• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إلى كل أم موظفة: أنتِ عجلة الحياة التي لا تتوقف

زينب شاكر السماك / الخميس 21 تشرين الثاني 2024 / حقوق / 862
شارك الموضوع :

تواجه معركة يومية بين رغبتها في البقاء بجانب أطفالها وبين التزامها بتأمين مستقبلهم

في زاوية من الحياة، تقف أم موظفة، تحمل حقيبة مليئة بالمسؤوليات على كتفها، وقلبًا ممتلئًا بالحب والقلق على كتفها الآخر. تغادر منزلها كل صباح، تترك وراءها أطفالًا يملأون حياتها، وتذهب إلى عملها محملة بأحلام كبيرة، بعضها يخصها، وأكثرها يخصهم.

قد يبدو مشهد خروجها عاديًا للبعض، لكن الحقيقة أنها تواجه معركة يومية بين رغبتها في البقاء بجانب أطفالها وبين التزامها بتأمين مستقبلهم. إنها معركة لا يعلم بها إلا قلبها، تلك الدقائق التي تقف فيها أمام الباب، تنظر إلى أطفالها، وتحاول أن تُقنع نفسها بأنها تفعل الصواب.

كل أم موظفة تعرف جيدًا ما معنى أن تكون ممزقة بين عالمين. فهي ليست فقط مسؤولة عن أداء عملها بإتقان، بل تحمل على عاتقها دور الأمومة بكل ما فيه من حب ورعاية وتفانٍ.

تبدأ رحلتها اليومية قبل أن يبدأ يوم الآخرين. تستيقظ مبكرًا، تعد الإفطار، تجهز أطفالها للمدرسة، وتتأكد من أن كل شيء يسير كما يجب. ثم ترتدي قناع الموظفة المتفانية، تدخل عالم العمل بكل طاقتها، متناسية إرهاقها وساعات نومها القليلة. تعمل بكل جد ومثابرة وهي تعلم أن مسؤولياتها لا تنتهي بمجرد انتهاء ساعات العمل. تعود إلى منزلها، لتبدأ دورًا جديدًا. تحضر الطعام، تراجع دروس أطفالها، تستمع إلى مشكلاتهم الصغيرة التي تبدو لهم كبيرة. وبين هذا وذاك، تحاول أن تجد دقيقة لنفسها، لكن تلك الدقيقة غالبًا ما تضيع وسط زحمة الواجبات.

تعيش الأم الموظفة مع شعور دائم بالذنب. تشعر أنها لا تعطي أطفالها كل وقتها، وأنها تفوت لحظات صغيرة قد لا تتكرر. تسمع انتقادات المجتمع الذي لا يرحم:

"لماذا تعملين؟ أليس أطفالك أهم؟"

"إذا أخطأ طفلك، فهذا لأنك مشغولة عنه."

تلك الانتقادات تكون أحيانًا أشد قسوة من الإرهاق الجسدي. لكنها تبتلعها بصمت، وتستمر. لأنها تعرف جيدًا أن ما تفعله ليس هروبًا من الأمومة، بل هو تضحية من أجل مستقبل أفضل.

عزيزتي الأم الموظفة، اسمحي لي أن أخبرك بشيء ربما لم تسمعيه كثيرًا: أنتِ قوية بما يكفي لتحملي العالم.

قوة الأم الموظفة ليست في قدرتها على التوفيق بين عملها وبيتها فحسب، بل في صبرها، في تفانيها، وفي قلبها الذي يضع أطفالها فوق كل شيء.

أنتِ تعيشين حياة مليئة بالتحديات، لكنكِ تواجهينها بشجاعة. كل يوم تعودين فيه إلى المنزل وأنتِ مرهقة، وتجدين الطاقة لتبتسمي لأطفالك، هو دليل على قوتك. كل مرة تضطرين فيها إلى اتخاذ قرار صعب لصالح أسرتك، هو شهادة على حكمتك.

أنتِ لستِ مجرد أم، أنتِ نموذج يحتذى به. أطفالكِ ينظرون إليكِ بفخر، حتى وإن لم يعبروا عن ذلك. أنتِ تُعلمينهم درسًا مهمًا عن المثابرة والعمل الجاد، عن كيفية مواجهة الحياة بشجاعة وحب.

إلى كل من يوجه نقدًا للأم الموظفة، أقول: هي لا تحتاج إلى مزيد من الأحكام، بل إلى كلمات دعم وتشجيع.

عندما تراها مرهقة، قل لها: "أنتِ تقومين بعمل عظيم."

عندما تسمع عن إنجاز حققته، احتفل به معها.

الأم الموظفة تحمل على عاتقها مسؤوليات مضاعفة، فهي تجمع بين أعباء العمل خارج المنزل ومهام الأسرة داخله. تعيش يومها في سباق مستمر لتلبية احتياجات الجميع، متناسية أحيانًا احتياجاتها الشخصية. ورغم الجهد الكبير الذي تبذله، فإنها غالبًا ما تشعر بأن هذا العطاء يُعتبر أمرًا بديهيًا، دون الحصول على التقدير الذي تستحقه. الأم الموظفة تحتاج إلى الشعور بأن ما تقدمه له قيمة حقيقية وأن تضحياتها تُقدر. إنها رمز القوة والصبر، وما تحتاجه فعلًا هو كلمة صادقة أو لفتة امتنان تمنحها دافعًا للمواصلة بثقة وحب.

إلى كل أم موظفة، تذكري أن ما تفعلينه اليوم هو بناء لمستقبل أطفالكِ. تعبكِ لن يذهب سدى، وسيرون فيكِ يومًا نموذجًا للمرأة القوية التي لم تتخلَّ عنهم يومًا، بل قاتلت من أجلهم بكل حب وإخلاص.

أنتِ لستِ فقط قوية، بل أنتِ أعظم هدية يمكن أن يحصل عليها أطفالك. فلا تدعي أي شكوك أو انتقادات تُضعف عزيمتكِ. امضِ في طريقك، وأعلمي أنكِ تضيئين عالمهم حتى في أحلك لحظاتكِ.


المرأة
العمل
الطفل
المجتمع
الصحة النفسية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    ماهو رأي العلماء في تطعيم الأطفال ضد كورونا؟

    النشر : الأحد 06 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    ماهو اضطراب عُسر الكتابة وكيف تتم معالجته؟

    النشر : الخميس 10 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    مامعنى عبارة: شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا؟

    النشر : السبت 22 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    ضوابط الذكاء الاصطناعي.. تشدد أوروبي ومرونة آسيوية

    النشر : الخميس 15 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    إيربودز تحصل على الضوء الأخضر كأجهزة مساعدة للسمع

    النشر : الأحد 15 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    المال لا يكفي لشراء السعادة

    النشر : الجمعة 13 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1109 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1089 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 5 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 5 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 5 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة