انتشرت في الآونة الأخيرة حالات كثيرة لخلع الحجاب وبالأخص بين شريحة الممثلات والاعلاميات بشكل ملفت وبارز يعود سببه الرئيسي إلى التنمر الذي يتعرضون له في الوسط الفني أو الإعلامي.
بالإضافة إلى التداعيات الكثيرة التي تعج بأن بعض الوظائف لا تتلاءم مع الحجاب الإسلامي، وعلى من تريد أن تدخل هذا المجال يجب أن تتخلى عن حجابها!.
كما أن هذا الموضوع بالذات وشعارات خلع الحجاب ليست جديدة على مسامعنا، فبعد الضغوطات التي باتت تتعرض إليهن النساء المحجبات في دول الغرب وبالأخص باريس التي اصدرت قانون فرض منع الحجاب في الدوائر العامة والمدارس على أساس أن الحجاب يمثل اثبات الهوية الإسلامية وهذا يسبب تمايز ديني بين أطياف الشعب الاوربي، ويخالف الأسس العلمانية التي تقرّها البلد!.
لم يتوقف منع الحجاب أو المطالبة بخلعه على الدول الاوربية فقط، بل توسعت هذه الدائرة لتشمل الدول العربية ومن أبرزها مصر، فقد صرح سابقا الصحفي والكاتب المصري "شريف شوباشي" لقناة فرانس24 على أن الحجاب ليس فريضة اسلامية، بل هو عبارة عن حركة انتقلت إلينا بعد النكسة التي تعرضت إليها مصر سنة 1967، فبعدما تم خلع الحجاب في القاهرة على يد هدى الشعراوي سنة 1923، قرر الكثير من الشيوخ اعادة الحجاب على فرض أن النكسة التي تعرضت إليها الدولة هي بسبب ابتعادهم عن الدين!، وبعد ذلك عادوا بالحجاب، على أثر النكسة الثقافية والصدمة المعنوية التي تعرضوا إليها.
وقد دعا شوباشي نساء مصر إلى خلع الحجاب وقال بأن الحجاب ليس مظهراً دينياً بل هو جزء من الإسلام السياسي، فجاء بجملته الصريحة: (يا نساء مصر اخلعن الحجاب)"!.
وعلى أثر الكثير من الشعارات التي هتفت إلى خلع الحجاب قامت مجموعة من الفتيات المصريات بتأسيس حملة "اخترناكي" وهي حملة لدعم الحجاب في مصر والوطن العربي والعالم كله. وقد أنشئت الحملة ضد حملة take off your veil and get free وتتكون الحملة من 14 بنت من محافظات مختلفة ومجالات مختلفة دكاترة واعلاميين ورياضيين وفنانين. تهدف الحملة إلى نشر ثقافة حب كل بنت بحجابها وجعل كل بنت فخورة بحجابها من داخلها بالإضافة إلى السعي على عودة كل بنت خلعت الحجاب أن تعود للحجاب مرة أخرى وتكون مقتنعة به من داخلها وأيضا تهدف الحملة إلى الوصول إلى المعنى "الحجاب عمره ما هيكون عائق وهتقدري تحققي بيه احلامك وطموحك وهتوصلي بيه وتمسكك بحجابك هيخلي العالم كله يتقبله وينحني لكي احتراما".
ونقلا عن (بوابة المواطن) "قالت شاهندة خالد إحدى مؤسسات حملة «اخترناكي»: «أن الحملة تتكون من 14 فتاة محجبة من محافظات مختلفة ويعملن في مجالات علمية مختلفة، كنا قد التقينا بأحد الفعاليات، وبدأت بيننا مناقشة حول مجالات العمل المختلفة وأن أغلبها يتطلب من الفتاة خلع حجابها تحت مسمى «حسنة المظهر»، بل وتجعل ذلك شرطا أساسيا للحصول على الوظيفة مثل الغناء وبعض البرامج التلفزيونية بوسائل الإعلام هذا بالإضافة إلى حملات تشويه صورة الحجاب والفتاة المحجبة والدعوة لخلعه، ومن هنا جاءت الفكرة لإطلاق حملتنا لتغيير هذا المفهوم».
وتابعت «شاهندة» أن حملة «اخترناكي» جاءت لتشجيع الفتيات على التمسك بالحجاب السليم وزيادة ثقتهن بأنفسهن، وأنهن أكثر جمالا بارتدائه، وأن الحملة لا تستهدف المحجبات فقط بل
والمترددات في ارتدائه أيضا ويحتجن إلى من يدعمهم لاتخاذ تلك الخطوة وأطلقنا أولى فعاليات الحملة من خلال جلسة تصوير على البحر لنا بالحجاب وأزياء عصرية مريحة وفضفاضة تناسب الفتاة المحجبة وتظهر جمالها دون أن تلفت النظر إليها من أصحاب النفوس الضعيفة، ولاقت حملتنا استجابة أكثر مما كنا نتوقع وتعدت أكثر من 100 ألف شخص، كثفنا مجهوداتنا لمساعدتهم ليس فقط على صعيد الحملة والتمسك بالحجاب والمحافظة عليه لكن أيضا لوضع أقدامهن على بداية الطريق في مجال العمل الذي تريد الدخول إليه بنصائح من واقع خبراتنا وتجاربنا العملية.
وأكدت «شاهندة» أن الحملة بعد النجاح الذي لاقته في انطلاقتها، ستدشن مجموعة من الفعاليات لدعم ارتداء الحجاب في مختلف المجالات وترسيخ فكرة أنه لم ولن يكون عائقا أمام تحقيق أحلام الفتيات وطموحاتهن".
اضافةتعليق
التعليقات