تفاوت المعايير من شخص لآخر هي مسألة بديهية لا يختلف عليها اثنان كون الجميع يقرُّ بأن لا تشابه بين أذواق البشر وآرائهم، لكن قد يكون هناك اتفاق على أن أهم ما يميز الفرد أخلاقه.
من خلال تجاربنا بالحياة نجد أننا تعرفنا على أغلب الأصدقاء من خلال موقف أخلاقي معين، حتى وإن كان ابتسامة، ومن منا يعجبه ذاك الذي يضع سُلّما تحت أنفه ليرفعه عن الناس، فتشكل الأخلاق في أي مجتمع إسلامي كان أو غيره المحور الأساسي الذي يميز الفرد عن غيره.
ولو بحثنا في تجربة اليابان بعد القنبلة النووية نجد أنها اعتمدت في أول خطوات نهضتها على بناء الأنسان بشخصية انتمائية واخلاقية بامتياز ثم أهدته العلم تباعا فأبدع وتطور حتى أصبحتْ الآن من أولى البلدان في الصناعات والالتزام بالأنظمة.
فماذا لو عملنا بذلك وأصبح لنا منهجا أخلاقيا في المراحل الأولية؟
سؤال وجهه موقع بشرى حياة ضمن استطلاع للرأي فأجابت رائدة العكيلي- دكتوراه لغة عربية_:
نعم ، من المهم جداً دعم هذا المقترح لا بَل ويجب الإصرار عليه وبقوة، ففي ظل ما نشهده من حملة شعواء تستهدف قيمنا وأخلاقنا من قبل الأيادي الخفية المزروعة بيننا والمُجنّدة من الصهيونية وحليفتها أمريكا، علينا أن نسعى جاهدين لغرس القيم والأخلاق التي أوصى بها ديننا الحنيف، وسار على نهجها أجدادنا والآباء، إنّ تدريس منهج الأخلاق يجب أن يُدرّس في مراحل الدراسة الإبتدائية وليس في المراحل الأولية للجامعات فقط، لما لمراحل الطفولة من أهمية في صقل شخصية الانسان عندما يكبر، ولابُدَّ من التركيز بقوة على دور العائلة بالإضافة إلى المؤسسات العلمية، إذ لا يُمكن لهذا المشروع أن ينجح دون تكامل الأدوار من قبل كل الأطراف المعنية بالموضوع من مدرسة وأسرة ووسائل اعلام بكل أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة، لأن كُل ما يمرّ به مجتمعنا الآن من مشاكل هو غياب هذه الأدوار التكاملية في رسم مسيرة الفرد الأخلاقية، بسبب تأثيرات الوضع السياسي والاقتصادي وغياب سلطة القانون وما سببته من فوضى عارمة أثرت سلباً على كل نواحي الحياة، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم:
" مَن رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
وللباحث أبو حارث مثنى رأيا إيجابيا عبر عنه من خلال ذكر تجربة أحد علماء النفس التربوي
حيث أخذ توأما أحدهما عاش في بريطانيا والآخر أخذه إلى دولة افريقية نشأ الأول وهو يأكل بالملعقة والشوكة ونشأ الثاني وهو يرقص مع الزولو وهذه التجربة مثال حي لما يمكن زرعه داخل أي فرد في أولى مراحل تنشأته كونه مستقبل بامتياز لما يُطرح أمامه. كما يقول الفيلسوف اليوناني افلاطون: إن التربية تنمي الفضيلة لدى الفرد.
فهناك غابات تنمو وحدائق ترتب فالغابات وليدة الفوضى والحدائق طالتها يد الانسان بالرعاية والعناية ولهذا أرسل الله الرسل والأنبياء.
أما رويدة الدعمي_ مدرسة_ بينت تفاعلها بالموضوع قائلة: في نيتي أن أكتب مقالا عن أهمية إضافة درس الأخلاق في مناهج الابتدائية والثانوية بسبب ما يمر به المجتمع اليوم من أزمة أخلاقية حادة، وأقترح أن يكون المرشد التربوي هو الأستاذ لهذه المادة وإن لم يتوفر فيمكن أن ترشح الإدارة أفضل معلميها أو مدرسيها أخلاقيا ليقوم بتدريس هذه المادة التي برأيي هي أهم بكثير من بقية المواد الدراسية وكما يقول الشاعر (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
ومروة خضير_مدرسة_ اختصرت رأيها قائلة:
مع هذه الفكرة لأن ما بُني على صواب وإيمان بتحققه ستكون نتائجه جيدة إلى حد ما بعونه تعالى، لكن لابدّ من مراعاة امكانية توفير حصة، والمنهج المعتمد، والمعلم القائم على هذا.
وجاء رأي عمار الشمري _ مدرس_ : لعل الهدف الأسمى في هذه الحياة هي الأخلاق؛ لقوله ((إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق)). نعم فإذا قبلت _ في رأيي _ قبل مستواها، وللصغار تكون نافعة لأنهم يقلّدون، فيجب أن يعلمهم من علّم نفسه أولا حتى تكون الفائدة ويقدمها أكثر المعلمين التزاما وأقربهم للطلاب وليكن من كان.
ختاما من الجيد أن يُعاد النظر في إعادة هذه المادة، والإهتمام بها من قبل المعنيين كونها تمثل اللبنة الأولى في بناء الفرد، وحتى نقف على ما يُعاني منه المجتمع ومعالجته قبل استشراءه، فالآن هناك العديد من الثغرات الأخلاقية التي من المفترض أن تُملأ حتى لا ينمو جيل غير مُسَيطَر عليه من قبل المعلمين يعرف يميز بين ما له وما عليه من حقوق وواجبات.
اضافةتعليق
التعليقات