل كتابة القصص والأشعار...الخ، ليعرف أسلوب المخاطبة الذي سيتوجه به للأطفال.
كما أن دعم المختصين بأدب الطفل هو أمر مهم وضروي جدا من قبل النقابة وحتى الجهات الإسلامية المهتمة بالأدب، فكيف سنحصل على مادة أدبية إسلامية مناسبة للطفل لو لم نمتلك كتاب حقيقيون ذو طاقات فذة مهتمة بالجانب الأدبي الإسلامي.
كما ان إقامة المحافل التي تهتم بشؤون الطفل ستلعب دورا مهما في تفعيل هذا الجانب، ويبقى الدور الأكبر على الأهل في توجيه وترغيب أطفالهم بالفكر الإسلامي الصحيح من خلال الأدب السليم الذي يحمل الفكر السليم في زرع الصفات الصالحة وتقويمهم أخلاقيا لضمان نشأة انسان صالح يحمل في داخله بذرة الخير، بدلا من فتح المجال للجهات الضالة بتوجيه أطفالنا والسيطرة على عقولهم.
اضافةتعليق
التعليقات