من منا لا يحلم او يطالب في العيش بسلام وامان، من منا لا يتمنى أن يكون وطنه رمز للأمان والاطمئنان ويزهو بكل ما هو جميل، جميعنا نشترك بهذا الحلم ولكننا نصحوا على كابوس مرعب وهو القتل النهب والاجرام.
ففي الوقت الذي تهتم به دول العالم بمعالمها السياحية ومناظرها الطبيعية الاخاذة تنتشر الجريمة بمعدل غير مسبوق في أنحاء العراق الأمر الذي يجعل التعرّض للقتل أو الخطف أو حتى السرقة في أفضل الظروف أمراً لا مفرّ منه عند التجوّل في المكان الخطأ في احدى المدن العراقية وبالذات العاصمة بغداد التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في العالم العربي دخلت على لائحة اخطر عشر مدن في العالم لعام 2016 وفق موقع وقع "أي بي سي نيوز بوينت".
فقد انتشرت الجريمة بأنواعها الى يومنا هذا فعند تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي نقرأ العديد من الجرائم التي تقشعر لها الابدان الامر الذي جعلنا نتحرك صوب هذا الموضوع لمعرفة اسباب هذا الانتشار للجريمة وبهذه الصورة المرعبة في مجتمعنا؟
وكان لموقع بشرى حياة وقفة مع هذا الموضوع فعند طرح السؤال حول اسباب انتشار الجريمة في مجتمعنا اجابنا الاستاذ ليث الغزالي:
سبب معروف، الغلط بالشعب كما انتم يولى عليكم، الشعوب العربية وخاصة العراقي اغلبيته شعب يحب العنف والترهيب والقسوة والحرب ولغة السلاح والحرب غيرت ثقافة المجتمعات العربية والعراقي خاصة منذ زمن بعيد وليس بالجديد قارن العراق قبل وبعد سنة ١٩٧٩ سوف تفهمون السيناريو وأن امريكا التي هي ام القانون وووو.. يوجد بها قتل وجرائم على مدار الساعة...
اما ام احمد اعزت الامر الى البطالة وقالت: البطالة وغياب القانون والسلاح المنفلت وأسباب كثيرة هي من ادت الى تفاقم حالات القتل والجريمة مع الأسف الشديد.
وتساءلت الاستاذة فيماء فائق: كيف ترجو ابناء جيدين من بيت كله فاسدين وعديمي الاخلاق؟ وكيف ترجون شعب جيد بظل دولة فاسدة من كل النواحي؟
واجابة على تساؤلاتها بالقول: لو رجعنا لبداية السقوط الكل تغير واعرفهم جيدا الكل رفض الرشوة وعدم النظام بالدوائر لحد ما هيمنت الاحزاب على الدولة والدوائر مما ارجعت الفاسدين بأساليب تفنن وبقناع الدين وستار العقيدة مما زاد تدهور الحال والنزيه لا يمكن ان يبقى معهم فجرف التيار كل شيء معه لذا كل شيء يرجع عاتقه على دولة تستقيم ويطبقون القانون هم اولا نستطيع محاسبة النفوس الضعيفة بدون خوف او تردد.
اما طيبة الصافي (تقنية فحص النظر) فقالت: انعدام الامن والفوضى وسوء استخدام مواقع السوشيال ميديا الناتجة عن انعدام الثقافة والتفكير القبلي الكامن بشخصية الفرد العراقي.
لخص الاستاذ محسن معاش (طالب ماجستير) الاسباب بعدة نقاط وهي:
- غياب قوة الردع من جانب القوى الامنية وغياب عقوبات مثل الاعدام.
- التستر بستار العشائر حتى يحكوا مشاكلهم ويعطوا الدية عند القتل.
- النقطة الاهم هي غياب الوعي والثقافة والايمان بالله سبحانه وتعالى وعدالته في تحقيق العدل.
الرأي القانوني:
بعد معرفة الرأي العام للناس اتجهنا الى القانون لمعرفة اسباب تفشي هذه الظاهرة في المجتمع والتقينا بالقانوني رعد الجزائري وقال:
ابتدأ ان لكل فعل جرمي اسبابه وان الجريمة لكي تسمى جريمة لابد من توفر القصد الجرمي وان ما يحدث بالعاصمة وباقي المدن العراقية من تفشي ظاهرة الجريمة هو الافتقاد الى العقوبة الرادعة وضعف الأجهزة الأمنية بالقيام بالعملية الاستباقية التي تمنع من حصول الجريمة وكذلك من الاسباب الاطلاع على القصص والجرائم التي تحصل بباقي الدول عن طريق العالم الافتراضي الانترنيت.
وكذلك ضعف التربية العائلية والعيش في بيئة من اصدقاء السوء التي تغير التركيب الفايسلوجي للشخص وتدفعه للقيام بتلك الافعال ومنهم من يتعاطون الحبوب المخدرة والمخدرات التي تفقد الشخص عقله وتجعل الافعال جميعها مباحة وعدم الشعور بالخوف عند القيام بتلك الجرائم والخوف اقصد من الله سبحانه وتعالى (اليوم الاخرة) والعقوبة الدنيوية ( الحبس).
الرأي النفسي:
يجب ان يكون هنالك وقفة مع الدكتورة ناريمان حميد حلوس اختصاصية ارشاد تربوي لمعرفة الاسباب النفسية حول انتشار الجريمة في مجتمعنا واجابتنا الدكتورة:
من اهم اسباب تزايد الجريمة هي:
- نتيجة للحروب المتتالية على بلدنا العزيز ادت الى كثرة الايتام والارامل التي لامعيل لها وهذا احد الاسباب في تفشي الجريمة.
- للحرمان الوالدي دور مهم جدا.
- ايضا للمدرسة دور كبير اذا اصبحت ضعيفة في التوجيه والارشاد وتأكيد المناهج الدراسية على الجانب المعرفي واهملت الجانب الوجداني والمهاري بسبب ضيق الوقت وكثافة المناهج وكثرتها فأصبحت مدارسنا تفتقر الى مقومات الجودة اي بيئة غير جاذبة مما زاد من اعداد المتغيبين والمتسربين والمتأخرين وبالتالي تتلقفهم المقاهي والشوارع ويستقطبوا من عناصر منحرفة.
- كما ان تقليد بعض النماذج السيئة اي النمذجة غير المرغوبة.
- الادمان من قبل البعض على الكحول والحشيش وغيرها.
- ضعف الثقة بالنفس واصابة البعض بأمراض نفسية او عقلية.
- المستوى الاقتصادي المتدني وغلاء الاسعار والبطالة تدفع بالبعض الى ارتكاب الجريمة لغاية السرقة او الانتماء الى العصابات.
- كثرة حالات الطلاق والتفكك الاسري وانهيار المنظومة القيمية فقبل ايام قلائل شاهدنا بوسائل التواصل كيف ان خال وجدة لطفلة يتيمة يرموها بالشارع مع انه من ملاحظاتي انهم ميسوري الحال اذ لم تكن هذه المشاهد في حياتنا إلا ماندر اما اليوم يوميا قصة ومأساة.
- فوضى السلاح المنتشرة بيد فصائل مسلحة وعدم حصرها بيد الدولة وضعف السيطرة الامنية.
- سيادة العرف العشائري وضعف القانون امامه.
- ضعف الرادع او العقاب للمجرمين اذ انهم اما يخرجون باي وسيلة كانت او يهربون او يكونوا داخل السجن معززين مكرمين افضل من حياة ذوي المجني عليهم وهذا سبب مهم جدا.
- ضعف الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وتأثر البعض بأساليب الجريمة المنظمة وبالتالي تطبيقها على ارض الواقع.
- انشغال اولياء الامور بالكسب المادي والاعمال اليومية واهمال متابعة ابناءهم وتوجيههم.
- رفاق السوء واثرهم البالغ في بعضهم.
وهناك الكثير الكثير من الاسباب.
الرأي الديني:
وقد كان ختام الحديث مع الشيخ زهير الاسدي الذي اختصر لنا القضية وفق الرأي الديني وقال:
ان الدافع الرئيسي لتفشي الجريمة في المجتمع هو انتشار الجهل في المجتمع لان الانسان اذا جهل قيمة الدم وقيمة قتل الانسان يهون عليه هذا الامر، ايضا غياب الوعي الديني الحقيقي وهو سبب مهم في انتشار الجريمة في المجتمع لأنه للأسف اليوم المجتمع ينظر الى الدين فقط شعائر وفقط قضايا عبادية لا يوجد روح الدين الحقيقية في المجتمع من التسامح من المحبة ومن التآخي من نبذ العنف والتطرف، للأسف هكذا ظاهرة دينية غير منتشرة في المجتمع فقط وذلك لغياب الوعي الديني الحقيقي وانتشار الوعي الديني العبادي او الشعائري إن صح التعبير.
الحلول:
من خلال استطلاع الرأي اعلاه تبين ان هنالك بعض الامور التي يجب ان تتوفر في المجتمع للحد من تفشي ظاهرة الجريمة في المجتمع وهي:
1/ ان هنالك قصور كبير من الدولة في مكافحة الجريمة ووضع عقوبات مشددة على الجاني والسيطرة على السلاح المنتشر في يد العشائر والفصائل المسلحة.
2/ على منظمات المجتمع المدني والمنظمات المطالبة بحقوق الانسان ان تسعى جاهدة الى انتشار الثقافة بين المجتمع والتوعية.
3/ الرقابة المشددة من الاسرة (الوالدين) على ابناءهم والاهتمام بهم ومعرفة اصدقائهم المقربين.
4/ الرقابة المشددة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنع نشر احداث الجرائم في السوشيال ميديا.
5/ نشر الوعي الديني والاخلاقي.
اضافةتعليق
التعليقات