ما من رجل عظيم يصادفني في الحياة إلا وأجزم في الحال أن والدته أكثر عظمة منه.
أَنا أُؤمنُ إِيمانا جازماً بأَنَّ المرأَة كلَّ المُجتمع وليس نِصفه، فلولاها لما نجحَ رجلٌ في حياتهِ أَبداً!.
إِنَّها شريكة الرَّجُل ومربية أَولاده في نفسِ الوقت، وهي التي تبني بيتها وبيتَ الرَّجُل في نفسِ الوقت، وهي التي تبني اعتبارَها واعتبارهُ في نفسِ الوقت. وبالرغم من كل الصعوبات التي تواجه المرأة وخاصة في هذا العصر الحديث إلا أنها تنجحُ دينيّاً وعلميّاً واجتماعيّاً وأَدبيّاً في آنٍ واحدٍ، تنجحُ كزَوجةٍ وكأُمٍّ وفي موقعِها في المُجتمع في آنٍ واحدٍ!، وهذا إِن دلَّ على شيءٍ فإِنَّما يدلُّ على تميُّزها بقُدراتٍ خارقةٍ وذكاءٍ واسعٍ يمكِّنها من أَن تُوازن الأُمور بدقَّةٍ فلا تضحِّي بشيءٍ لصالحِ شيءٍ آخر، وإِذا تضاربت الضروريَّات والواجبات والأَولويَّات فإِنَّها تقدِّم الأَهم على المُهم مهما بلغت التضحيات.
إن الأحتفال بهذا اليوم هو ضرورةٌ عالمية؛ ويعد يوماً رسميّاً للاحتفاء بالمرأة على مستوى العالم منذ قرن، والإشادة بدورها المهم في دفع عجلة التطوّر والازدهار، والتذكير بأبرز إسهاماتها التنمويّة على الأصعدة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، بالإضافة على الإقرار بكافّة حقوقها المشروعة ضمن مؤتمرات، وعروض، وفعاليات فالاحتفال بهذا اليوم هو من باب تذكير من نسي ومن لا زال مصراً على أنّ المرأة خلقت لغاية معيّنة، بالإضافة إلى إبراز بعض النماذج الناجحة من النساء اللواتي يجب أن يكنَّ قدوةً لنساء العالم.
نبذة عن اليوم العالمي للمرأة:
اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، وهو دلالة على احترام المرأة، وتقدير إنجازاتها على جميع الاصعدة، الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
يرجع أصول هذا الاحتفال إلى قرن تقريباً إثر إضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك،
حيث خرجن بعض النسوة مطالبات بحقوقهن وزيادة رواتبهن أسوة بالرجال العاملين وكان ذلك عام 1856م حيث شهد هذا العام أكبر تظاهرة نسائية في شوارع نيويورك بخروج الآف النساء للاحتجاج على ظروف العمل القاسية واللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، وقد استطعنا ان يلفتن انتباه المسؤولين والسياسين ليتم طرح مطالبهن امام الحكومة، وتكرر هذا المشهد في 8 مارس 1908.
حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك، وهن يحملن الخبز اليابس دلالة ورمزية على حق العمل بطريقة انسانية، وباقات الورد ترمز للحب وخرجت هذه المسيرة بنتيجة تشكيل حركة نسوية تحت اسم "الخبز والورد" تطالب بكافة الحقوق الأساسية للمرأة بما في ذلك الحق السياسي بالترشيح والانتخاب والمساواة في ظروف العمل والرواتب بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال، وقد تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في 8 مارس 1909 في أميركا وكان يعرف باليوم القومي للمرأة ومن ثم اندفعت الحركة نفسها إلى أوروبا إلى أن تم تبني اليوم على الصعيد العالمي بعد أن وجدت التجربة صداها داخل أميركا.
حتى جاء عام 1977م اعتمدت منظمة الأمم المتحدة يوم 8 مارس / اذار هو اليوم العالمي للمرأة لأول مرة، ليتحول هذا التاريخ رمزاً لنضال المرأة للحصول على حقوقها.
أما الأديان السماواية وآخرها ديينا الاسلامي فقد كرم المرأة ومنحها حقوقها كاملة وكرمها الله سبحانه وتعالى بسورة كاملة في القرآن الكريم باسمها (سورة النساء) ليعطينا دلالة على أهمية المرأة وكيانها وواجب احترامها والتعامل معها بحب وعطف، وقد وردت الكثير من الأحاديث عن رسولنا الكريم محمد، "صلى الله عليه واله وسلم،" في حق المرأة ومعاملتها واحترامها ومنها: (خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم).
ماذا تريد المرأة العراقية في هذا اليوم؟
لا يخفى على الجميع معاناة المرأة العراقية فهي بسبب الظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد تمخضت لنا بأمهات ثكلى ونساء أرامل، وبنات يتامى ونساء في عمر الزهور خريجات وعاطلات عن العمل، ومنهن غادرهن القطار بسبب عدم قدرة الشباب على الزواج ومنهن من تعيل عائلة كاملة بسبب استشهاد الزوج، أو الأب، نساء غادرن الزينة وخرجن يبحثن عن عمل (إن وجد) حياة شاقة ومضنية.. يترجين من الدولة أن تضع حد لمعاناتهن لذلك نجد خروجهن ومشاركتهن في أغلب المظاهرات بسبب تهميشهن ومطالبتهن بحياة كريمة في بلد ينهش من خيراته كل من هب ودب، وهي تعاني من شضف الحياة.
المرأه كالوردة.. إن أحبت بصدق نَجدها تكبر وتنمو وينتشر عبيرها لمن حولها.. وإن كرهت تجد العبير يتحول إلى أشواك تؤذي نفسها قبل أن تؤذي غيرها، فرفقاً بالقوارير.
اضافةتعليق
التعليقات