جف نهر دجلة وانخفضت مناسيب نهر الفرات بسبب قلة الحصة القادمة من الدول المجاورة تركيا وإيران وبالأخص في الفترة الأخيرة حيث شرعت تركيا إلى أقامة سد كبير سمي بسد أليسو من المقرر أنه يضاف إلى العدد الكبير من السدود التي تمتلكها تركيا والتي يصل عددها إلى ٥٧٩ سد وهذا الشيء مردود سلبي على حصة العراق المائية والتي تم الاتفاق عليها في عام ٢٠١٧ وتم ضم العراق والاهوار خصوصاً إلى التراث العالمي والتشديد على عدم جفافها ضمن مساعي اللجنة الموفودة إلى الأمم المتحدة وإتمام تلك الاتفاقية ولكن الذي توصلنا إليه. نتيجة غريبة وملموسة بأن تلك القوانين والاتفاقيات ما هي إلا سرد كلام ولقاءات دون نتيجة.
وتؤثر شحة المياه بأزمات كبيرة في كثير من المجالات ليس في الزراعة والصناعة فحسب بل للاستخدامات في الأحياء السكينة ولتمديد مناطق الأهوار والبحيرات إلى حاجتها من الماء وذلك من أجل توازن الثروة المائية.
وأتى الغيث على حين غرة مسعفاً تلك الأراضي العطشى وروت الأرواح التي حملت هم الجفاف ولفحة الحرارة التي لا يعلم إلا الله إلى ما ستصل لو الغيث الذي أغاث الأرض التي تفطرت عطشا.
وعملت أخدوداً وارتفعت مناسب المياه في بحيرة حمرين ووصلت إلى (10) مليون متر مكعب وتخطت الجفاف لفترة سابقة لفصل الصيف.
الحياة تعلن توقفها وتمسي الأرواح قاحلة بثقل غياب المياه لذلك يحتاج الى التفاتة منظمة وتسليط الاهتمام إلى بناء السدود وخزن الماء في فترة الجفاف وتنظيم الاستهلاك لكي لا يهدر الماء وتتكرر الأزمات وقد يصعب حينها إيجاد حلول سريعة ووافية لتوفير الماء.
ومن جانب مديرية الموارد المائية وما صرحت به قبل إعلان حاله الجفاف بأن السبب هو تصليحات في الجسر الذي تم تفجيره أثناء المعارك على عصابات داعش الإرهابية وتم تشغيله بشكل مؤقت وذلك باستخدام سدة ترابية بدل السد السابق هذا فيما يخص انقطاع الماء في مناطق جنوب غرب بغداد.
تبقى مسألة المياه تحت عدسة القلق والخوف من شحة الماء المرتقبة. وذلك التي حذر منها الناشط البيئي؛ أحمد صالح نعمة وعضو لجنة اليونسكو لحماية البيئة ويوتيوبر من مخاطر الجفاف ومن نفق الحيوانات الاهوار ومن كارثة بيئة من المحتمل أن تجتاح العراق بسبب قطع المياه والحصص المائية من الدول المجاورة، لا نملك إلا أن نناشد الجهات المعنية باستغلال كل قطرة ماء والتحاور مع دول الجوار بخصوص الماء والحصص المائية.
ونحن بدورنا أن نعتني بواجبنا نحو ثروة الماء بالترشيد والاستخدام الأمثل ونرفع الأكف للباري عز وجل بأن يهبنا غيمة كريمة من سيل نعمه وخزائنه ويكشف كثير من الغمم الني تطال بلادنا وتسكن هموم ثقيلة في قلوب سكانه ومواطنيه.
رغم الجفاف وما يهدد من مخاطر إلا أننا نجد بعض من سكان المناطق التي تكون شبكات التصريف الصحي سيئة ورديئة يعلنون أمنياتهم بأن لا تمطر كمنطقة الحسينية في بغداد حتى ولو قليلا لما يتسبب من أذى على مساكنهم ودخول الماء وصعوبة الذهاب إلى أعمالهم والتواصل بالدوام بالنسبة للطلاب وهذه ناحية مظلمة تحتاج لإضاءة وإيجاد حل جذري لكي لا تتعارض الدعوات وتتم الفرحة بالمطر وبنزول الغيث.
مع هطول الغيث خرج الفلاحون إلى مزارعهم حفاة الاقدام يحملون أكياس الحنطة ناثرين البذور وشاكرين الله ويتطلعون إلى ما يزرعون بالأمل.
دامت ارض العراق سوداء كما كانت بالخضرة والينع وتغدق كل خير، ندعو الله بالغيث من جديد فرحمته غمرتنا وتحدت ما حجب عنا البشر.
اضافةتعليق
التعليقات