مهما يمر الزمان وتعصف بنا الأيام وتطحن العظام في كل زمان هناك من ينير الطريق ويوضح الشك من اليقين ليشعر الموالي إنه في رعاية الله..
ورد في أحوال علي بن يقطين أحد وزراء هارون العباسي الذي كان شيعياً محباً لأئمة أهل البيت عليهم السلام يكتم مذهبه عن هارون وبلاطه، كتب علي بن يقطين يوماً رسالة إلى الإمام الكاظم عليه السلام يسأله عن الوضوء: إن أصحابنا قد إختلفوا في مسح الرجلين فإن رأيت أن تكتب لي بخطك ما يكون عملي عليه.
فكتب أبو الحسن عليه السلام إليه كيفية الوضوء على طريقة أهل السنة فأمره ان يمسح كل رأسه ويغسل رجليه، فتعجب علي بن يقطين من ذلك وهو يعلم إن شيعة اهل البيت ينكرون هذه الكيفية ولكن قال في نفسه؛ لعل هناك سبباً جعل الإمام يكتب لي هذا فأخذ علي بن يقطين يتوضأ يومياً بهذه الكيفية المعمول بها عند السنة وفي تلك الأيام حاول المتزلفين والمرتزقة ان يثيرو الرشيد ضد ابن يقطين فقالوا لهارون: إن علي بن يقطين رافضي مخالف على طريقة الشيعة.
فقال هارون: قد كثر عندي في علي بن يقطين على إنه رافضي ولكني لا أرى في خدمته لي تقصيرا ومع هذا فسوف أمتحنه من حيث لا يشعر لأتأكد هل هو رافضي ام لا.
فقالوا له: إن الرافضة (الشيعة) تخالف الجماعة في الوضوء فلا يغسلون رؤوسهم وارجلهم فأمتحنه في هذه، لأنه أمر ظاهر لا يمكنه ان يخفيه فوافق هارون على ذلك ولما حان وقت الصلاة وقف هارون الرشيد من وراء حائط ينظر إلى علي بن يقطين كيف يتوضأ فتوضأ علي على طريقة السنة كما أمره الامام فلما رآه فعل ذلك تقدم إليه هارون وقال له: كذب ياعلي من زعم انك رافضي وصلحت حال علي عند هارون اكثر كما وبخ هارون اولئك المرتزقة على أكاذيبهم ثم جاءه كتاب من الامام الكاظم عليه السلام فيه مايلي:
من الان ياعلي فتوضأ كما أمر الله وأغسل وجهك مرة فريضة واخرى اسباغاً واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح مقدم رأسك وظاهر قدميك بفضل نداوة وضوءك فقد زال ما كان يُخاف عليك...*1
ما يثير الإهتمام رعاية الإمام أحوال شيعته في كل زمان كما يقول الامام الحجة روحي فداه "...فإنا نحيط علماً بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ومَعْرفَتِنا بالذُّلِّ الَّذي أصابَكُمْ مُذْ جَنَحَ كَثيرٌ منكُمْ إلى ما كانَ السَّلَفُ الصَّالحُ عنهُ شاسِعاً، ونَبذُوا العهدَ المأخُوذَ ورَاءَ ظُهُورِهِم كأنَّهُمْ لا يَعلمُونَ.
إنَّا غيرُ مُهمِلينَ لمُراعاتكُمْ، ولا ناسينَ لِذِكرِكُمْ، ولَولا ذلك لَنَزَلَ بكُمُ الَّلأوَاءُ واصطَلَمَكُمُ الأعدَاءُ فاتَّقُوا اللهَ جَلَّ جَلالُهُ وظاهرُونا عَلَى انتياشِكُمْ مِنْ فِتْنَة قد أنافَتْ عَلَيْكُمْ يَهلِكُ فِيها مَنْ حُمَّ أَجَلُهُ ويُحْمَى عَنْها مَنْ أدرَكَ أمَلَهُ، وهِيَ أَمارَةٌ لأُزُوفِ حَرَكَتِنا ومُباثَّتِكُمْ بِأمْرِنا وَنَهْيِنا، واللهُ مُتمُّ نُورِهِ ولوْ كَرِهَ المُشرِكُونَ" *2
بالتأكيد لولا رعاية أهل البيت عليهم السلام لم يبق من الشيعة أحد هناك نقطة مشتركة بين فئة العظماء خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله واهل البيت عليهم السلام وهي التسليم حيث إنهم لم يتكلموا أي شيء ولم ينتقد أي واحد منهم كلام مواليهم لأنهم على يقين بأن كلامهم نور وأمرهم رشد عندما يكون حال الموالي هكذا سوف يجد طريقه بلمحة بصر لأنه يعرف هناك عين ترعاه ورسالة النجاة سوف تصل عاجلا أم آجلاً...
مر الزمان وطحنت العظام وابتلينا بغدر الحكام ولكن نعرف عيونك ترعانا يا صاحب الزمان
لا أقول إدعو لنا يامولاي لأن لولا دعاءك ورعايتك لما كنا ولكن أقول لا تترك أيدينا....
اضافةتعليق
التعليقات