• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إلى كل أم موظفة: أنتِ عجلة الحياة التي لا تتوقف

زينب شاكر السماك / الخميس 21 تشرين الثاني 2024 / حقوق / 759
شارك الموضوع :

تواجه معركة يومية بين رغبتها في البقاء بجانب أطفالها وبين التزامها بتأمين مستقبلهم

في زاوية من الحياة، تقف أم موظفة، تحمل حقيبة مليئة بالمسؤوليات على كتفها، وقلبًا ممتلئًا بالحب والقلق على كتفها الآخر. تغادر منزلها كل صباح، تترك وراءها أطفالًا يملأون حياتها، وتذهب إلى عملها محملة بأحلام كبيرة، بعضها يخصها، وأكثرها يخصهم.

قد يبدو مشهد خروجها عاديًا للبعض، لكن الحقيقة أنها تواجه معركة يومية بين رغبتها في البقاء بجانب أطفالها وبين التزامها بتأمين مستقبلهم. إنها معركة لا يعلم بها إلا قلبها، تلك الدقائق التي تقف فيها أمام الباب، تنظر إلى أطفالها، وتحاول أن تُقنع نفسها بأنها تفعل الصواب.

كل أم موظفة تعرف جيدًا ما معنى أن تكون ممزقة بين عالمين. فهي ليست فقط مسؤولة عن أداء عملها بإتقان، بل تحمل على عاتقها دور الأمومة بكل ما فيه من حب ورعاية وتفانٍ.

تبدأ رحلتها اليومية قبل أن يبدأ يوم الآخرين. تستيقظ مبكرًا، تعد الإفطار، تجهز أطفالها للمدرسة، وتتأكد من أن كل شيء يسير كما يجب. ثم ترتدي قناع الموظفة المتفانية، تدخل عالم العمل بكل طاقتها، متناسية إرهاقها وساعات نومها القليلة. تعمل بكل جد ومثابرة وهي تعلم أن مسؤولياتها لا تنتهي بمجرد انتهاء ساعات العمل. تعود إلى منزلها، لتبدأ دورًا جديدًا. تحضر الطعام، تراجع دروس أطفالها، تستمع إلى مشكلاتهم الصغيرة التي تبدو لهم كبيرة. وبين هذا وذاك، تحاول أن تجد دقيقة لنفسها، لكن تلك الدقيقة غالبًا ما تضيع وسط زحمة الواجبات.

تعيش الأم الموظفة مع شعور دائم بالذنب. تشعر أنها لا تعطي أطفالها كل وقتها، وأنها تفوت لحظات صغيرة قد لا تتكرر. تسمع انتقادات المجتمع الذي لا يرحم:

"لماذا تعملين؟ أليس أطفالك أهم؟"

"إذا أخطأ طفلك، فهذا لأنك مشغولة عنه."

تلك الانتقادات تكون أحيانًا أشد قسوة من الإرهاق الجسدي. لكنها تبتلعها بصمت، وتستمر. لأنها تعرف جيدًا أن ما تفعله ليس هروبًا من الأمومة، بل هو تضحية من أجل مستقبل أفضل.

عزيزتي الأم الموظفة، اسمحي لي أن أخبرك بشيء ربما لم تسمعيه كثيرًا: أنتِ قوية بما يكفي لتحملي العالم.

قوة الأم الموظفة ليست في قدرتها على التوفيق بين عملها وبيتها فحسب، بل في صبرها، في تفانيها، وفي قلبها الذي يضع أطفالها فوق كل شيء.

أنتِ تعيشين حياة مليئة بالتحديات، لكنكِ تواجهينها بشجاعة. كل يوم تعودين فيه إلى المنزل وأنتِ مرهقة، وتجدين الطاقة لتبتسمي لأطفالك، هو دليل على قوتك. كل مرة تضطرين فيها إلى اتخاذ قرار صعب لصالح أسرتك، هو شهادة على حكمتك.

أنتِ لستِ مجرد أم، أنتِ نموذج يحتذى به. أطفالكِ ينظرون إليكِ بفخر، حتى وإن لم يعبروا عن ذلك. أنتِ تُعلمينهم درسًا مهمًا عن المثابرة والعمل الجاد، عن كيفية مواجهة الحياة بشجاعة وحب.

إلى كل من يوجه نقدًا للأم الموظفة، أقول: هي لا تحتاج إلى مزيد من الأحكام، بل إلى كلمات دعم وتشجيع.

عندما تراها مرهقة، قل لها: "أنتِ تقومين بعمل عظيم."

عندما تسمع عن إنجاز حققته، احتفل به معها.

الأم الموظفة تحمل على عاتقها مسؤوليات مضاعفة، فهي تجمع بين أعباء العمل خارج المنزل ومهام الأسرة داخله. تعيش يومها في سباق مستمر لتلبية احتياجات الجميع، متناسية أحيانًا احتياجاتها الشخصية. ورغم الجهد الكبير الذي تبذله، فإنها غالبًا ما تشعر بأن هذا العطاء يُعتبر أمرًا بديهيًا، دون الحصول على التقدير الذي تستحقه. الأم الموظفة تحتاج إلى الشعور بأن ما تقدمه له قيمة حقيقية وأن تضحياتها تُقدر. إنها رمز القوة والصبر، وما تحتاجه فعلًا هو كلمة صادقة أو لفتة امتنان تمنحها دافعًا للمواصلة بثقة وحب.

إلى كل أم موظفة، تذكري أن ما تفعلينه اليوم هو بناء لمستقبل أطفالكِ. تعبكِ لن يذهب سدى، وسيرون فيكِ يومًا نموذجًا للمرأة القوية التي لم تتخلَّ عنهم يومًا، بل قاتلت من أجلهم بكل حب وإخلاص.

أنتِ لستِ فقط قوية، بل أنتِ أعظم هدية يمكن أن يحصل عليها أطفالك. فلا تدعي أي شكوك أو انتقادات تُضعف عزيمتكِ. امضِ في طريقك، وأعلمي أنكِ تضيئين عالمهم حتى في أحلك لحظاتكِ.


المرأة
العمل
الطفل
المجتمع
الصحة النفسية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    آهات أمي

    النشر : السبت 10 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    شويه مع دول... وشويه مع دول

    النشر : السبت 10 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: الأُسرة ومقومات السعادة

    النشر : الأربعاء 26 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    انسان بلا مبادئ.. ساعة بلا عقارب

    النشر : الأثنين 10 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    روافد صورة الإسلام في الوعي الغربي

    النشر : الأحد 22 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    لماذا يتهافت الناس على شراء أحدث إصدارات الهواتف الذكية؟

    النشر : الخميس 03 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1205 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 439 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 432 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 406 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 378 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 375 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1554 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1205 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1171 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1107 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 934 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 17 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 17 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 18 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة