• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آباؤنا ومدن الآثار

غادة صباح عبد / الأثنين 09 نيسان 2018 / حقوق / 2324
شارك الموضوع :

استيقظ الساعة ال ٧ صباحاً، ارتدى قميصه الأبيض وربطة عنقه السوداء، تناول كوب القهوة وخرج مسرعا، اثناء سيره في الشارع المؤدي الى مقر عمله وجد

استيقظ الساعة ال ٧ صباحاً، ارتدى قميصه الأبيض وربطة عنقه السوداء، تناول كوب القهوة وخرج مسرعا، اثناء سيره في الشارع المؤدي الى مقر عمله وجد جارتيه كالعادة تجلسان خارج المطعم الذي تديرانه سمع حديثهما بالصدفة..

قالت: انا غيورةٌ منكِ لأن ابنتكِ تعاملكِ جيداً لا أحد غيرها يقف بجانبكِ في هذا العالم.

تغارين! لديكِ زوج، يقولون زوج سيء افضل من ولد جيد سيكبر وينساكِ.

شعرت الصديقة بالحزن تجاه صديقتها فقالت مخففة عنها: ابنة او زوج، اخبريهم اني اقول لا للأثنين عندما تكبرين كل ما تملكينه هو الاصدقاء.

في الجهة الاخرى من الشارع خرجت الأم مودعة ابنتها التي تستعد للحاق بباص المدرسة  فقالت لها: هل تشعرين بالحرج مني هل فعلت لكِ شيئاً خاطئاً؟

ردت بغضب: الخطأ هو انكِ أمي.

في الباص كانت الاذاعة تقدم التهاني للأمهات بما انه عيد الأم وتناولت فقرة جديدة بعنوان حديث الأمهات وكانت احاديثهن كالتالي:

قالت احدى الأمهات: تمر علي ايام اشك فيها بقدراتي، فيما قالت اخرى: اتمنى ان اكون اكثر ثقة بنفسي كأم، وقالت اكثرهن: اريدهم ان يعلموا كم احبهم.

في تمام الساعة الثامنة والنصف القى التحية على التلاميذ ثم بدأ الحديث عن الشخصيات التاريخية..

موهانداس كرمشاند غاندي كانت الشخصية المقررة لمادة اليوم، غاندي السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائداً للساتياغراها وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.

غاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي أي 'الروح العظيمة'، وهو تشريف تم تطبيقه عليه من قبل رابندراناث طاغور،  قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.

من أروع اقوال غاندي:

•يمكنك أن تقيدني، يمكنك أن تعذبني، يمكنك حتى أن تقوم بتدمير هذا الجسد، ولكنك لن تنجح أبداً في إحتجاز ذهني.

•عِش كما لو كنت ستموت غداً، وتعلم كما لو كنت ستعيش  للأبد.

الحديث عن غاندي  ذكره بالفلم الهندي(kill dil) الذي شاهده ليلة الأمس كان الفلم مضيعة للوقت برأيه باستثناء عبارة مميزة لفتت انتباهه فأحب ان يشاركها مع التلاميذ فقال مخاطباً التلاميذ:

لو ان غاندي ولد في عصر هتلر لما كان غاندي لكان نازي! حدق به التلاميذ مستغربين خاصة التلميذ الجالس قبالته فأكمل وهو ينظر الى عينيه، المعنى يا عزيزي يمكن للطفل ان يولد في أي مكان ولكن المكان الذي يتربى فيه هو الذي يحدد شخصيته.

في غرفة المعلمين سرح بأفكاره، قاطعه صديقه استاذ اللغة الإنكليزية ما خطبك اليوم؟

_اشعر اني كنت شخصاً سيئاً بتعاملي مع عائلتي.

_ماذا وهل الأبناء فقط من يخطئون بحق ابائهم؟

الاباء ايضا يخطئون بحق ابنائهم، ليست كل العائلات مثالية، في اغلب العائلات ستجد فردا يتم التضحية به، فردا لا يحظى بالرعاية التي يحظى بها باقي الأفراد  حتى وان حظي بها فإنها لا تكون على قدم المساواة، تم اختياره لمشاركة والديه اعباء المسؤولية، منذ طفولته تربى على النضوج باكرا، تخطى مرحلة الطفولة وتعداها الى مرحلة الحرمان، لاحقا يكتشف هذا الفرد انه غير قادر على منح الحب او تلقيه، سيشعر انه شخص غير طبيعي وان هنالك خطب ما به، وسيستمر ذلك الشعور معه طيلة حياته تاركا ندب عميقة في روحه من شأنها ان تغير مسار حياته.

إن من اهم مسؤوليات الاباء تجاه ابنائهم هي عدالتهم في توزيع الحب والواجبات، عليهم الأهتمام  بأطفالهم جيدا لأنها ستكون خطيئة ان لم يفعلوا وحينها سيكون من الأفضل ان لا ينجبوا الأطفال.

نظر الى مكتبه فوقعت عيناه على صورة جدته، سرح قليلا ثم نهض مسرعا، الى اين انت ذاهب صاح زميله؛ هل نسيت انك المسؤول عن التلاميذ في رحلة اليوم الميدانية!

سأعود قبل ذلك، قال وهو يركض مسرعاً.

ذهب لرؤية جدته المسنة التي جاوز عمرها الثمانون عاماً، انها بقايا انسان، لم يبقَ منها شيئا سليم، نظرها ضعيف وسمعها كذلك، ذاكرتها مفقودة بالكاد تتذكر بعض الأشياء، كانت تبقى برعاية ممرضة خاصه بها، جلس قبالة جدته، ارتشف قدح القهوة وتذكر كيف اثرت به عندما تدمرت حياته، كيف وقفت بجانبه وشجعته على مواصلة الجري نحو حلمه حينما تخلى الجميع عنه وسخر منه، تذكر عبارتها التي لا تزال حتى الآن ترن في أذنيه بين الحين والآخر: الجدة ستكون سعيدة طالما انت موجود. قال: انا موجود ياجدتي وانتِ موجودة ولكنك غير حاضرة، غرغرت عيناه ثم نهض خارجاً.

وقف امام باب مدينة الأثار الحضارية خلال الرحلة الميدانية وخلفه التلاميذ، قال بصوت حزين:   الآباء.. حذاري ان نرميهم خلف ظهورنا عند نضوجنا مثل سلع استهلاكية انتهت صلاحيتها، مثل مكائن قديمة ادت غرضها ولم تعد تواكب العصر الحديث، مثل كتاب قديم مهترئ تجمع عليه غبار الزمن، مثل اي شيء في الدنيا ادى مهمته. كمعالم اثرية نزورها مع اطفالنا بين الحين والحين لنسترجع ذكريات طفولتنا، هنا تعلمت ركوب الدراجة على يد والدي وهنا جرحت ساقي فأسعفتني أمي، تنتهي الزيارة لتغلق مدينة الآثار ابوابها وتعود لعزلتها، ثم تدور عجلة الزمن حيث نحل محلهم ونصبح نحن مدينة الآثار لأجيالنا القادمة..

الاب والام
الطفل
الانسانية
التربية
الحياة
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    العراق.. يتصدر قائمة البلدان العربية الأكثر ذكاءً

    النشر : الخميس 24 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    منظمة طوى تعقد جلسة حول الحرائق في النجف الأشرف

    النشر : الأثنين 23 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الاطمئنان الموهوم وما يورثه من خسران

    النشر : الأحد 16 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    بين التقدير والتكليف فرسخ من الإيمان

    النشر : الأربعاء 07 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ‏ماهو داء غريفز؟

    النشر : السبت 22 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    عذراً يا عيد الله!

    النشر : الخميس 30 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1202 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 438 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 431 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 406 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 378 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 375 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1549 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1202 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1171 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 934 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 14 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 14 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 14 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة