سألتني رفيقتي في جلسة حميمة، برأيك ما هو المهر المناسب للزواج بغض النظر عن الظروف والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة التي يمر بها البلد؟
اخذت نفسا عميقا جدا وزفرته بحذر شديد، شعرت بانقلاب روحي تصادم عكسيا مع الدورة الدموية في جسدي..
أردتُ ان افكر في إجابة للرد على سؤالها لكن فجأة ردد لساني: قرآن، قرآن، اقصد القرآن الكريم أفضل مايكون لتبدأ به حياة اي شخصين مؤمنين، ان الله جعل الحب الرابط الاول والاخير للسعادة الزوجية، فالمهر الذي يعتقد البعض انه ضمان لحياة الفتاة هذا اكبر خطأ قد يرتكبه الانسان لأن الفتاة ليست جهاز كهربائي او ماشابه مضمون بورقة ضمان، هي عظيمة اعظم من ان تُعامل وكأن المهر هو ثمن جسدها، روحها، حياتها بأكملها..
فهو لا يضمن للفتاة حُرية مخاوفها بعد الزواج لكن البركة المقدسة التي بدأ الزواج منها ستكون الرادع لكل امر سيء قد يجتاح العلاقة الزوجية.
قد يتخوف الاهل ان الزمن ليس بالجيد وان الحياة موجة تسرع وهذا ما يسيء لابنتهم بشكل سلبي بطريقة يستخف بها زوجها او اهله او الاقارب وغيرهم، انها فطرة طبيعية لدى الاهل ان يحرصوا على كرامة الفتاة لكن الطريق الذي اتخذه اغلب الاهالي لن يستطيعوا ان يكونوا على ثقة تامة ان ابنتهم ستكون دوما بخير لذا يبقون على تواصل دائم معها!، لكن لو ان اول خطوة من مراحل الزيجة تم تسليمها لله تعالى يستطيع الاهل وحتى الفتاة ان يطمئن قلبهم خيرا لان الله "جل جلاله" تكلف بالامر وحاشا لله ان يخيب ظن احدهم.
فالمهر هو بيان ان الفتاة احد فضائل الله تعالى للحياة..
وبعد برهة صمت على جلستنا الحميمة قالت رفيقتي، انتِ تحاولين التفرقة بين الزيجات فإن المهر بالمال او بالقرآن الكريم كلها عند الله سواسية فلماذا كان عنصر التفرقة واضح على حديثك؟
كانت رفيقتي تتساءل بانزعاج عن سبب التفرقة فأجبتها بكل أريحية، لأنني اعتقد ان المهر بالمال امر دنيوي اما المهر بأمور مقدسة امرا نورانيا..
الاول زواج متعارف عليه وسيكون عاديا كأي زواج في هذه الحياة.. اما الثاني زواج يشع منه نورا لأنه بُنيَ بناءا قديما على اساس نبوي وحسب معتقدات دينية كزواج أم ابيها من امير المؤمنين "عليهم السلام" بمهر بسيط ومتواضع!.
حيث إنهم بدءا حياتهم سوية بزاد من الله فأنارَ الله تعالى لهم الطريق نحو المحبة والاصلاح الدائم لعلاقتهم الزوجية..
مع كل هذا فإن القرار يعود للبشر في تحديد رغباتهم وإن سبحانه وتعالى هو المصلح لنا في كل امورنا. ثم انهينا الحديث وكان المكان محملا بالتفاني الإلهي لإلهنا الواحد الاحد وكانت لأرواحنا حديثا مخفيا مع الله، تارة كان شكرا واخرى خجلا من فيض نعمه علينا.
اضافةتعليق
التعليقات